أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-10-2014
16002
التاريخ: 24-04-2015
1486
التاريخ: 24-04-2015
1997
التاريخ: 16-10-2014
2128
|
تفسير الآيات القرآنية مهمّة خطرة وجليلة ، فالقول في كلام الله بغير علم محرّم بنص التنزيل كما جاء في قوله تعالى : {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف : 33]. لذلك اعتمدنا في محاولتنا تفهّم كلمات الله قواعد قرآنية هي الآتية :
1 ـ قاعدة المثاني : لكل آية من آيات الله آية أو عدة آيات أخرى تشبهها في المعاني أو الألفاظ يفسر بعضها بعضا أسماها المولى بالمثاني ، كما جاء في قوله عز وعلا : {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} [الزمر : 23]. لذلك كان تفسير القرآن بالقرآن أعلى درجات التفسير ، ولقد حاولنا أن نضع آيات المثاني جنبا إلى جنب عند كل تعليق مفصّل على كل آية كريمة توقفنا عندها كما جهدنا بقدر ما يسّره المولى لنا بأن نستخلص معاني كلمات المفردات القرآنية من خلال آيات المثاني. فإن لم نجد فبالرجوع إلى الأحاديث الشريفة أو إلى معاجم اللغة ، ذلك أن للكلمة في كتاب الله معاني عدة يجب التفتيش عنها من خلال الآيات المتشابهة في معانيها ، فالقرآن الكريم هو الذي أعطى ويعطي للمفردات معانيها قبل معاجم اللغة ، وهو الذي أغنى ويغني العربية بمعاني المفردات ، كما أن سياق الجملة في الآيات هو الذي يعطي للكلمات معانيها وليس العكس.
2 ـ قاعدة العلم : أول آية في التنزيل هي أمر بالقراءة أي بالعلم : {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} [العلق : 1] ، والاستزادة منه أمر آخر :
{وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [طه: 114]. والمولى فصّل القرآن الكريم لقوم يعلمون وجعله لقوم يعقلون : {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [فصلت : 3] ، و {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [الزخرف : 3]. أما العلم فنفهمه الدراسة المطوّلة للعلوم القرآنية ، وهي علوم القراءة والتفسير والتنزيل والحديث والفقه واللغة العربية وقواعدها ، إضافة إلى التخصص في حقل معين من العلوم الوضعية التي تطرقت إليها الآيات الكريمة التي يريد الباحث أن يخصّصها ببحثه ، وهذه الدراسة ، بنظرنا ، تحتاج إلى ما لا يقلّ عن عشر سنوات كاملة.
3 ـ قاعدة التقوى : من قوله تعالى : {وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ } [البقرة : 282] ، ومثانيها قوله : {الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ} [الرحمن : 1، 2] فالمولى لا يعلّم كتابه إلا لكل عالم تقىّ. أما شروط التقوى والصدق في الإيمان ، وهي تسعة ، فتختصرها الآية الكريمة التالية : {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة : 177].
4 ـ قاعدة الحديث الصحيح : وهي من أهم القواعد التي نعتمدها في فهم الآيات الكريمة التي شرحتها الأحاديث الصحيحة ، التزاما بقوله تعالى : {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} [النحل : 44] ، و {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [النحل : 64]. والجدير بالذكر أن الرسول الكريم لم يفسّر جميع آيات الكتاب الكريم ربما ، والله أعلم ، التزاما بقوله تعالى : {ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} [القيامة : 19] ، وبقوله أيضا : {إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ * وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} [ص: 87، 88] ، علما أن القرآن الكريم يظل الميزان الدقيق في صحة الأحاديث الشريفة ، فكل حديث يتعارض بصورة واضحة مع أية آية قرآنية هو مرفوض مهما كانت صحّة سنده استنادا لقوله تعالى : {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ (44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ (46) فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } [الحاقة : 44 - 47] ، واستنادا أيضا إلى الأحاديث الشريفة التالية :
« إنكم ستختلفون من بعدي ، فما جاءكم عنّي فاعرضوه على كتاب الله فما وافقه فعنّي وما خالفه فليس عنّي » ( رواه ابن عباس ـ مسند الإمام الربيع ).
« اعرضوا حديثي على كتاب الله فإن وافقه فهو منّي وأنا قلته » ( كنز العمال ).
« إن على كل حق حقيقة ، وعلى كل صواب نورا ، فما وافقه كتاب الله فخذوه ، وما خالفه كتاب الله فدعوه » ( روضة الكافي ).
5 ـ قاعدة عدم التعارض مع الآيات : القرآن الكريم هو الميزان في صحة ما أسماه الإنسان بالعلوم سواء كانت مادية طبيعية أو إنسانية من قوله تعالى : {تَنْزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [السجدة : 2] ، و {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } [البقرة : 2]. لذلك فنحن لا نربط بين أية آية علمية أو حديث شريف تطرّق إلى حقل من حقول العلوم المادية إلا مع ما أثبته العلم بالبرهان والصورة فأصبح قاعدة لا جدال فيها ، علما بأننا نرفض بعد المناقشة أية علوم تتعارض بنص صريح مع أية آية كريمة ، كما أننا لا نربط بين النظريات العلمية والآيات الكريمة إلا إذا كانت هذه تؤيد النظريات العلمية بصورة واضحة. أما النظريات العلمية التي تتعارض بصورة قاطعة مع النصوص القرآنية فهي مرفوضة سلفا ، وقد أثبت العلم والوقت ذلك ، ومن يستعرض تاريخ النظريات العلمية وتاريخ اكتشاف الحقائق التي لا جدال فيها في مختلف فروع العلوم يجد أن القرآن الكريم هو دائما وأبدا الكلمة الفصل في صحة العلوم التي تطرقت إليها الآيات الكريمة سواء كانت علوما مادية أو إنسانية. وما هدفنا إلا تبيان ذلك بصورة تفصيلية من خلال ما كتبناه وسنكتبه بإذن الله.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|