أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-4-2017
7266
التاريخ: 29-6-2016
2444
التاريخ: 30-4-2017
2456
التاريخ: 19-4-2016
2037
|
إن الشخص المصاب بعقدة الحقارة، أو الذي يشعر بالحقارة يحاول أن يسد نقصه الداخلي، أو لأجل إقناع نفسه على الأقل، يقدم على أفعال يتصورها صحيحة ومناسبة، ولكنه يحرص أشد الحرص على أن لا ينتبه الأفراد الى العلة الواقعية لتلك الأفعال، التي هي الشعور بالضعة والدونية. لهذا فإنه يحاول أن يبرر كل عمل من أعماله بأسلوب معقول صحيح حتى يقنع الناس بذلك باستقامته وصحة أفعاله.
لتوضيح هذا الموضوع أذكر لكم نموذجين :
1ـ لنتصور طالباً لم يتلقّ مقداراً كافياً من الثقافة والتعلم إما بسبب من قصوره وضعف إدراكه، أو لتهاونه وكسله. إنه يحس بالحقارة في باطنه، ويرى نفسه في مستوى أقل وأوطأ من مستوى بقية الطلاب، إنه يعرف جيداً أنه لو اشترك في الامتحانات فنتيجته الرسوب المحتم وافتضاح أمره لدى زملائه. ولكي يخفي حقارته الباطنية يتمارض أو يترك الدراسة تماماً ويقول في تبرير عمله هذا : ما هي فائدة الدراسة؟! إن الثقافة في هذه البلاد تؤدي إلى الحرمان والتعاسة! ما أكثر الأشخاص المثقفين الذين بقوا عاطلين عاجزين عن تحصيل ما يسدّ رمقهم... وبالمناسبة يذكر أسماء بعضهم. إنه يحاول بحديثه هذا أن يشرك الطلاب الآخرين معه في عقيدته ويحثهم على ترك الدراسة أيضاً .
2ـ يقول شاختر: (أتذكر فتاة دعيت إلى حلفة كبيرة ، فظلت تستعد لملابسها عدة أيام، ولكنه تنبهت قبل ذهابها الى الحفلة بساعتين أو ثلاث إلى أن أمها مصابة بمرض ولذلك يجب عليها أن تتخلى عن الذهاب).
(مهما ألحوا عليها وأصرّت الأم نفسها عليها بالذهاب لم يجد ذلك نفعاً وأخيراً أجهشت بالبكاء. كانت تقول كيف أستطيع أن أترك أمي على هذه الحالة وحيدة وأذهب للترفيه عن نفسي؟ في حين أن مرض أمها لم يكن جديداً ولم تكن هناك حاجة لبقائها. لقد ذكرت الأم فيما بعد أن هذه الفتاة كانت مضطربة منذ ليالٍ وكانت لا تنام باستقرار، ولقد أدركت جيداً أنها كانت تخشى من الذهاب الى تلك الحفلة كثيراً، لأنها كانت تتصور أنها لا تستطيع مضاهاة الفتيات هناك بملابسها. ولكنها ما أن تذرعت بمرضي وشكرتها على حنانها هدأت واعتقدت أنها تملك مبرراً معقولاً لعدم الذهاب الى الحفلة. ولذلك فقد نامت تلك الليلة ـ على عكس الليالي السابقة ـ على أتم الراحة والاستقرار. ولكن كان يظهر من خلال كلماتها في الأيام للاحقة أنها كانت متألمة في باطنها من عدم الذهاب الى الحفلة ).
إن كلاً من الطالب والفتاة كان يحس بالحقارة في نفسه. الأول لجهله وقلة حظه من الثقافة ، والثانية لعدم أناقة ملابسها ، هذا الشعور دفع الطالب الى ترك المدرسة والفتاة على عدم الحضور في الحفلة. لقد برر الطالب عمله ذاك بحرمان الرجال المثقفين وبطالتهم، وبررت الفتاة عملها بمراقبة أمها في مرضها، ولم يوافق أيّ منهما على التصريح بالحقارة التي يشكو منها والتي كانت الدافع الحقيقي لسلوكهما.
تختلف ردود الفعل التي يبديها الأفراد على أثر إصابتهم بعقدة الحقارة؛ لأنه بغض النظر عن اختلاف الشعور بالحقارة عند الأفراد من حيث الشدة والضعف، فإن الظروف البيئية والعوامل الاجتماعية المؤثرة في أفعال الفرد وأقواله تختلف أيضاً من فرد إلى آخر. إن البناء الروحي والتربية العائلية والخواص الفطرية والمكتسبة للأشخاص تختلف اختلافاً كبيراً، وعندئذ فمن البديهي أن تكون أفعال الناس المتولدة من أفكارهم متنافرة ومتضادة أحياناً.
وهكذا فإن البعض يظهرون ردود الفعل لعقدة الحقارة بالسكوت والهدوء، والبعض الآخر بالثرثرة
والإطالة في الحديث... قسم منهم يتذرع بالتملق، والقسم الآخر يلتزم التكبر والاستعلاء. طائفة تتصف بالعطف والحنان ، وأخرى تتسم بالفحش والتسيب.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|