الأحاديث عن النبي والأئمة (عليهم السلام) في نفي تحريف القرآن الكريم |
8480
06:39 مساءاً
التاريخ: 27-11-2014
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-10-2014
1348
التاريخ: 18-11-2014
1370
التاريخ: 13-3-2016
2198
التاريخ: 27-11-2014
1562
|
المصدر الثاني من مصادر الأحكام والعقائد الإسلامية هو السنّة النبوية الشريفة الواصلة إلينا بالطرق والأسانيد الصحيحة.
ولذا كان على المسلمين أن يبحثوا في السنّة عما لم يكن في الكتاب ، وأن يأخذوا منها تفسير ما أبهمه ، وبيان ما أجمله ، فيسيروا على منهاجها ، ويعملوا على وفقها ، عملاً بقوله سبحانه : {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7]. وقوله تعالى : {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3، 4].
وعلى هذا ، فإنّا لما راجعنا السنّة وجدنا الأحاديث المتكثرة الدالّة بأقسامها العديدة على أنّ القرآن الكريم الموجود بين أيدينا هو ما أنزل على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من غير زيادة ونقصان ، وأنه كان محفوظاً على عهده ، (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وبقي كذلك حتى الآن ، وأنّه سيبقى على ما هو عليه إلى الأبد.
وهذه الأحاديث على أقسام وهي :
القسم الأول
أحاديث العرض على الكتاب
لقد جاءت الأحاديث الصحيحة تنصّ على وجوب عرض الخبرين المتعارضين ، بل مطلق الأحاديث على القرآن الكريم ، فما وافق القرآن اخذ به وما خالفه اعرض عنه ، فلولا أنّ سور القرآن وآياته مصونة من التحريف ومحفوظة من النقصان ما كانت هذه القاعدة التي قرّرها الآئمّة من أهل البيت الطاهرين ، آخذين إياها من جدهم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، ولا أمكن الركون إليها والوثوق بها.
ومن تلك الأحاديث :
قول الإمام الصادق (عليه السلام) : « خطب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بمنى فقال : أيها الناس ما جاءكم عنّي يوافق كتاب الله فأنا قلته ، وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله » (1).
وقول الإمام الرضا (عليه السلام) : « ... فما ورد عليكم من خبرين مختلفين فاعرضوهما على كتاب الله ، فما كان في كتاب الله موجوداً حلالاً أو حرماً فاتّبعوا ما وافق الكتاب ، وما لم يكن في الكتاب فأعرضوه على سنن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ... » (2).
وقول الإمام الصادق عن أبيه عن جده علي (عليهم السلام) : « إنّ على كلّ حق حقيقة ، وعلى كلّ صواب نوراً ، فما وافق كتاب الله فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه » (3).
وقول الإمام الهادي (عليه السلام) : « فإذا وردت حقائق الأخبار والتمست شواهدها من التنزيل ، فوجد لها موافقاً وعليه دليلاً ، كان الإقتداء بها فرضاً لا يتعداه إلاّ أهل العناد ... » (4).
وقول الإمام الصادق (عليه السلام) : « إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فأعرضوهما على كتاب الله ، فما وافق كتال الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فردّوه ... » (5).
وقول الإمام الصادق (عليه السلام) : « ... ينظر فما وافق حكمه حكم الكتاب والسنّة ، وخالف العامّة فيؤخذ به ، ويترك ما خالف الكتاب والسنّة ووافق العامّة ... » (6).
فهذه الأحاديث ونحوها تدلّ على أنّ القرآن الموجود الآن هو نفس ما أنزله الله عزّ وجلّ على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، من غير زيادة ولا نقصان ، لأنه لو لم يكن كذلك لم يمكن أن يكون القرآن مرجعاً للمسلمين يعرضون عليه الأحاديث التي تصل إليهم عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، فيعرف بذلك الصحيح ويؤخذ به ، والسقيم فيعرض عنه ويترك.
القسم الثاني
خطبة الغدير
وإنّ من حقائق التاريخ واقعة غدير خم ... وخطبة النبّي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم) في ذلك اليوم العظيم ... غير أنّا لم نعثر على رواية كاملة لخطبته (صلى الله عليه وآله وسلم) إلاّ في كتاب ( الإحتجاج ) ... وفي هذه الخطبة أمر بتدّبر القرآن والرجوع في تفسيره إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال :
« معاشر الناس تدبّروا القرآن ، وافهموا آياته وانظروا إلى محكماته ، ولا تتّبعوا متشابهه. فوالله لن يبيّن لكم زواجره ولا يوضّح لكم تفسيره إلا الذي أنا آخذ بيده ومصعده إليّ وشائل بعضده ومعلمكم أنّ : من كنت مولاه فهذا علي مولاه. وهو علي بن أبي طالب أخي ووصيّي. وموالاته من الله عزّ وجلّ أنزلها عليّ » (7).
إن أمر المسلمين بتدبّر القرآن وفهم آياته والأخذ بمحكماته دون متشابهاته يستلزم أن يكون القرآن مؤلّفاً مجموعاً موجوداً في متناول أيديهم ، بمحكماته ومتشابهاته. غير أنهم مأمورون ـ للوقوف على أحكامه التفصيلية وأسراره ودقائقه التي لا تبلغها العقول ـ بالرجوع إلى خليفته ووصيّة وتمليذه أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين من ولده (عليهم السلام).
القسم الثالث
حديث الثقلين
ولم تمرّ على النبي الكريم والقائد العظيم محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) فرصة إلاّ وانتهزها للوصيّة بالكتاب والعترة الطاهرة ، والأمر باتّباعهما والإنقياد لهما والتمسّك بهما.
لذا تواتر عنه (صلى الله عليه وآله وسلم) حديث الثقلين الذي رواه جمهور علماء المسلمين بأسانيد متكثرة متواترة ، وألفاظ مختلفة متنوعة ، عن أكثر من ثلاثين صحابي وصحابية ، وأحد ألفاظه :
« إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهم لن تضلّوا بعدي أبداً ... » (8).
وهذا يقتضي أن يكون القرآن الكريم مدوّناً في عهده (صلى الله عليه وآله وسلم) بجميع آياته وسوره حتى يصح إطلاق إسم الكتاب عليه ، ولذلك تكرّر ذكر الكتاب في غير واحد من سورة الشريفة.
كما أنّه يقتضي بقاء القرآن كما كان عليه ـ على عهده (صلى الله عليه وآله وسلم) ـ إلى يوم القيامة ، لتتمّ به ـ الهداية الأبوية للامة الإسلامية والبشرية جمعاء ، ما داموا متمسكين بهما ، كما ينصّ عليه الحديث الشريف بألفاظه وطرقه ، وإلاّ لزم القول بعدم علمه (صلى الله عليه وآله وسلم) بما سيكون في امته ، أو إخلاله بالنصح التام لأمته ، وهذا لا يقول به أحد من المسلمين.
القسم الرابع
الأحاديث الواردة في ثواب قراءة السور في الصلوات وغيرها
وقد وردت طائفة من الأحاديث في فضيلة قراءة سور القرآن الكريم في الصلوات وغيرها ، وثواب ختم القرآن وتلاوته في شهر رمضان وغير ذلك ، فلولا أنّ سور القرآن وآياته مجموعة مؤلّفة ومعلومة لدى المسلمين لما تمّ أمرهم بذلك.
ولو كان قد تطرق النقصان في ألفاظ القرآن لم يبق مجال للإعتماد على شيء من تلك الأحاديث والعمل بها من أجل الحصول على ما تفيده من الأجر والثواب ، لاحتمال أن تكون كلّ سورة أو كلّ آية محرفة عما كانت نازلة عليه.
ومن تلك الأحاديث :
قول الإمام الباقر عن أبيه عن جده عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) :
« من قرأ عشر آيات في ليلة لم يكتب من الغافلين ، ومن قرأ خمسين آية كتب من الذاكرين ، ومن قرأ مائة آية كتب من القانتين ، ومن قرأ مائتي آية كتب من الخاشعين ، ومن قرأ ثلاثمائة آية كتب من الفائزين ، ومن قرأ خمسمائة آية كتب من المجتهدين ، ومن قرأ ألف آية كتب له قنطار ... » (9).
وقول الإمام الباقر (عليه السلام) : « من أوتر بالمعّوذتين وقل هو الله أحد ، قيل له : يا عبدالله أبشر فقد قبل الله وترك » (10).
وقول الإمام الصادق (عليه السلام) : « ... وعليكم بتلاوة القرآن ، فإن درجات الجنّة على عدد آيات القرآن ، فإذا كان يوم القيامة يقال لقارئ القرآن إقرأ وارق ، فكلّما قرأ آية رقى درجة ... » (11).
وقول الإمام الصادق (عليه السلام) : « الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة أن يقرأ ليلة الجمعة بالجمعة وسبّح اسم ربك الأعلى ... فإذا فعل ذلك فإنما يعمل بعمل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وكان جزاؤه وثوابه على الله الجنة » (12).
وقول الإمام الباقر (عليه السلام) : « من ختم القرآن بمكة من جمعة إلى جمعة وأقل من ذلك وأكثر ، وختمه يوم الجمعة ، كتب الله له من الأجر والحسنات من أول جمعة كانت إلى آخر جمعة تكون فيها ، وإن ختمه في سائر الأيام فكذلك » (13).
إلى غير ذلك من الأحاديث وما أكثرها ، وقد ذكر الفقهاء ـ رضي الله تعالى عنهم ـ تفصيل ما يستحب أن يقرأ في الصلوات الخمس من سور القرآن (14).
كما روى الشيخ الصدوق ـ رحمة الله تعالى ـ ثواب قراءة كلّ سورة من القرآن بحسب الأحاديث الواردة عن الآئمّة (عليهم السلام) (15).
وبهذا القسم من الأحاديث استدلّ بعض أكابر الإمامية كالشيخ الصدوق على ما ذهب إليه من عدم تحريف القرآن (16).
القسم الخامس
الأحاديث الآمرة بالرجوع إلى القرآن الكريم واستنطاقه
وهي كثيرة جدّاً ، نكتفي هنا منها بما جاء في كتب وخطب أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام.
قال (عليه السلام) في خطبة له ينبّه فيها على فضل الرسول والقرآن :
« أرسله على حين فترة من الرّسل ، وطول هجعة من الامم وانتقاض من المبرم ، فجاءهم بتصديق الذي بين يديه ، والنور المقتدى به ، ذلك القرآن.
فاستنطقوه ولن ينطق ، ولكن أخبركم عنه ، ألا إنّ فيه علم ما يأتي ن والحديث عن الماضي ، ودواء دائكم ، ونظم ما بينكم » (17).
وقال (عليه السلام) :
« واعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش ، والهادي الذي لا يضلّ ، والمحدّث الذي لا يكذب ، وما جالس هذا القرآن أحد إلاّ قام عنه بزيادة أو نقصان : زيادة في هدى أو نقصان في عمى ، واعلموا أنّه ليس على أحد بعد القرآن من فاقة ، ولا لأحد قبل القرآن من غنى ، فاستشفوه من أدوائكم ، واستعينوا به على لأوائكم ، فإنّ فيه شفاء من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق والغّي والضلال ، فاسألوا الله به وتوجّهوا إليه بحبه ، ولا تسألوا به خلقه ، إنّه ما توجه العباد إلى الله بمثله.
واعلموا أنّه شافع مشفّع ، وقائل مصدّق ، وإنّه من شفع له القرآن يوم القيامة شفّع فيه ، ومن محل له القرآن يوم القيامة صدّق عليه ، فإنّه ينادي مناد يوم القيامة : ألا إنّ كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله ، غير حرثة القرآن ، فكونوا من حرثته وأتباعه ، واستدلّوه على ربكم ، واستنصحوه على أنفسكم ، واتهموا عليه آراءكم ، واستغشوا فيه أهواءكم » (18).
وقال (عليه السلام) في كتاب له إلى الحارث الهمداني رضي الله عنه :
« وتمسّك بحبل القرآن واستنصحه ، وأحلّ حلاله ، وحرّم حرامه ... » (19).
« ثم أنزل عليه الكتاب نوراً لا تطفأ مصابيحه ، وسراجاً لا يخبو توقّده ، وبحراً لا يدرك قعره ، ومنهاجاً لا يضل نهجه ، وشعاعاً لا يظلم ضوؤه ، وفرقاناً لا يخمد برهانه ، وحقاً لا تخذل أعوانه ، فهو معدن الإيمان وبحبوحته ، وينابيع العلم وبحوره ، ورياض العدل وغدرانه ، وأثافي الإسلام وبنيانه ، وأودية الحق وغيطانه ، وبحر لا ينزفه المستنزفون ، وعيون لا ينضبها المادحون ، ومناهل لا يغيضها الواردون ، ومنازل لا يضل نهجها القاصدون ، جعله الله رياً لعطش العلماء ، وربيعاً لقلوب الفقهاء ، ومحاجّ لطرق الصلحاء ، ودواء ليس بعده داء ، ونوراً ليس معه ظلمة ، وحبلاً وثيقاً عروته ، ومعقلاً منيعاً ذروته ، وعزاً لمن تولاّه ، وسلماً لمن دخله ، وهدى لمن أئتمّ به ، وعذراً لمن انتحله ، وبرهاناً لمن تكلم به ، وشاهداً لمن خاصم به ، وفلجاً لمن حاجّ به ، وحاملاً لمن حمله ، ومطيّة لمن أعمله ، وآية لمن توسّم ، وجنّة لمن استلأم ، وعلماً لمن وعى ، وحديثاً لمن روى ، وحكماً لمن قضى » (20).
وقال (عليه السلام) : « فالقرآن آمر زاجر ، وصامت ناطق ، حجّة الله على خلقه ، أخذ عليهم ميثاقه ، وارتهن عليه انفسهم ، أتم نوره ، وأكمل به دينه ، وقبض نبيّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وقد فرغ إلى الخلق من أحكام الهدى به ، فعظّموا منه سبحانه ما عظّم من نفسه ، فإنه لم يخف عنكم شيئاً من دينه ، ولم يترك شيئاً رضيه أو كرهه إلاّ وجعل له علماً بادياً ، وآية محكمة ، تزجر عنه أو تدعو إليه ... » (21).
فهذه الكلمات البليغة وأمثالها تنصّ على أنّ الله تعالى جعل القرآن الكريم نوراً يستضاء به ، ومنهاجاً يعمل على وفقه ، وحكماً بين العباد ، ومرجعاً في المشكلات ، ودليلاً عند الحيرة ، ومتبعاً عند الفتنة.
وكل ذلك يقتضي أن يكون ما بأيدينا من القرآن هو نفس القرآن الذي نزل على الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وعرفه أمير المؤمنين وسائر الأئمّة والصحابة والمسلمون أجمعون.
القسم السادس
الأحاديث التي تتضمن تمسّك الأئمة من أهل البيت بمختلف الآيات القرآنية المباركة
وروى المحدّثون من الإماميّة أحاديث متكاثرة جدّاً عن الأئمّة الطاهرين تتضمن تمسّكهم بمختلف الآيات عند المناظرين وفي كل بحث من البحوث ، سواء في العقائد أو الأحكام أو المواعظ والحكم والأمثال ، كما لا يخفى على من راجع كتبهم الحديثيّة وغيرها ، وعلى رأسها كتاب ( الكافي ).
فهم (عليهم السلام) تمسّكوا بالآيات القرآنية « في كل باب على ما يوافق القرآن الموجود عندنا ، حتى في الموارد التي فيها آحاد من الروايات التحريف ، وهذا أحسن شاهد على أنّ المراد في كثير من روايات التحريف من قولهم (عليهم السلام) كذا نزل هو التفسير بحسب التنزيل في مقابل البطن والتأويل » (22).
القسم السابع
الأحاديث الواردة عنهم (عليهم السلام) في أن ما بأيدي الناس هو القرآن النازل من عند الله
وصريح جملة من الأحاديث الواردة عن أئمّة أهل البيت ، أنهم (عليهم السلام) كانوا يعتقدون في هذا القرآن الموجود بأنّه هو النازل من عند الله سبحانه على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وهذه الأحاديث كثيرة ننقل هنا بعضها :
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) :
« كتاب ربّكم فيكم ، مبيّناً حلاله وحرامه ، وفرائضه وفضائله ، وناسخه ومنسوخه ، ورخصه وعزائمه ، وخاصّه وعامّه ، وعبره وأمثاله ، ومرسله ومحدوده ، ومحكمه ومتشابهه ، مفسّراً مجمله ، ومبيّناً غوامضه ، بين مأخوذ ميثاق في علمه ، وموسّع على العباد في جهله ، وبين مثبت في الكتاب فرضه ، ومعلوم في السنّة نسخه ، وواجب في السنّة أخذه ، ومرخّص في الكتاب تركه ، وبين واجب بوقته ، وزائل في مستقبله ، ومباين بين محارمه ، من كبير أوعد عليه نيرانه ، أو صغير أرصد له غفرانه ، وبين مقبوله في أدناه ، موسّع في أقصاه » (23).
وقال (عليه السلام) : « أم أنزل الله ديناً ناقصاً فاستعان بهم على إتمامه؟ أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى؟ أم أنزل الله سبحانه ديناً تاماً فقصّر الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) عن تبليغه وأدائه؟ والله سبحانه يقول : {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} [الأنعام : 38] وقال : ( فيه تبيان لكل شيء ) وذكر أنّ الكتاب يصدّق بعضه بعضاً ، وأنّه لا اختلاف فيه ، فقال سبحانه : {وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء : 82] وإن القرآن ظاهره أنيق وباطنه عميق ، لا تفنى عجائبه ، ولا تكشف الظلمات إلاّ به » (24).
وعن الريان بن الصلت قال : « قلت للرضا (عليه السلام) يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن؟
فقال : كلام الله ، لا تتجاوزوه ، ولا تطلبوا الهدى في غيره فتضلوا » (25).
وجاء فيما كتبه الإمام الرضا (عليه السلام) للمأمون في محض الإسلام وشرائع الدين :
« وإنّ جميع ما جاء به محمد بن عبدالله هو الحق المبين ، والتصديق به وبجميع من مضى قبله من رسل الله وأنبيائه وحججه.
والتصديق بكتابه الصادق العزيز الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت : 42] وأنه المهيمن على الكتب كلّها ، وأنه حق من فاتحته إلى خاتمته ، نؤمن بمحكمه ومتشابهه ، وخاصّه وعامّه ، ووعده ووعيده ، وناسخه ومنسوخه ، وقصصه وأخباره ، لا يقدر أحد من المخلوقين أن يأتي بمثله » (26).
وعن علي بن سالم عن أبيه قال : « سألت الصادق جعفر بن محمد (عليهما السلام) فقلت له : يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن؟
فقال : هو كلام الله ، وقول الله ، وكتاب الله ، ووحي الله وتنزيله ، وهو الكتاب العزيز الذي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ}» (27).
__________________
(1) وسائل الشيعة 18 : 79 عن الكافي.
(2) عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق 2 : 20.
(3) الأمالي للشيخ الصدوق : 367.
(4) تحف العقول : 343.
(5) وسائل الشيعة 18 : 84.
(6) وسائل الشيعة 18 : 75.
(7) الاحتجاج 1 : 60.
(8) حديث الثقلين من جملة الأحاديث التي لا يشك مسلم في صدورها من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).
فقد رواه عنه أكثر من ثلاثين من الصحابة ، وأورده من علماء أهل السنّة ما يقارب الـ 500 شخصية من مختلف طبقاتهم منذ زمن التابعين حتى عصرنا الحاضر من مؤرخين ومفسرين ومحدّثين وغيرهم.
وهذا الحديث يدل بوضوح على عصمة الأئمة من العترة ووجوب إطاعتهم وامتثال أوامرهم والإهتداء بهديهم في الامور الدينية والدنيوية ، والأخذ بأقوالهم في الأحكام الشرعية وغيرها.
كما يدل على بقائهم وعدم خلو الأرض منهم إلى يوم القيامة كما هو الحال بالنسبة إلى القرآن.
وقد بحثنا عن هذا الحديث سنداً ودلالة في ثلاثة أجزاء من كتابنا الكبير (خلاصة عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار ) الذي طبع منه حتى الآن عشرة جزء.
(9) الأمالي للشيخ الصدوق : 59 ـ 60 ، الكافي 2 : 448.
(10) الأمالي للشيخ الصدوق : 60 ، ثواب الاعمال للشيخ الصدوق 157.
(11) الأمالي 359.
(12) ثواب الأعمال : 146.
(12) ثواب الأعمال : 125.
(14) راجع جواهر الكلام 9 : 400 ـ 416.
(15) ثواب الاعمال : 130 ـ 158.
(16) الإعتقادات للشيخ الصدوق : 93.
(1) نهج البلاغة : 223 | 158.
(2) نهج البلاغة 202 | 176.
(19) نفس المصدر 459 / 69.
(20) نفس المصدر 315 / 198.
(21) نفس المصدر 265 / 183.
(22) الميزان في تفسير القرآن 12 : 111.
(23) نهج البلاغة 44 / 1.
(24) نفس المصدر 61 / 18.
(25) عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق 2 : 57. الأمالي 546.
(26) عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق 2 : 130.
(27) الأمالي : 545.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|