أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-8-2017
2745
التاريخ: 7-8-2017
2639
التاريخ: 19-8-2017
2870
التاريخ: 14-8-2017
2623
|
انتهى موكب الإمام إلى ( البيضة ) فألقى الإمام خطاباً رائعاً على الحرّ وأصحابه أعلن فيه عن دوافع ثورته ودعاهم إلى مناصرته وكان من بنود هذا الخطاب هذه الفقرات :
أيّها الناس : إن رسول الله (صلى الله عليه واله) قال : من رأى سلطاناً جائراً مستحلاًّ لحرم الله ناكثاً لعهد الله مخالفاً لسنّة رسول الله (صلى الله عليه واله) يعمل في عباد الله بالإثم والعدوان فلم يغيّر ما عليه بفعل ولا قول كان حقّاً على الله أن يدخله مدخله ..
إلاّ أن هؤلاء قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن وأظهروا الفساد وعطّلوا الحدود واستأثروا بالفيء وأحلّوا حرام الله وحرّموا حلاله وأنا أحقّ ممن غيّر وقد أتتني كتبكم وقدمت عليَّ رسلكم ببيعتكم انّكم لا تسلموني ولا تخذلوني فان أقمتم على بيعتكم تصيبوا رشدكم وأنا الحسين بن علي وابن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه واله) نفسي مع أنفسكم وأهلي مع أهليكم ولكن فيَّ أسوة وإن لم تفعلوا ونقضتم عهدكم وخلعتم بيعتي فلعمري ما هي لكم بنكر لقد فعلتموها بأبي وأخي وابن عمّي مسلم فالمغرور من اغترّ بكم فحظّكم أخطأتم ونصيبكم ضيّعتم ومن نكث فإنما ينكث على نفسه وسيغني الله عنكم .. .
وأعلن أبو الأحرار في هذا الخطاب الرائع دوافع ثورته المقدّسة على حكومة يزيد وانّها لم تكن من أجل المطامع والأغراض الشخصية الخاصة وانّما كانت استجابة للواجب الديني الذي لا يقرّ بأيّ حال من الأحوال حكومة السلطان الجائر الذي يستحلّ حرمات الله وينكث عهده ويخالف سنّة رسوله وإن من لم يندفع إلى ساحات الجهاد لمناهضته فانّه يكون شريكاً له في ظلمه وجوره كما ندّد (عليه السلام) بالأمويين وقد نعتهم بأنّهم قد لزموا طاعة الشيطان وتركوا طاعة الرحمن واستأثروا بالفيء وعطّلوا حدود الله والإمام (عليه السلام) أحقّ وأولى من غيره بتغيير الأوضاع الراهنة وإعادة الحياة الإسلامية المشرقة إلى مجراها الطبيعي بين المسلمين وأعرب لهم أنّه إذا تقلّد شؤون الحكم فسيجعل نفسه مع أنفسهم وأهله مع أهليهم من دون أن يكون له أي امتياز عليهم وقد وضع الإمام بهذا الخطاب النقاط على الحروف وفتح لهم منافذ النور لو كانوا يبصرون ولما أنهى الإمام خطابه قام إليه الحرّ فقال له : أنّي أذكرك الله في نفسك فانّي أشهد لئن قاتلت لتقتلنّ ... .
وردّ عليه أبو الشهداء قائلاً : أبالموت تخوّفني وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني وما أدري ما أقول لك ولكنّي أقول : كما قال أخو الأوس لابن عمّه وهو يريد نصرة رسول الله (صلى الله عليه واله) أين تذهب فانّك مقتول فقال له :
سأمضي وما بالموت عار على الفتى ... إذا ما نوى خيراً وجاهد مسلماً
ووآس الرجال الصالحين بنفسه ... وخالف مثبوراً وفارق مجرما
فان عشت لم أندم وان متّ لم أُلم ... كفى بك ذلاً أن تعيش وترغما
ولما سمع الحرّ ذلك تنحّى عنه وعرف أنّه مصمّم على الموت والتضحية لإنقاذ المسلمين من ويلات الأمويين وجورهم .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جامعة كربلاء: مشاريع العتبة العباسية الزراعية أصبحت مشاريع يحتذى بها
|
|
|