المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

محمد بن نصر الله بن الحسين بن عُنَين
13-08-2015
الحل
25-09-2015
كيف نوفّق بين عدم الرضا عن الظلم وبين الرضا بقضاء الله وقدره ؟
4-10-2020
سالم بن مكرم.
2024-02-20
القُران والنُزُولُ التدريجيّ
28-4-2017
الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر
9-11-2019


صلة الأرحام في الأحاديث الشريفة  
  
4533   12:33 مساءً   التاريخ: 14-6-2017
المؤلف : السيد سعيد كاظم العذاري
الكتاب أو المصدر : آداب الأسرة في الاسلام
الجزء والصفحة : ص103-105
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /

لقد دعا رسول اللّه وأهل البيت (عليهم السلام) : إلى صلة الأرحام في جميع الأحوال ، وأن تقابل القطيعة بالصلة حفاظا على الأواصر والعلاقات، وترسيخا لمبادئ الحب والتعاون والوئام.

قال رسول اللّه (صلى الله عليه وال): (إنّ الرحم معلقة بالعرش ، وليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل من الذي إذا انقطعت رحمه وصلها) (1).

وقال أبو ذر الغفاري: (أوصاني رسول اللّه أن أصل رحمي وإن أدبَرَت) (2).

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): (صلوا أرحامكم وإن قطعوكم) (3).

ومما جاء في فضل صلة الأرحام في الحديث الشريف أنها خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة ، وأنها أعجل الخير ثوابا ، وأنها أحبّ الخطى التي تقرب العبد إلى اللّه زلفى ، وتزيد في ايمانه.

قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): (ألا أدلكم على خير أخلاق أهل الدنيا والآخرة؟ من عفا عمن ظلمه ، ووصل من قطعه ، وأعطى من حرمه) (4).

وقال (صلى الله عليه واله): (أعجل الخير ثوابا صلة الرحم ، وأسرع الشر عقابا البغي) (5).

وقال الإمام علي بن الحسين (عليه السلام): (ما من خطوة أحبّ إلى اللّه عزَّ وجلَّ من خطوتين : خطوة يسدّ بها المؤمن صفّا في سبيل اللّه ، وخطوة إلى ذي رحم قاطع) (6).

وقال الإمام موسى الكاظم (عليه السلام): (صلة الارحام وحسن الخلق زيادة في الايمان) (7).

ولقد رتّب الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) حقوق الأرحام تبعا لدرجات القرب النسبي ، فيجب صلة الأقرب فالأقرب ، فقال : (وحقوق رحمك كثيرة متصلة بقدر اتصال الرحم في القرابة ، فأوجبها عليك حقّ أُمك ، ثم حقّ أبيك ، ثم حقّ ولدك ، ثم حقّ أخيك ، ثم الأقرب فالأقرب ، والأول فالأول)(8).

وتتجلى مظاهر الصلة بالاحترام والتقدير والزيارات المستمرة وتفقد أوضاعهم الروحية والمادية، وتوفير مستلزمات العيش الكريم لهم ، وكفّ الأذى عنهم.

ولقد دعا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) إلى تفقّد أحوال الأرحام المادية وإشباعها ، فقال : (ألا لا يعدلنَّ أحدكم عن القرابة يرى بها الخصاصة أن يسدّها بالذي لا يزيده إن أمسكه ، ولا ينقصه إن أهلكه ، ومن يقبض يده عن عشيرته ، فإنّما تقبض منه عنهم يد واحدة ، وتقبض منهم عنه أيدٍ كثيرة ، ومن تلن حاشيته يستدم من قومه المودة) (9).

وأدنى الصلة هي الصلة بالسلام ، قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله): (صلوا أرحامكم ولو بالسلام) (10).

وأدنى الصلة المادية هي الاسقاء ، قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): (صل رحمك ولو بشربة ماء...)(11).

ومن مصاديق صلة الأرحام كفّ الأذى عنهم ، قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): (عظّموا كباركم ، وصلوا أرحامكم ، وليس تصلونهم بشيء أفضل من كفّ الأذى عنهم).

_____________

1ـ جامع الأخبار / السبزواري : 287 ـ مؤسسة آل البيت : ـ قم ـ 1414 هـ ط1.

2- الخصال / الصدوق 2 : 345 / 12 ـ جماعة المدرسين ـ قم ـ 1403 هـ.

3- بحار الانوار 74 : 92.

4- جامع الأخبار : 287.

5- جامع الاخبار : 290.

6- الخصال 1 : 50 / 60.

7- جامع الاخبار : 290.

8- تحف العقول : 183.

9- نهج البلاغة : 65 ، الخطبة : 23 ، تحقيق صبحي الصالح.

10- تحف العقول : 40.

11- بحار الأنوار 74 : 88.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.