المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4878 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



خطبة الزهراء عليها السلام  
  
2200   03:06 مساءً   التاريخ: 12-4-2017
المؤلف : الفاضل محمد بن عبد الفتاح المشتهر بسراب التنكابني
الكتاب أو المصدر : سفينة النجاة
الجزء والصفحة : ص 171- 177
القسم : العقائد الاسلامية / مقالات عقائدية /

...يؤيد نهاية الظلم والعدوان على أهل البيت ( عليهم السلام ) وغصب الخلافة ، ما ذكره السيد ونقله من خطبة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) بعد ما ذكر القاضي في دفع الشيعة في منع إرث فاطمة ( عليها السلام ) ما حاصله : أن فاطمة ( عليها السلام ) لما سمعت ذلك - يعني ، الرواية المنقولة عن أبي بكر [لا نورث ما تركنا صدقة] - كفت عن الطلب ، فأصابت أولا وأصابت آخرا ، بقوله ( رحمه الله ) : فلعمري أنها كفت عن الطلب الذي هو المنازعة والمشاحة ، لكنها انصرفت مغضبة متظلمة متألمة ، والأمر في غضبها وسخطها أظهر من أن يخفى على منصف .

فقد روى أكثر الرواة الذين لا يتهمون بتشيع ولا عصبية فيه من كلامها ( عليها السلام ) في تلك الحال وبعد انصرافها عن مقام المنازعة والمطالبة ما يدل على ما ذكرناه من سخطها وغضبها .

ونحن نذكر ما يستدل به على صحة قولنا : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عمران المرزباني ، قال : حدثني محمد بن أحمد الكاتب ، قال : حدثنا أحمد بن عبيد الله بن ناصح النحوي ، قال : حدثنا الزيادي ، قال : حدثنا شرقي بن قطامي ، عن محمد بن إسحاق ، قال : حدثنا صالح بن كيسان ، عن عروة ، عن عائشة ، قال المرزباني : وحدثنا أبو بكر أحمد بن محمد المكي ، قال: حدثنا أبو العينا محمد بن القاسم اليماني ، قال : حدثنا ابن عائشة ، قال : لما قبض رسول الله (صلى الله عليه وآله) أقبلت فاطمة ( عليها السلام ) في لمة من حفدتها إلى أبي بكر .

وفي الرواية الأولى قالت عائشة : لما سمعت فاطمة إجماع أبي بكر على منعها فدك ، لاثت خمارها على رأسها ، واشتملت بجلبابها وأقبلت في لمة من حفدتها ونساء قومها ، تطأ ذيولها ، ما تخرم مشيتها مشية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى دخلت على أبي بكر ، وهو في حشد من المهاجرين والأنصار وغيرهم ، فنيطت دونها ملاءة ، ثم أنت أنة أجهش القوم بالبكاء، وارتج المجلس ، ثم أمهلت هنيئة حتى إذا سكن نشيج القوم ، وهدأت فورتهم ، افتتحت كلامها بالحمد لله عز وجل والثناء عليه والصلاة على رسوله ( صلى الله عليه وآله ) .

ثم قالت : لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم ، فإن تعزوه تجدوه أبي دون آبائكم ، وأخا ابن عمي دون رجالكم ، فبلغ الرسالة ، صادعا بالنذارة ، مائلا عن سنن المشركين ، ضاربا ثبجهم ، يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة ، آخذا بأكظام المشركين ، يهشم الأصنام ، ويفلق الهام ، حتى انهزم الجمع ، وولوا الدبر ، وحتى تفرى الليل عن صبحه ، وأسفر الحق عن محضه ، ونطق زعيم الدين ، وخرست شقاشق الشيطان ، وتمت كلمة الاخلاص .

وكنتم على شفا حفرة من النار ، نهزة الطامع ، مذقة الشارب ، وقبسة العجلان ، وموطأ الأقدام، تشربون الطرق ، وتقتاتون القد أذلة خاسئين ، تخافون أن يتخطفكم الناس من حولكم ، حتى أنقذكم الله عز وجل برسوله ( صلى الله عليه وآله ) بعد اللتيا والتي ، وبعد أن مني ببهم الرجال ، وذؤبان العرب ، ومردة أهل الكتاب ، كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ، أو نجم قرن للشيطان ، أو فغرت للمشركين فاغرة ، قذف أخاه في لهواتها ، فلا ينكفي حتى يطأ صماخها بأخمصه ، ويطفئ عادية لهبها بسيفه ، أو قالت يخمد لهبها بحده ، مكدودا في ذات الله، وأنتم في رفاهية فكهون آمنون وادعون .  

إلى هاهنا انتهى خبر أبي العينا عن ابن عائشة .

وزاد عروة بن الزبير عن عائشة : حتى إذا اختار الله لنبيه دار أنبيائه ، ظهرت حسكة النفاق ، وسمل جلباب الدين ، ونطق كاظم الغاوين ، ونبغ خامل الآفكين الأولين ، وهدر فنيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم ، وأطلع الشيطان صارخا بكم ، فدعاكم فألفاكم لدعوته مستجيبين ، وللغرة ملاحظين ، ثم استنهضكم فوجدكم خفافا ، وأحمشكم فألفاكم غضابا ، فوسمتم غير إبلكم ، ووردتم غير شربكم ، هذا والعهد قريب ، والكلم رحيب ، والجرح لما يندمل ، إنما زعمتم ذلك خوف الفتنة ، ألا في الفتنة سقطوا وأن جهنم لمحيطة بالكافرين .

فهيهات منكم وأنى بكم وأنى تؤفكون ، وكتاب الله بين أظهركم ، زواجره بينة ، وشواهد لائحة ، وأوامره واضحة ، أرغبة عنه تريدون ، أم بغيره تحكمون ، بئس للظالمين بدلا ، ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين، ثم لم تلبثوا إلا ريث أن تسكن نفرتها ، تسرون حسوا في ارتغاء ، ونصبر منكم على مثل حز المدى ، وأنتم الآن تزعمون أن لا أرث لنا ، أفحكم الجاهلية تبغون ، ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون . يا بن أبي قحافة أترث أباك ولا أرث أبي ، لقد جئت شيئا فريا ، فدونكها مخطومة  مرحولة ، تلقاك يوم حشرك، فنعم الحكم الله ، والزعيم محمد ، والموعد القيامة ، وعند الساعة يخسر المبطلون ، ولكل نبأ مستقر فسوف تعلمون .

ثم انكبت على قبر أبيها ، فقالت :

قد كان بعدك أنباء وهنبثة * لو كنت شاهدها لم تكثر الخطب

إنا فقدناك فقد الأرض وابلها * واختل قومك فأشهدهم ولا تغب

وروى جرمي بن أبي العلاء مع هذين البيتين بيتا ثالثا ، وهو :

فليت قبلك كان الموت صادفنا * لما مضيت وحالت دونك الكثب

قال : فحمد الله أبو بكر ، وصلى على محمد وآله ، وقال : يا خير النساء وابنة خير الأنبياء ، والله ما عدوت رأي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولا عملت إلا بإذنه ، وأن الرائد لا يكذب أهله ، وأنى أشهد الله وكفى به شهيدا ، أني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إنا معاشر الأنبياء لا نورث ذهبا ولا فضا ولا دارا ولا عقارا ، وإنما نورث الكتاب والحكمة والنبوة .

قال : فلما وصل الأمر إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) كلم في رد فدك ، فقال : إني لأستحيي من الله أن أرد شيئا منع منه أبو بكر وأمضاه عمر .

وأخبرنا أبو عبد الله المرزباني ، قال : حدثني علي بن هارون ، قال : أخبرني عبد الله بن أحمد بن أبي طاهر ، عن أبيه ، قال: ذكرت لأبي الحسين زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي ، كلام فاطمة ( عليها السلام ) عند منع أبي بكر إياها فدك ، وقلت له : أن هؤلاء يزعمون أنه مصنوع ، وأنه من كلام أبي العينا : لأن الكلام منسوق البلاغة ، فقال لي : رأيت مشايخ آل أبي طالب يروونه عن آبائهم ويعلمونه أولادهم .

وقد حدثني به أبي عن جدي يبلغ به فاطمة ( عليها السلام ) على هذه الحكاية ، ورواه مشايخ الشيعة وتدارسوه بينهم قبل أن يولد جد أبي العينا . وقد حدث الحسين بن علوان ، عن عطية العوفي ، أنه سمع عبد الله بن الحسن ذكر عن أبيه هذا .

ثم قال أبو الحسين : وكيف ينكر هذا من كلام فاطمة ( عليها السلام ) وهم يروون من كلام عائشة عند موت أبيها ما هو أعجب من كلام فاطمة ( عليها السلام ) ، فيحققونه لولا عداوتهم لنا أهل البيت ، ثم ذكر الحديث بطوله على نسقه ، وزاد في الأبيات بعد البيتين الأولين :

ضاقت علي بلادي بعد ما رحبت * وسيم سبطاك خسفا فيه لي نصب

فليت قبلك كان الموت صادفنا * قوم تمنوا فأعطوا كلما طلبوا

تجهمتنا رجال واستخف بنا * مذ غبت عنا وكل الإرث قد غصبوا

قال : فما رأينا يوما كان أكثر باكيا وباكية من ذلك اليوم .

وروي هذا الكلام على هذا الوجه من طرق مختلفة ووجوه كثيرة ، فمن أرادها أخذها من مواضعها ، فقد طولنا بذكرنا ما ذكرناه منها لحاجة مست إليه ، فكيف يدعي أنها (عليها السلام) كفت راضية ، وأمسكت قانعة ، لولا البهت وقلة الحياء (1) انتهى.

أشارت الطاهرة ( عليها السلام ) بعد الحمد والصلاة وعظم حقوق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلى عظم مساعي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ومراتبه بقولها " قذف أخاه في لهواتها".

وأشارت إلى أنه مع عظم حقوقهما ومراتبهما قابلوهما بالكفران الناشي من النفاق بقولها " حسكة النفاق " وفي التعبير بلفظ " ظهرت " إشارة إلى إخفاء النفاق في زمان رسول الله (صلى الله عليه وآله) .

وأشارت إلى الغواية والإفك اللذين يدلان على عدم اعتبار رواية الأول وكذبه فيها .

وأشارت إلى إجابتهم الشيطان وسرعتهم في إطاعته ، وقولها " فوسمتم غير إبلكم " إشارة إلى غصب الخلافة لا إلى غصب حقها ، بقولها " إنما زعمتم ذلك خوف الفتنة " وبعد ذلك أشارت إلى اشتراكهم مع الكفار في المستقر بقولها " ألا في الفتنة ".

وأشارت إلى تركهم زواجر كتاب الله ، مثل قوله تعالى {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [النساء: 14] وشواهده مثل آية الولاية ، وآية {أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ} [يونس: 35] وأوامره مثل {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: 59] وأشارت إلى سوء ما اختاروا لهم بقولها "بئس للظالمين بدلا " وأشارت إلى خروجهم عن حكم الإسلام بقولها " ومن يبتغ غير الإسلام دينا " .

وبعد بيان ضلالهم في أمر الخلافة بأشد تأكيد ، شفعته بقباحة منع الإرث مع تأكيدات لائقة ، وبعد ما أظهرت مظلومية أهل البيت بغصب الخلافة والحقوق ، أكدت التظلم بخطابها ( عليها السلام ) أباها ( صلى الله عليه وآله ) بما خاطبته .

وإذا عرفت الإشارات ومراتب جلالة فاطمة ( عليها السلام ) بما أشرت إليه في ضمن بعض مطاعن الأول ، علمت دلالتها على بطلان خلافة الأول دلالة قطعية .

ومع هذا نقول : كان المقام يقتضي لو لم يكن أبو بكر عامدا بالظلم والعدوان أن يقول لها : يا خير النساء وابنة خير الأنبياء ، يدل كلامك على خطانا في خوف الفتنة ، وإنا لم نرع في فعلنا مقتضى زواجر كتاب الله وشواهده وأوامره ، وأنت وارثة الهداية والرشاد ، وحقنا الإطاعة والانقياد ، فبيني لنا تفصيل ما أجملته حتى نسمعه ونطيعه ، فلما طوى عن ذكره كشحا ، ولم يتكلم من هذا القبيل أصلا ، وافتعل الرواية التي تشهد على كذبها أمور لا تحتاج إلى البيان ، ولم يصدر منه ما يوجب رضاها، لم يصح دعوى رضاها من سكوت فاطمة ( عليها السلام ) في المجلس .

ومع ظهور استمرار غضبها نقول : لو فرض صدق أبي بكر في الخبر لعلمت بصدقه ، ولو فرض عدم علمها به لجوزت الصدق البتة ، وعلى التقديرين كان يجب عليها معذرة أبي بكر بأن لم أعرف أن منعك من الإرث كان ناشئا عما سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فكنت مطيعا له وراعيا لما سمعت منه ( صلى الله عليه وآله ) في منعنا الإرث ، وقلت ما قلت لإطاعتك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهذه الأمور التي نسبتها إليك من الزلات العظيمة التي نشأت من غفلتي وغفلة باب مدينة العلم ، وإلا أعلمني حتى لا يصدر مني ما صدر ، فأرجو عفوك عما سمعت مني ، وصفحك عما نسبته إليك، حتى يظهر على الحضار وعلى من يصل إليه مقالاتها أن ما صدر منها ( عليها السلام ) كان ناشئا من عدم اطلاعها وعدم اطلاع باب مدينة العلم على المسألة المتعلقة بإرثها ، ولم يكن ( عليه السلام ) عالما بالمسألة حتى يمنعها عن هتك عرض الخليفة ، وعدم رعاية مرتبته ، الناشيين من اتهامها البرئ عن المعاصي ، المطيع لله ولرسوله في إطاعة الله ورسوله بأمور لا يليق بأحد من المسلمين .

وبالجملة كما أن التكلم بمثل هذا الكلام عن مثل فاطمة ( عليها السلام ) يدل دلالة قطعية على علمها بظلم أبي بكر ، كذلك عدم المعذرة يدل دلالة قطعية عليه ، والغضب إنما نشأ من الظلم ، فلا وجه لتوهم زوال الغضب من اختلاف الحديث .

قال ابن أبي الحديد بعد نقل خطبة فاطمة ( عليها السلام ) وكلام السيد الذي نقلته قلت : ليس في هذا الخبر ما يدل على فساد ما ادعاه قاضي القضاة ، لأنه ادعى أنها نازعت وخاصمت ثم كفت، لما سمعت الرواية وانصرفت تاركة للنزاع راضية بموجب الخبر المروي ، وما ذكره المرتضى من هذا الكلام لا يدل إلا على سخطها حال حضورها ، ولا يدل على أنها بعد رواية الخبر وبعد أن أقسم لها أبا بكر بالله تعالى أنه ما روى عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إلا ما سمعته منه انصرفت ساخطة ، ولا في الحديث المذكور والكلام المروي ما يدل على ذلك .

ولست أعتقد أنها انصرفت راضية ، كما قال قاضي القضاة ، بل أعلم أنها انصرفت ساخطة ، وماتت وهي على أبي بكر واجدة ، ولكن لا من هذا الخبر ، بل لأخبار أخر كان الأولى بالمرتضى أن يحتج بها ، على ما يرويه من انصرافها ساخطة وموتها على ذلك السخط ، وأما هذا الخبر وهذا الكلام فلا يدل على هذا المطلوب (2) انتهى .

وبما أشرت إليه لا نحتاج إلى بيان ضعف هذا الكلام ، ولعله غفل عن قول السيد " ونحن نذكر ما يستدل على صحة قولنا " وفي الخطبة إشارة إلى كثير من قبائح أبي بكر ، لكن ما ذكرته كاف للمستبصر .

_____________

(1) الشافي 4 : 69 - 78 .

(2) شرح نهج البلاغة 16 : 253 - 254 .




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.