أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2014
3021
التاريخ: 11-12-2014
4269
التاريخ: 10-12-2014
2986
التاريخ: 11-12-2014
3230
|
إن التاريخ القطعيّ لنزول القرآن وكذا مضامين آيات سوره تشهد بأن آيات القرآن الكريم وسوره نزلت تدريجاً.
فبمراجعة فاحصة لأوضاع مكة والمدينة يمكن تمييز المكيّ من هذه الآيات عن مدنيّها.
فالآيات الّتي تتحدثُ عن مكافحة الشرك والوثنية ودعوة الناس إلى اللّه الواحد والإيمان باليوم الآخر مكيّة بينما تكون الآيات الّتي تدور حول الأحكام وتحثُّ على الجهاد والقتال مدنيّة ذلك لأنّ الخطاب في البيئة المكيّة كان موجَّهاً إلى المشركين عَبدة الاوثان الذين كانوا ينكرون توحيدَ اللّه واليوم الآخر فهنا تكونُ الآيات الّتي تتحدث حول هذا الموضوع قد نزلت في هذه البيئة.
في حين كان الخطاب في المدينة المنورة موجّها إلى المؤمنين باللّه وإلى جماعة اليهود والنصارى وكان الجهاد والقتال في سبيل إعلاء كلمة اللّه هو الأعمال المهمّة الّتي بدأها رسولُ اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وواصلها في هذه البيئة من هنا تكون الآيات الّتي تتضمن الحديث حول الاحكام والفروع والقوانين ويدور
الحديث فيها أيضاً حول عقائد اليهود والنصارى ومواقفهم وتتضمن الحثَّ ـ كذلك ـ على الجهاد والقتال والتضحية في سبيل اعلاء كلمة اللّه وإعزاز دينه آيات مدنيّة.
إنّ كثيراً من الآيات ترتبط إرتباطاً وثيقاً بالحوادث الّتي وقعت في زمن رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) وهذه الحوادث هي الّتي تشكّل ما يسمّى بشأن أو أسباب النزول التي يكون الوقوفُ عليها مُوجباً لفهم مفاد الآية وإيضاح مفادها فان وقوع هذه الحوادث كان سبباً لنزول آيات فيها بالمناسبة.
على أن بعض الآيات الاُخرى نزلت جواباً على أسئلة الناس ولرفع حاجاتهم في المجالات المختلفة.
والبعضُ الآخر منها نزلت لبيان المعارف والأحكام الالهية.
ولهذه الاسباب يمكن القولُ بان القرآن الكريم نزل على رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) تدريجاً لتدرّج موجبات النزول.
وقد صرَّح القرآن الكريم بهذا الامر أيضاً في بعض المواضع إذ قال : وَقُرْاناً فَرَقْناهُ لِتَقْتَرأَهُ عَلى النّاسِ عَلى مُكْث .
وهنا يطرح هذا السؤال وهو : لماذا لم تنزل آياتُ القرآن كُلها على رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) جملة واحدة ودفعة واحدة كما حدث ذلك للتوراة والإنجيل من قبل؟!
إنّ هذا السؤال لم يكن جديداً بل طرحه أعداء النبي (صـلى الله علـيه وآله) ومعارضوه في عصر الرسالة في صورة الاعتراض أيضاً حيث كانوا يقولون : لَوْلا نُزِّلَ عَليْهِ الْقُرانُ جُمْلَةً واحِدَة .
ويمكن تقرير وشرح هذا الاعتراض على نحوين :
1 ـ إذا كان الإسلام ديناً إلهياً وكان القرآن كتاباً سماوياً منزلا من جانب اللّه على رسوله فلابدّ أن يكون ديناً كاملا ومثل هذا الدين الكامل
يجب أن ينزل بواسطة ملائكة الوحي على رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) جملة واحدة من دون تدرّج ولا توقف في نزول الآيات إذا لا مبرّر ولا داعيَ لأن ينزل دينٌ كاملٌ من جميع الجهات مكمّل من حيث الاُصول والفروع والتشريعات والواجبات والسنن على نحو التدريج في 23 عاماً ولمناسبات مختلفة.
وحيث أن القرآن نزَلَ منجّماً وبصورة متفرقة متناثرة وعقيب طائفة من الأسئلة أو وقوع حوادث وطروء حاجات في أزمنة مختلفة يمكن الحدس بان هذا الدين لم يكن كاملا من حيث الاُصول والفروع وهو يتدرّج في التكامل ومثل هذا الدين الناقص الّذي يسير نحو كماله خطوة خطوة وبالتدريج لا يصحّ أن يوصَف بالدين الالهيّ.
2 ـ إن آيات القرآن والتاريخ القطعي والمسلّم للتوراة والإنجيل والزّبور تحكي جميعها عن أن هذه الكتب السماوية اُعطيت إلى المرسلين بها في ألواح مكتبوة مدوّنة فلما لم ينزل القرآن الكريم على هذا الغرار كأن ينزل القرآن على محمَّد في لوح مكتوب كما نزل التوراة في الواح مكتوبة؟!
وحيث أن المشركين لم يكونوا يعتقدون بهذه الكتب السماوية قط ولم يكن لهم على علم مسبق بكيفية نزولها لذا يمكن القولُ بان مقصودهم من هذا الاعتراض كان هو الشكل الأول من هذا التوضيح والّذي يتلخص في أنه لماذا لم ينزّل ملائكة الوحي آيات القرآن على رسول اللّه (صـلى الله علـيه وآله) جملة واحدة بل نزلت هذه الآيات عليه (صـلى الله علـيه وآله) في فواصل زمنية متفاوتة وبمناسبات وحسب وقائع مختلفة متدرّجة؟!
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جمعية العميد تعقد اجتماعًا لمناقشة المشاريع العلمية والبحثية
|
|
|