أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2017
541
التاريخ: 17-10-2017
613
التاريخ: 17-10-2017
867
التاريخ: 17-10-2017
550
|
ابتداء الدولة العلوية بإفريقية:
هذه دولة اتسعت أكناف مملكتها وطالت مدتها فإنها ملكت إفريقية هذه السنة وانقرضت دولتهم بمصر سنة سبع وستين وخمسمائة فنحاج أن نستقصي ذكرها فنقول أول من ولي منهم أبو محمد عبيد الله فقيل هو محمد بن عبد الله بن ميمون بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، ومن ينسب هذا النسب يجعله عبد الله بن ميمون القداح الذي ينسب إليه القدحية وقيل هو عبد الله بن أحمد بن إسماعيل الثاني محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم.
وقد اختلف العلماء في صحة نسبه فقال هو وأصحابه القائلون بإمامته إن نسبه صحيح على ما ذكرناه ولم يرتابوا فيه، وذكر كثير من العلويين العالمين بالأنساب إلى موافقتهم أيضا ويشهد بصحة هذا القول ما قاله الشريف الرضي:
ما مقامي على الهوان وعندي *** مقول صــــــارم وأنف حمي
ألبــس الذل في البلاد الأعـادي *** وبمصـــر الخليفـــــة العلوي
مــن أبــوه أبي ومــــولاه مـولا *** ي إذا ضامني البعيد القصي
لف عرقــــي بعرقه سيـــــد الن *** اس جميعـــــــا محمد وعلي
إن ذلــــي بذلك الجـــــــد عــــز *** وأوامي بـــذلك الــــربع ري
وإنما لم يودعها في بعض ديوانه خوفا ولا حجة بما كتبه في المحضر المتضمن القدح في أنسابهم فإن الخوف يحمل على أكثر من هذا على أنه قد ورد ما يصدق ما ذكرته وهو أن القادر بالله لما بلغته هذه الأبيات أحضر القاضي أبا بكر بن الباقلاني فأرسله إلى الشريف أبي أحمد الموسوي والد الشريف الرضي يقول له قد عرفت منزلتك منا وما لا نزال عليه من الاعتداد بك بصدق الموالاة منك وما تقدم لك في الدولة من مواقف محمودة ولا يجوز أن تكون أنت على خليفة ترضاه ويكون ولدك على ما يضادها وقد بلغنا أنه قال شعرا وهو كذا وكذا فيا ليت شعري على أي مقام ذل أقام وهو ناظر في النقابة والحج وهما من أشرف الأعمال ولو كان بمصر لكان كبعض الرعايا وأطال القول فحلف أبو أحمد أنه ما علم بذلك وأحضر ولده وقال له في المعنى فأنكر الشعر فقال له أكتب خطك إلى الخليفة بالاعتذار واذكر فيه أن نسب المصري مدخول وأنه مدع في نسبه فقال لا أفعل فقال أبو تكذبني في قولي فقال ما أكذبك ولكني أخاف من الديلم وأخاف من المصري من الدعاة في البلاد فقال أبوه أتخاف ممن هو بعيد عنك وتراقبه وتسخط من هو قريب وأنت بمرأى منه ومسمع وهو قادر عليك وعلى أهل بيتك وتردد القول بينهما ولم يكتب الرضى خطه فجرد عليه أبوه وغضب وحلف أنه لا يقيم معه في بلد فآل الأمر إلى أن حلف الرضى أنه ما قال هذا الشعر واندرجت القصة على هذا ففي امتناع الرضي من الأعتذار ومن أن يكتب طعنا في نسبهم مع الخوف دليل قوي على صحة نسبهم وسألت أنا جماعة من أعيان العلويين في نسبه فلم يرتابوا في صحته وذهب غيرهم إلى أن نسبه مدخول ليس بصحيح، وعدا طائفة منهم إلى أن جعلوا نسبه يهوديا وقد كتب في الأيام القادرية محضر يتضمن القدح في نسبه ونسب أولاده وكتب فيه جماعة من العلويين وغيرهم أن نسبه إلى أمير المؤمنين علي غير صحيح فمن كتب فيه من العلويين المرتضى وأخوه الرضي وابن البطحاوي وابن الأزرق العلويين ومن غيرهم ابن الأكفاني وابن الخرزي وأبو العباس الأبيوردي وأبو حامد والكشفلي والقدوري والصيمري وأبو الفضل النسوي وأبو جعفر النسفي وأبو عبد الله بن النعمان فقيه الشيعة ،وزعم القائلون بصحة نسبه إن العلماء ممن كتب في المحضر إنما كتبوا خوفا وتقية ومن لا علم عنده بالأنساب فلا احتجاج بقول وزعم الأمير عبد العزيز صاحب تاريخ إفريقية والمغرب إن نسبه معروف في اليهودية ونقل فيه عن جماعة من العلماء، وقد استقصى ذكر إبتداء دولتهم وبالغ وأنا أذكر معنى ما قاله مع البراءة من عهدة طعنة في نسبه وما عداه فقد أحسن فيما ذكر قال لما بعث الله تعالى سيد الأولي والآخرين محمدا عظم ذلك على اليهود والنصارى والروم والفرس وقريش وسائر العرب لأنه سفه أحلامهم وعاب أديانهم وآلهتهم وفرق جمعهم فاجتمعوا يدا واحدة عليه فكفاه الله كيدهم ونصره عليهم فأسلم منهم من هداه الله تعالى فلما قبض نجم النفاق وارتدت العرب وظنوا أن الصحابة يضعفون بعده فجاهد أبو بكر فقتل مسيلمة ورد الردة وأذل الكفر ووطأ جزيرة العرب وغزا فارس والروم فلما حضرته الوفاة ظنوا أن بوفاته ينتقص الإسلام فاستخلف عمر بن الخطاب فأذل فارس والروم وغلب على ممالكها فدس عليه المنافقون أبا لؤلؤة فقتله ظنا منهم أن بقتله ينطفئ نور الإسلام فولى بعده عثمان فزاد في الفتوح واتسعت مملكة الإسلام فلما قتل وولي بعده أمير المؤمنين علي قام بالأمر أحسن قيام فلما يئس أعداء الإسلام من استئصاله بالقوة أخذوا في وضع الأحاديث الكاذبة وتشكيك ضعفة العقول في دينهم بأمور قد ضبطها المحدثون وأفسدوا الصحيح بالتأويل والطعن عليه فكان أول من فعل ذلك أبو الخطاب محمد بن أبي زينب مولى بني أسد وأبو شاكر ميمون بن ديصان صاحب كتاب الميزان في نصرة الزندقة وغيرهما، فألقوا إلى من وثقوا به أن لكل شيء من العبادات باطنا وأن الله تعالى لم يوجب على أوليائه ومن عرف من الأئمة والأبواب صلاة ولا زكاة ولا غير ذلك ولا حرم عليهم شيئا وأباحوا لهم نكاح الأمهات والأخوات وإنما هذه قيود للعامة ساقطة عن الخاصة وكانوا يظهرون التشيع لآل النبي ليستروا أمرهم ويستميلوا العامة وتفرق أصحابهم في البلاد وأظهروا الزهد والعبادة يغرون الناس بذلك وهم على خلافه فقتل أبو الخطاب وجماعة من أصحابه بالكوفة وكان أصحابه قالوا له إنا نخاف الجند فقال لهم إن أسلحتهم لا تعمل فيكم فلما ابتدأوا في ضرب أعناقهم قال له أصحابه ألم تقل إن سيوفهم لا تعمل فينا فقال إذا كان قد أراد الله فما حيلتي وتفرقت هذه الطائفة في البلاد وتعلموا الشعبذة والنار نجيات والزور والنجوم والكيمياء فهم يحتالون على كل قوم بما ينفق عليهم وعلى العامة بإظهار الزهد ونشأ لابن ديصان ابن يقال له عبد الله القداح علمه الحيل وأطلعه على أسرار هذه النحلة فحذق وتقدم وكان بنواحي كرخ وأصبهان رجل يعرف بمحمد بن الحسين ويلقب بدندان يتولى تلك المواضع وله نيابة عظيمة وكان يبغض العرب ويجمع مساويهم فسار إليه القداح وعرفه من ذلك ما زاد به محله وأشار عليه أن لا يظهر ما في نفسه إنما يكتمه ويظهر التشيع والطعن على الصحابة فإن الطعن فيهم طعن في الشريعة فإن بطريقهم وصلت إلى من بعدهم فاستحسن قوله وأعطاه مالا عظيما ينفقه على الدعاة إلى هذا المذهب فسيره إلى كور الأهواز والبصرة والكوفة وطالقان وخراسان وسلمية من أرض حمص وفرقه في دعاته وتوفي القداح ودندان وإنما لقب القداح لأنه كان يعالج العيون ويقدحها، فلما توفي القداح قام بعده ابنه أحمد في مقامه وصحبه إنسان يقال له رستم بن الحسين بن حوشب بن دادان النجار من أهل الكوفة فكانا يقصدان المشاهد وكان باليمن رجل اسمه محمد بن الفضل كثير المال والعشيرة من أهل الجند يتشيع فجاء إلى مشهد الحسين بن علي يزوره فرآه أحمد ورستم يبكي كثيرا فلما خرج اجتمع به أحمد وطمع فيه لما رأى من بكائه وألقى إليه مذهبه فقبله وسير معه النجار إلى اليمن وأمره بلزوم العبادة والزهد ودعاء الناس إلى المهدي وأنه خارج في هذا الزمان باليمن فسار النجار إلى اليمن ونزل بعدن بقرب قوم من الشيعة يعرفون ببني موسى وأخذ في بيع ما معه وأتاه بنو موسى وقالوا له فيم جئت فقال للتجارة قالوا لست بتاجر وإنما أنت رسول المهدي وقد بلغنا خبرك ونحن بنو موسى ولعلك قد سمعت بنا فانبسط ولا تحتشم فإنا أخوانك فاظهر أمره وقوى عزائمهم وقرب أمر المهدي فأمره بالاستكثار من الخيل والسلاح وأخبرهم أن هذا أوان ظهور المهدي ومن عندهم يظهر واتصلت أخباره بالشيعة الذين بالعراق فساروا إليه فكثر جمعهم وعظم بأسهم وأغاروا على من جاورهم وسبوا وجبوا الأموال وأرسل إلى من بالكوفة من ولد عبد الله القداح هدايا عظيمة وكانوا أنفذوا إلى المغرب رجلين أحدهما يعرف بالحلواني والآخر يعرف بأبي سفيان وقالوا لهما إن المغرب أرض بور فاذهبا فاحرصا حتى يجيء صاحب البذر، فسارا فنزل أحدهما بأرض كتامة ببلد يسمى مرمجنة والأخر بسوق حمار، فمالت قلوب أهل تلك النواحي إليهما وحملوا إليهما الأموال والتحف فأقاما سنين كثيرة وماتا وكان أحدهما قريب الوفاة من الآخر.......
ثم دخلت سنة ثلاثمائة
ذكر عزل الخاقاني عن الوزارة ووزارة علي بن عيسى:
في هذه السنة ظهر للمقتدر تخليط الخاقاني وعجزه في الوزارة فأراد عزله وإعادة أبي الحسن بن الفرات إلى الوزارة فمنعه مؤنس الخادم عن ابن الفرات لنفوره عنه لأمور منها إنفاذ الجيش إلى فارس مع غيره وإعادته إلى بغداد ، فقال للمقتدر متى أعدته ظن الناس أنك إنما قبضت عليه شرها في ماله والمصلحة أن تستدعي علي بن عيسى من مكة وتجعله وزيرا فهو الكافي الثقة الصحيح العمل المتين الدين فأمر المقتدر بإحضاره فأنفذ من يحضره فوصل إلى بغداد أول سنة إحدى وثلاثمائة وجلس في الوزارة وقبض على الخاقاني وسلم إليه فأحسن قبضه ووسع عليه وتولى علي بن عيسى ولازم العمل والنظر في الأمور ورد المظالم وأطلق من المكوس شيئا كثيرا بمكة وفارس وأطلق المواخير والمفسدات بدوبق وأسقط زيادات كان الخاقاني قد زادها للجند لأنه عمل الدخل والخرج فرأى الخرج أكثر فأسقط أولئك وأمر بعمارة المساجد والجوامع وتبييضها وفرشها بالحصر وإشعال الأضواء فيها وأجرى للأئمة والقراء والمؤذنين أرزاقا وأمر بإصلاح البيمارستانات وعمل ما يحتاج إليه المرضى من الأدوية وقرر فيها فضلاء الأطباء وأنصف المظلومين وأسقط ما زيد في خراج الضياع ولما عزل الخاقاني أكثر الناس التزوير على خطه بمسامحات وإدرارات، فنظر علي بن عيسى في تلك الخطوط فأنكرها وأراد إسقاطها فخاف ذم الناس ورأى أن ينفذها إلى الخاقاني ليميز الصحيح من المزور عليه فيكون الذم له، فلما عرضت تلك الخطوط عليه قال هذه جميعها خطى وأنا أمرت بها فلما عاد الرسول إلى علي بن عيسى بذلك قال والله لقد كذب ولقد علم المزور من غيره ولكنه اعترف بها ليحمده الناس ويذموني وأمر بها فأجيزت وقال الخاقاني لولده يا بني هذه ليست خطى ولكنه أنفذها إلي وقد عرف الصحيح من السقيم ولكنه أراد أن يأخذ الشوك بأيدينا ويبغضنا إلى الناس وقد عكست مقصوده......
ذكر طاعة أهل صقلية للمقتدر وعودهم إلى طاعة المهدي العلوي:
استعمل المهدي علي بن عمر على صقلية فلما وليها كان شيخا لينا فلم يرض أهل صقلية بسيرته فعزلوه عنهم وولوا على أنفسهم أحمد بن قرهب فلما ولى سير سرية إلى أرض قلورية فغنموا منها وأسروا من الروم وعادوا وأرسل سنة ثلاثمائة ابنه عليا إلى قلعة طبرمين المحدثة في جيش وأمره بحصرها وكان غرضه إذا ملكها أن يجعل بها ولده وأمواله وعبيده فإذا رأى من أهل صقلية ما يكره امتنع بها فحصرها ابنه ستة أشهر ثم اختلف العسكر عليه وكرهوا المقام فأحرقوا خيمته وسواد العسكر وأرادوا قتله فمنعهم العرب ودعا أحمد بن قرهب الناس إلى طاعة المقتدر فأجابوه إلى ذلك فخطب له بصقلية وقطع خطبة المهدي وأخرج ابن قرهب جيشا في البحر إلى ساحل أفريقية فلقوا هناك أسطول المهدي ومقدمه الحسن بن أبي خنزير فأحرقوا الأسطول وقتلوا الحسن وحملوا رأسه إلى ابن قرهب وسار الأسطول الصقلي إلى مدينة سفاقس فخربوها وساروا إلى طرابلس فوجدوا فيها القائم بن المهدي فعادوا ووصلت الخلع السود والألوية إلى ابن قرهب من المقتدر ثم أخرج مراكب فيها جيش إلى قلورية فغنم جيشه وخربوا وعادوا وسير أيضا أسطولا إلى أفريقية فخرج عليها أسطول المهدي فظفروا بالذي لابن قرهب وأخذوه ولم يستقم بعد ذلك لابن قرهب حال وأدبر أمره وطمع فيه الناس وكانوا يخافونه وخاف منه أهل جرجنت وعصوا أمره وكاتبوا المهدي فلما رأى ذلك أهل البلاد كاتبوا المهدي أيضا وكرهوا الفتنة وثاروا بابن قرهب وأخذوه أسيرا سنة ثلاثمائة وحبسوه وأرسلوه إلى المهدي مع جماعة من خاصته فأمر بقتلهم على قبر ابن أبي خنزير فقتلوا واستعمل على صقلية أبا سعيد موسى بن أحمد وسير معه جماعة كثيرة من شيوخ كتامة فوصلوا إلى طرابنش وسبب إرسال العسكر معه أن ابن قرهب كان قد كتب إلى المهدي يقول له إن أهل صقلية يكثرون الشغب على أمرائهم ولا يطيعونهم وينهبون أموالهم ولا يزول ذلك إلا بعسكر يقهرهم ويزيل الرياسة عن رؤسائهم ففعل المهدي ذلك، فلما وصل معه العسكر خاف منه أهل صقلية فاجتمع عليه أهل جرجنت وأهل المدينة وغيرهما فتحصن منهم أبو سعيد وعمل على نفسه سورا إلى البحر وصار المرسي معه فاقتتلوا فانهزم أهل صقلية وقتل جماعة من رؤسائهم وأسر جماعة وطلب أهل المدينة الأمان فأمنهم إلا رجلين هما أثارا الفتنة فرضوا بذلك وتسلم الرجلين وسيرهما إلى المهدي بأفريقية وتسلم المدينة وهدم أبوابها وأتاه كتاب المهدي يأمره بالعفو عن العامة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|