أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-10-2017
573
التاريخ: 2-10-2017
586
التاريخ: 2-10-2017
551
التاريخ: 15-3-2018
502
|
ذكر غزاة وصيف الروم:
في سنة ثمان وأربعين ومائتين أغزى المنتصر وصيفا التركي إلى بلاد الروم، وكان سبب ذلك أنه كان بينه وبين أحمد بن الخصيبي شحناء وتباغض فحرض أحمد بن الخصيب المنتصر على وصيف وأشار عليه بإخراجه من عسكره للغزاة فأمر المنتصر بإحضار وصيف فلما حضر قال له قد أتانا طاغية الروم أنه أقبل يريد الثغر وهذا أمر لا يمكن الإمساك عنه ولست آمنه أن يهلك كل ما مر به من بلاد الإسلام ويقتل ويسبي فإما شخصت أنت وإما شخصت أنا، فقال بل أشخص أنا يا أمير المؤمنين فقال لأحمد بن الخصيب انظر إلى ما يحتاج إليه وصيف فأتمه له فقال نعم يا أمير المؤمنين قال ما نعم قم الساعة وقال لوصيف مر كاتبك أن يوافقه على ما يحتاج إليه ويلزمه حتى يفرغ منه فقاما ولم يزل أحمد بن الخصيب في جهازه حتى خرج وانتخب له الرجال فكان معه اثنا عشر ألف رجل وكان على مقدمته مزاحم بن خاقان أخو الفتح وكتب المنتصر إلى محمد بن عبد الله بن طاهر ببغداد يعلمه ذلك ويأمره أن ينتدب الناس إلى الغزاة ويرغبهم فيها وأمر وصيفا أن يوافي ثغر ملطية وجعل على نفقات العسكر والمغانم والمقام أبا الوليد الحريري البجلي ولما سار وصيف كتب إليه المنتصر يأمره بالمقام بالثغر أربع سنين يغزو في أوقات الغزو منها إلى أن يأتيه رأيه.
ذكر خلع المعتز والمؤيد:
وفي هذه السنة خلع المعتز والمؤيد ابنا المتوكل من ولاية العهد، وكان سبب خلعهما أن المنتصر لما استقامت له الأمور قال أحمد بن الخصيب لوصيف وبغا إنا لا نأمن الحدثان وأن يموت أمير المؤمنين فيلي المعتز الخلافة فيبيد خضراءنا ولا يبقي منا باقية والآن الرأي أن نعمل في خلع المعتز والمؤيد فجد الأتراك في ذلك وألحوا على المنتصر وقالوا نخلعهما من الخلافة ونبايع لابنك عبد الوهاب فلم يزالوا به حتى أجابهم وأحضر المعتز والمؤيد بعد أربعين يوما من خلافته وجعلا في دار فقال المعتز للمؤيد يا أخي قد أحضرنا للخلع فقال لا أظنه يفعل ذلك فبينما هما كذلك إذ جاءت الرسل بالخلع فقال المؤيد السمع والطاعة وقال المعتز ما كنت لأفعل فإن أردتم القتل فشأنكم فأعلموا المنتصر ثم عادوا بغلظة وشدة وأخذوا المعتز بعنف وأدخلوه بيتا وأغلقوا عليه الباب فلما رأى المؤيد ذلك قال لهم بجراءة واستطالة ما هذا يا كلاب قد ضريتم على دمائنا تثبون على مولاكم هذا الوثوب دعوني وإياه حتى أكلمه فسكتوا عنه وأذنوا له في الاجتماع به بعد إذن من المنتصر بذلك فدخل عليه المؤيد وقال يا جاهل تراهم نالوا من أبيك وهو هو ما نالوا ثم تمنع عليهم اخلع ويلك لا تراجعهم فقال وكيف أخلع وقد جرى في الآفاق فقال هذا الأمر قتل أباك وهو يقتلك وإن كان في سابق علم الله أن تلي لتلين فقال أفعل فخرج المؤيد وقال قد أجاب إلى الخلع فمضوا وأعلموا المنتصر وعادوا فشكروه ومعهم كاتب فجلس وقال للمعتز اكتب بخطك خلعك فامتنع فقال المؤيد للكاتب هات قرطاسك املل علي ما شئت فأملى عليه كتابا إلى المنتصر يعلمه فيه ضعفه عن هذا الأمر وأن لا يحل له أن يتقلده وكره أن يأثم المتوكل بسببه إذ لم يكن موضعا له ويسأله الخلع ويعلمه أنه قد خلع نفسه وأحل الناس من بيعته فكتب ذلك وقال للمعتز اكتب فأبى فقال اكتب ويلك فكتب وخرج الكاتب عنهما ثم دعاهما المنتصر فدخلا عليه فأجلسهما وقال هذا كتابكما فقالا نعم يا أمير المؤمنين فقال لهما والأتراك وقوف أتراني خلعتكما طمعا في أن أعيش حتى يكبر ولدي وأبايع له والله ما طمعت في ذلك ساعة قط وإذ لم يكن لي في ذلك طمع فوالله لأن يليها بنو أبي أحب إلي من أن يليها بنو عمي ولكن هؤلاء وأومأ إلى سائر الموالي ممن هو قائم عنده وقاعد ألحوا علي في خلعكما فخفت إن لم أفعل أن يعترضكما بعضهم بحديدة فيأتي عليكما فما ترياني صانعا إذن أقتله فوالله ما تفي دماؤهم كلهم بدم بعضكم فكانت إجابتهم إلى ما سألوا أسهل علي فقبلا يده وضمهما ثم إنهما أشهدا أنفسهما القضاة وبني هاشم والقواد ووجوه الناس وغيرهم بالخلع وكتب بذلك المنتصر إلى محمد بن عبد الله بن طاهر وإلى غيرهم.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|