المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



التعامل مع الطفل المفجوع بوالديه  
  
4366   11:45 صباحاً   التاريخ: 30-4-2017
المؤلف : د. علي قائمي
الكتاب أو المصدر : علم النفس وتربية الايتام
الجزء والصفحة : ص44-46
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 16-2-2017 2083
التاريخ: 15-4-2017 1891
التاريخ: 26-7-2019 2209
التاريخ: 19-4-2016 2539

ـ تذكر وترديد اسم الاب :

احياناً يعم البيت تأثير عميق، خصوصاً عندما ينادي الطفل الصغير اباه، ويطلب رؤيته، وهو الذي لا يعي معنى الموت والحياة، بل ان محبته وتعلقه بوالده يدفعانه للقيام بذلك، ولكن الاب لن يجيبه ولن يتحرك، فيذهب الاطفال الى غرفة ابيهم وينظرون الى صورته، ويشيرون اليه بأصابعهم الصغيرة، وينادونه باسمه.

يعبر الاطفال الصغار عن حزنهم على موت آبائهم بكلمات وحركات طفولية، وهذه الحركات و الايماءات هي التي ستهدئهم وتسكنهم.

يسعى الاطفال الى رسم صورة لوجه ابيهم في مخيلتهم، ولا فرق بالنسبة لهم ان كانوا قد رأوه ام لا، وهذه التخيلات ستريحهم.

ان الطفل الصغير يفقد فكرته هذه لأقل الاسباب، وبذلك سيهدأ ويسكن، فنستطيع مثلاً إشغاله بقطعة شكولاتة او لعبة معينة، ولكن الصعوبة تكمن عند الاطفال الذين هم في نهاية مرحلة الطفولة وبداية البلوغ والشباب، حيث من الصعب علينا ان نخفف شدة الحزن والاسى عندهم.

ان صعوبة ذلك عند هذه الفئة، هو انهم قد ترعرعوا في ظل عناية والدهم وتربيته المستمرة، وتتضاعف هذه المصيبة احياناً عندما تموت الام ايضاً، او عندما تكون قد ماتت قبل الاب، وبذلك يصبح الطفل يتيماً بكل معنى الكلمة، ان حالة الطفل هذه تثير الشفقة حقاً، ولربما امتدت آثارها واعراضها الى درجة إيجاد مرض واختلال نفسي له.

ـ إخفاء الحزن :

ان الاعتقاد بالمعاد، وبالحساب والجزاء، وبالنعيم والخلود، سيسكن الكثير من الآلام، ولهذا السبب يحافظ الكثير من الافراد على هدوئهم، وتسلطهم الكامل على انفسهم حين الدفن والتشييع، لأنهم يعلمون بان هؤلاء الموتى قد تقربوا لله تعالى، وهم الآن في جواره، وان الموت حق بطبيعته، ولا مفر منه؛ وعلى هذا الاساس العقائدي فإن الجميع سيموتون ويحاسبون يوم القيامة.

الابناء الاكبر سناً من الناشئين والشباب، ولا سيما المتدينون منهم يستطيعون تحمل امر الشهادة، وإخفاء الحزن والألم، وهذا الامر يصدق ايضاً عند الاطفال الاذكياء والفطنين، فبعض الاطفال يخفون حزنهم وألمهم لتخفيف لوعة الام وحزنها، وهذا ناتج عن ذكائهم، ورؤيتهم المستقبلية للحياة، وفي بعض الاحيان يتعرض الاطفال لصدمة كبيرة بسبب الشهادة، ولكن آثارها ستتلاشى لاحقاً، وسيمتنعون عن البكاء عند تفكيرهم لوحدهم بالموضوع ومعرفتهم لحقيقة الموت والبقاء، فلا يظهرون اي نوع من انواع الحزن والاسى، وفي الحقيقة فإننا لو استطعنا ان نوضح للطفل معنى الموت الحقيقي لهدأ وسكن، او لأخفى حزنه وألمه على اقل تقدير. وفي نفس الوقت علينا ان لا نعتبر ان عدم بكاء الطفل دليل على هدوئه، او إخفائه لحزنه وألمه، فمن الممكن أنه غير قادر على البكاء، اي انه يرغب بذلك ولكن دموعه قد خانته وأبت النزول، وبذلك لن تكون حالته طبيعية في هذه الحالة، وعلينا ان نسرع لمساعدته، وطبعاً علينا ان نسعى لجعله يبكي لأن ذلك لصالحه، ولا يجب ان نسمح له بكبت عواطفه واحاسيسه في صدره.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.