أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-11-2016
2976
التاريخ: 24-5-2017
3231
التاريخ: 24-5-2017
1828
التاريخ: 24-5-2017
1905
|
الأمويون: الجاهلية الاولى
الأمويون هم نسل أمية بن عبد شمس . وينقسمون إلى : العنابس والأعياص . فالعنابس أشهرهم ـ في التاريخ الإسلامي المدون ـ حرب وأبو حرب ، وسفيان وأبو سفيان « صخر بن حرب » ومعاوية ( 1 ) . ويزيد ابنه ومعاوية بن يزيد .
وأما الاعياص فاشهرهم : أبو العاص وولده عفان ـ أبو عثمان ، والحكم وابنه مروان ، وعبد الملك بن مروان ، وأولاد عبد الملك : الوليد وسليمان ويزيد وهشام وعبد العزيز ـ أبو عمر ـ ، وأحفاد عبد الملك: الوليد بن يزيد وابراهيم ابن الوليد بن يزيد ومروان بن محمد بن عبد الملك .
وقد حكم الأمويون الاسلامية زهاء قرن منذ مصرع الامام علي بن ابي طالب [عليه السلام] عام ـ 40 هـ ـ حتى سقوط دولتهم سنة 132 .
وقد اتصف الحكم الأموي ـ باستثناء السنتين « 99 ـ 101 » اللتين حكم أثناءهما عمر بن عبد العزيز ـ بمجافاته لروح الإسلام وبخروجه على مبادئ القرآن وسنة الرسول .
ومما تجدر الاشارة إليه في هذا الصدد هو أن بعض أحفاد أمية بن عبد شمس قد هرب « من اضطهاد العباسيين » الى الأندلس فأسس حكماً أموياً هناك استمر زهاء ثلاثة قرون . وبما أن أولئك الامويين قد ساروا ـ من حيث الاساس ـ على نهج أسلافهم في الشام فسوف لا نستشهد بسيرتهم المجافية لروح الاسلام ، لأن سيرة أجدادهم في الشام قد أغنتنا عن ذلك .
وهناك أمر آخر لابد من الالماع إليه في هذه المناسبة هو أننا سوف ندخل ضمن الامويين ـ لا من حيث وحدة النسب بالطبع بل من حيث وحدة الاتجاه وتوافق السيرة والخلق ـ أشهر الولاة الذين تعاونوا مع الامويين في تثبيت أركان حكمهم البغيض ؛ وفي مقدمتهم عمرو بن العاص ، وزياد به أبيه ، والحجاج بن يوسف الثقفي .
وجريا مع هذا المنطق نفسه يمكننا أن لا نعتبر عمر بن عبد العزيز« أموياً » من حيث الطبع .
ولابد لمن يتصدى للبحث في تاريخ الامويين أن يشير إلى حقدهم على أبناء عمومتهم الهاشميين ـ في الجاهلية وفي صدر الاسلام ـ وقد لخص الجاحظ ( 2 ) . طبيعة ذلك الحقد وعوامله حين قال :
« إن أشرف خصال قريش ـ في الجاهلية ـ اللواء والندوة والسقاية والرفادة وزمزم والحجابة .
وهذه الخصال مقسومة لبني هاشم وعبد الدار وعبد العزى دون بني عبد شمس على أن معظم ذلك صار شرفه بعد الاسلام إلى بني هاشم ( 3 ) . وليس لعبد شمس لقب كريم ، ولا اشتق له اسم شريف ، ولم يكن لعبد شمس من يرفع من قدرة ويزيد في ذكره . ولهاشم عبد المطلب سيد الوادي ( 4 ) ومما هو مذكور في القرآن من فضائل هاشم ـ عدا حديث الفيل قوله تعالى لإيلاف قريش .
وقد اجمعت الرواة على أن أول من أخذ الايلاف هاشم بن عبد مناف والايلاف ( 5 ) هو أن هاشماً كان رجلا كثير السعة والتجارة فكان يسافر في الشتاء إلى اليمن وفي الصيف الى الشام . فشرك في تجارته رؤساء القبائل من العرب ، وجعل لهم ربحاً فيما يربح ، فكفاهم مؤونة الاسفار . وكان في ذلك صلاح عام ...
ثم حلف الفضول ( 6 ) . وجلالته وعظمته . وهو أشرف حلف كان في العرب كلها ، وأكرم عقد عقدته قريش في قديمها وحديثها قبل الإسلام . ولم يكن لبني عبد شمس فيه نصيب .
فكان هذا الحلف في بني هاشم وبني المطلب وبني أسد بن عبد العزى وبني تيم ابن مرة . تعاقدوا ـ في دار ابن جدعان في شهر حرام قياماً يتماسحون بأكفهم صعداً ليكونن مع المظلوم حتى يؤدوا إليه حقه ..
وشرف هاشم يتصل ـ من حيث عددت ـ . كان الشرف معه كابراً عن كابر .
وليس بنو عبد شمس كذلك ، فإن الحكم ابن أبي العاص ، كان عارياً في الاسلام ولم يكن له ثناء في الجاهلية .
وأما أمية فكان مضعوفاً وكان صاحب عهار، . . وصنع امية ـ في الجاهلية شيئاً لم يصنعه أحد في العرب :
زوج أبنه ـ أبا عمرو ـ من أمرأته في حياته فأفولدها أبا معيط .
وفي ضوء ما ذكرنا نستطيع أن نقول : إن اساس الخصومة بين الهاشميين والأمويين يعود إلى التنافس على الرئاسة والصدارة في المجتمع العربي القديم . ومبدأ تلك الخصومة قد جاء من الامويين . فقد شعر هؤلاء بالحرمان الإجتماعي ـ وما يتعلق به وينتج عنه ـ وعرفوا أنهم غير قادرين على تصديع شرف الهاشميين بالأساليب الشريفة المعروفة . فلجأوا إلى الأساليب الملتوية التي ذكرناها . فكانت النتيجة أن الهاشميين أخذوا بالتسامي في مجدهم أبا عن جد .
وسار الأمويون في طريق التدهور والسقوط خلفاً عن سلف .
فحاول الهاشميون أن يسمو أبناؤهم فوق مسلك أبائهم السامي ـ كلما وجدوا إلى ذلك سبيلا .
وسعى الامويون على العكس من ذلك تماماً .
فقد سعى عبد المطلب ـ سيد الوادي ـ إلى أن يضيف « بمسلكه » كرما إلى مكارم أبيه . وهبط أميه ـ عن مستوى أبيه الوضيع ـ فكان مضعوفاً وكان صاحب عهار .
ويرتفع محمد فوق مستويات أجداده الرفيعة .
وانحدر أبو سفيان في حضيض مستويات الأمويين الذين سبقوه .
ومن الغريب أن يلاحظ الباحث أن لكل هاشمي خصما من الأمويين يسير كل منهما في الاتجاه الذي يسير عليه أجداده .
فهذا هاشم وذاك أمية وهذا عبد المطلب وذاك حرب ، وهذا محمد وذاك أبو سفيان ؛ وهذا علي وذاك معاوية ، وهذا الحسين وذاك يزيد ألخ ...
فكان شرف بني هاشم في عشيرتهم وكريم خصالهم وشهامتهم وكرمهم قد أثارت حفائظ الأمويين فحقدوا عليهم وحاولوا عبثاً أن يطاولوهم . وذكر الطبري ( 7 ) .
أن الحارث حدثه عن محمد بن سعد « قال : أخبرنا هشام بن محمد قال : حدثني معروف بن الخربون المكي قال : حدثني رجل من آل عدوي بن نوفل بن عبد مناف عن أبيه قال : قال وهب بن عبد قصي في إطعام هاشم قومه الثريد :
تحمل هاشــم ما ضاق عنـه *** وأعيــا أن يقـــوم بـه ابن بيض
أناهـــم بالغرائـــــر متأفـات *** من أرض الشــام بالبر النفيض
فأوسع أهل مكة من عشيـم *** وشاب الخبز باللحـم الغريض ( 8 )
قال : فحسده أمية بن عبد شمس ـ وكان ذا مال ـ فتكلف أن يصنع صنيع هاشم . ودعاه إلى المنافرة فكره هاشم لسنه وقدره . ولم تدعه قريش واحفظوه قال : فإنني أنافرك على خمسين ناقة سود حدق تنحرها ببطن مكة ، والحلاء عن مكة عشر سنين . فرضى بذلك أمية . وجعلا الكاهن الخزاعي ( 9 ) . بينهما . فنفر هاشما عليه . فأخذ هاشم الابل فنحرها وأطعمها من حضره . وخرج أمية إلى الشام فأقام بها عشر سنين . فكانت هذه أول عداوة بين هاشم وأمية . وفي عهد عبد المطلب ابن هاشم استأنف الامويون حقدهم على الهاشميين ، وساروا في طريق غوايتهم بشكل لم يكن مستساغاً حتى بمقاييس الجاهلية.
____________
(1) وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس . وعتبة هذا ـ الذي قتل في بدر ـ هو صاحب النفير ، وابو سفيان صاحب العير . وقد ذهب ـ موضوع العير والنفير ـ مثلا في التاريخ فيقال للخامل : لا في العير ولا في النفير . وهند ـ أم معاوية ـ هي أم أخيه عتبة . وقد اتهمت بفجور وعهر ـ كما سنرى ـ .
أما يزيد ومحمد وعنبسة وحنظلة ـ الذي قتل في بدر ـ وعمرو ـ الذي أسر في بدر ـ فهم أبناء أبي سفيان من أمهات شتى .
(2) رسائل الجاحظ 67 ـ 75 .
(3) وكان اسم هاشم عمرواً . وإلى هذا المعنى يشير ابن الزعبري :
عمرو العلى هشم الثرية لقومه * ورجال مكة مسنتون عجاف
وقد روى البيت بشكل آخر :
عمرو الذي هشم الثريد لقومه * قوم بمكة مسنتين عجاف
(4) ولقبه شيبة الحمد . قال مطرد الخزاعي :
يا شيبة الحمد الذي تثنى له * أيامه من خير ذخــر الداخر
المجد ما حجت قريش بيته * ودعا هديل فوق غصن ناضر
وقد بلغ أولاد عبد المطلب عشرة بنين وست بنات : العباس وحمزة وعبد الله وأبو طالب « واسمه عبد مناف » والزبير والحرث وحجل والمقوم وضرار وأبو لهب « وإسمه عبد العزى » وصفية وأم حكيم البيضاء وعاتكة وأميمة واروى ويرة . فأم العباس وضرار فتيلة بنت جناب ، وام حمزة والمقوم وحجل وصفية هالة بنت وهيب ، وأم عبد الله وأبي طالب وزبير « وجميع النساء غير صفية » فاطمة بنت عمرو ، وأم الحرث سمراء بنت جندب وأم أبي لهب لبنى بنت هاجر .
(5) راجع : ابن هشام ، سيرة النبي محمد 10 | 57 ـ 59 للاطلاع على معاني كملة « ايلاف » .
(6) راجع ابن هشام « سيرة النبي محمد » : 1 | 144 ـ 145 للاطلاع على تفاصيل هذا الحلف .
(7) تاريخ الأمم والملوك 2 | 180 ـ 181 .
(8) متأفات : ممتلئات . البر النقيض القمح النقي ، شاب خلط ، الغريض الطري .
(9) جد عمرو بن الحمق الخزاعي أحد خيار المسلمين الذين غدر بهم الأمويون بشكل لا يجيزه الاسلام كما سنرى .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|