أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-7-2017
![]()
التاريخ: 11-12-2014
![]()
التاريخ: 7-6-2017
![]()
التاريخ: 17-2-2019
![]() |
بعد فتح القلاع المذكورة حمل جنود الإسلام على حصن الوطيح، وسلالم، ولكنهم واجهوا مقاومة عنيفة من اليهود الذين كانوا يدافعون عنها خارجها، من هنا لم يستطع جنود الاسلام الأبطال رغم كل التضحيات التي ذكرها كاتب السيرة المعروف ابن هشام في موضع خاص من سيرته ـ ان يحرزوا انتصارا بل ظلوا يجالدون مقاتلي اليهود أكثر من عشرة أيام، ولكنهم كانوا يعودون في كل يوم إلى مقرّهم من دون نتيجة.
وذات يوم بعث رسول الله (صلى الله عليه واله) أبا بكر واعطاه رايته البيضاء على رأس جماعة من المقاتلين المسلمين لفتح بعض حصون خيبر، ولكنه رجع ولم يكن فتح وكل من الامير والجنود يلقي باللوم على الآخر، ويتهمه بالجبن والفرار.
فبعث رسول الله (صلى الله عليه واله) في يوم آخر عمر بن الخطاب على رأس جماعة اخرى فكان كرفيقه إذ رجع ولم يحقق فتحا، بل عاد ـ حسب ما يروي الطبري ـ فزعا مرعوبا وهو يصف شجاعة مرحب وقوّته البالغة، فأغضب هذا العمل رسول الله (صلى الله عليه واله) وفرسان الاسلام الابطال وقادة الجيش الاسلامي، فجمع رسول الله صناديد جيشه وقال :
لاعطينّ الراية غدا رجلا يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله يفتح على يديه ليس بفرّار أو : كرار غير فرار حسب نقل الطبري والحلبي.
وقد أثارت هذه الجملة الخالدة الحاكية عن فضيلة وشجاعة وتفوّق ذلك الفارس الذي قدر أن يكون الفتح على يديه وتميّزه المعنوي على غيره موجة من الفرح الممزوج بالاضطراب بين أفراد الجيش وقادته الشجعان.
فقد بات كل واحد منهم يتمنى أن يكون هو صاحب هذا النوط الخالد والعظيم، وان تصيب القرعة اسمه.
ولما بلغ عليا (عليه السلام) مقالة النبي (صلى الله عليه واله) هذه وهو في خيمته قال : اللهم لا معطي لما منعت ولا مانع لما أعطيت .
غطّى ظلام الليل كل مكان، وذهب جنود الاسلام إلى أماكن نومهم، وبينما بقي الحراس يتحارسون طوال الليل، ويرصدون أوضاع العدوّ الغادر وتحركاته.
وعند الصباح ومع طلوع الشمس التي شقت بأشعتها رداء الظلام، وأضاءت السهل والجبل، تجمّع قادة الجيش الاسلامي وصناديده وأبطاله وغيرهم من الرجال وفيهم الاميران المنهزمان بالأمس حول رسول الله (صلى الله عليه واله) وهم يريدون بشوق بالغ أن يعرفوا من سيعطيه الراية اليوم، وقد تطاول لها أبو بكر وعمر.
ولم يطل هذا الانتظار، فقد كسر رسول الله (صلى الله عليه واله) جدار الصمت هذا عند ما قال : اين علي ؟!
فقيل يا رسول الله به رمد، وهو راقد بناحية.
فقال رسول الله (صلى الله عليه واله) : ائتوني بعليّ .
إنّ هذه العبارة تكشف عن أن ما أصاب عليا (عليه السلام) من الرمد كان من الشدة بحيث سلبه القدرة على المشي، وعاقه عن الحركة.
فأمرّ رسول الله (صلى الله عليه واله) يده الشريفة على عيني علي (عليه السلام) ودعا له بخير، فعوفي من ساعته، واستعادت عيناه (عليه السلام) سلامتها افضل ممّا كانت بحيث لم يرمد (عليه السلام) حتى آخر حياته بفضل تلك المسحة النبوية المباركة.
ثم دفع رسول الله (صلى الله عليه واله) اللواء إلى عليّ (عليه السلام) ودعا له بالنصر كما أنه أمره بأن يبعث إلى اليهود قبل قتالهم من يدعو رؤساء الحصون الى الاسلام، فإن أبوا اعتناق الاسلام أخبرهم بوظائفهم في ظل الحكومة الاسلامية وأن عليهم أن يسلّموا أسلحتهم إلى الحكومة الاسلامية، ويعيشوا بحرية وأمان تحت ظل هذه الحكومة شريطة أن يدفعوا الجزية.
واذا رفضوا ذاك وهذا قاتلهم، ثم قال لعلي الذي أوكل إليه قيادة تلك المجموعة : لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير من أن يكون لك حمر النعم .
أجل إن النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) يفكّر في هداية الناس حتى في أشد لحظات الحرب، وهذا يفيد بأن جميع حروب رسول الله (صلى الله عليه واله) كانت لهداية الناس لا غير.
|
|
دخلت غرفة فنسيت ماذا تريد من داخلها.. خبير يفسر الحالة
|
|
|
|
|
ثورة طبية.. ابتكار أصغر جهاز لتنظيم ضربات القلب في العالم
|
|
|
|
|
العتبة العباسية المقدسة تقدم دعوة إلى كلية مزايا الجامعة للمشاركة في حفل التخرج المركزي الخامس
|
|
|