أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-3-2017
1184
التاريخ: 24-9-2020
2296
التاريخ: 25-9-2020
1132
التاريخ: 2023-03-13
4272
|
البطيخ الأصفر في بلاد الشام
من القسم الأول [البطيخ الأصفر الأصلي أو المفصوص أو المجدور] (الكانتالو) في بلاد الشام يوجد البطيخ الأصفر الكروي المضلع والمفصص الذي ينتج في أنحاء حمص الغربية (قرى الحولة) وفي أنحاء دمشق (قرية دومة وما حولها) ويبدو أن قرية الضمير التي في شرقي دومة كانت قديماً تزرع هذا البطيخ، بينما الآن لا أثر له فيها، فقد جاء في كتاب (نزهة الأنام في محاسن الشام) للبديري من رجال القرن التاسع الهجري ص 256 قوله:
((واليها ينسب البطيخ الضميري، ومن اصنافه السمرقندي والسلطاني والشمام)).
أما البطيخ الأصفر في أنحاء حلب فقد قال عنه كامل الغزي في كتابه (نهر الذهب في تاريخ حلب) ج 1 ص 118 ما نصه:
((والبطيخ الأصفر أنواع كثيرة معظمها نوعان يعرف أحدهما: بالسلطاني، والآخر: بالعنداني، والأول هو الأطيب والأحلى، وهو المعتبر في أنواع البطيخ التي تزرع من بذرتها في كل سنة، والثاني أكثر ماء من الأول لكنه دونه في الحلاوة وطيب الرائحة، وهذان النوعان يبتدئ نضجهما من أول تموز فيتوالى قطافهما إلى أوائل الخريف، وربما امتد السلطاني إلى ما بعد العنداني.
وأما بقية أنواع البطيخ الأصفر فمنها ما يؤكل في الخريف، ومن هذا النوع بطيخ يجلب إلى حلب من البيرة لذيذ جداً، ومنها ما يؤكل في الشتاء وهو أنواع كثيرة، ومنها ما يستجلب بزرته من أزمير وغيرها وتزرع في بلاد حلب، وجميع أنواع البطيخ التي تثبتت في قرى حلب سواء كان أخضر أو أصفر تزرع في عاشر نيسان سقياً وبعلاً، وهو الأكثر والأجود وتدرك في تموز ويتوالى قطافها إلى أواخر الخريف عدا السلطاني والعنداني المتقدم ذكرهما فإن قطافهما ينتهي في أوائل الخريف)) انتهى.
ولدى البحث تبين أن هذا البطيخ السلطاني ذا الفصوص (المضلع) والقشر الخشن قد اندثرت زراعته في أنحاء حلب وحلت محله الأصناف الحديثة المستوردة بذورها من الخارج الخضراوي (العطري) والمغنيسا، وذلك لعدم تحمل السلطاني للشحن والرجحان الأصناف الحديثة عليه بالطعم لولا قرية واحدة في قضاء إدلب اسمها (الفوعة) ما برحت تزرعه لوجود من يحبه ويستهلكه في حلب، لأنه لذيذ حقاً إذا تم نضجه على أمه، وله رائحة عطرة خاصة، وهو متأخر النضج بالنسبة إلى غيره.
والعنداني أيضاً قد اندثرت زراعته لنفس الأسباب، إلا في قرية عندان القريبة من حلب حيث يزرع بقلة، وهو أملس كروي كثير العصارة، قليل الحلاوة إذا قورن بالسلطاني، وذو قشرة لحمية سميكة بحيث أن لبه لا يتجاوز حجم البرتقالة وهو لا يتحمل السفر أبداً.
وفي قرى الروج التابعة لقضاء إدلب بطيخ يقال: إن أصله من أزمير بيضوي متطاول أصفر القشر أملس، ولبه أصفر ضارب للحمرة صلب زكي الرائحة لذيذ الطعم وزنه يبلغ 2-4-5 كغ، وهو مبكار ينضج من منتصف حزيران إلى منتصف تموز فقط، ويغشى أسواق حلب وحماة وحمص وحتى دمشق قبل ظهور بطيخ هذه المدن، ويدعى بطيخ روجي.
وفي قضاء إعزاز قاوون منيسا الذي أصله من أزمير أيضاً حيث يزرع بعلاً كغيره، لكنه قلما يصدر لعدم تحمله للشحن، وهو مئخار في النضج وحجمه كجوزة الهند أو أكبر بقليل، وفي ضواحي حلب الشرقية يزرع البطيخ الأصفر البلدي يشبه قاوون مغنيسا ويمتاز عنه بأنه أكبر حجماً وأكثر تأخراً إذ ينتهي موسمه في منتصف آب، ويقال: إن هذا القاوون جلب منذ ربع قرن، ومن المعلوم أن أشهر القاوون في تركيا هو الناتج في أقضية مغنيسا، ومكرى ومنمن في ولاية أزمير، وهو كروي الشكل أملس القشر، واضح الأضلاع، أصفر اللون مع بقع خضر، وبعضه ذو أسارير طويلة خضر أو صفر، ولحمه أبيض ضارب للخضرة لذيذ الطعم شديد الحلاوة، لكنه قليل الرائحة الزكية الموجودة في بعض الأصناف الأجنبية أو المصرية.
وأصناف البطيخ الأصفر في دومة أكبر قرى غوطة دمشق الشرقية التي أهلها مبرزون في إتقان الأعمال الزراعية المسقوية هي: (البلدي) وهو مستدير وذو حجم كبير ومضلع، وذو لون أصفر وأخضر تختلف حلاوته حسب التربة المزروع فيها، ولبه أخضر ضارب للحمرة، وهو الصنف المرغوب أكثر لدى الزراع لكبر حجمه وعلو سعره، وفي دومة أصناف ثانوية أخرى كالقلاوون الأزميري، والبطيخ الأصفر الشتوي والحموي لكنها أقل مكانة وانتشاراً من البلدي للأسباب التي ذكرناها.
واشتهرت الرقة (على الفرات) بالقلاوون، لكنه ذو أشكال وأحجام وأوزان مختلفة بيضوي، أو مستطيل، أو كروي، ولونه قبل النضج أخضر وبعده أصفر، وقد يبقى أخضر، وقشره مختلف قد يكون أملس أو خشن أو مضلع، وقد يكون ذا قشر رفيع أو سميك، ولبه أيضاً حسب التربة وكمية السماد، ولكن رائحته قوية عند النضج، يقال: إنه انتشر في الرقة منذ سبعين سنة وجلب من بيره جك، لكن محصوله قليل، لأن المساحات التي تزرع منه لا تتعدى دونماً واحداً للمزارع الواحد في الرقة يستعملها لنفسه ويبيع ما يفيض عنه، لذلك لا مجال لتصدير كميات منه إلى حلب ودير الزور إلا القليل، وسبب عدم التوسيع عدم وجود مساحات كافية من الأرضين التي ينسحب منها الفرات وتبقى ريانة صالحة لهذه الزراعة، ولو أمكنهم جرف الأتربة المتراكمة (الطمي = الميح) بالجواريف الميكانيكية لحصلوا عل مساحات كافية تؤدي إلى اتساع في هذه الزراعة النافعة.
السماد
يسمد البطيخ الأصفر والشمام والقلاوون خاصة بزرق الحمام، وتختلف الكمية اللازمة منه للدونم بين 200-300 كغ لأنه يوضع في قاع الحفر التي تفتح للبطيخ المذكور، وهو أحسن سماد عضوي وجد حتى الآن صالحاً لتغذية هذا النبات لاحتوائه على كمية عظيمة من الآزوت وحامض الفسفوريك، ولأنه سريع الانحلال في التراب ويعادل تأثيره أربعة أضعاف تأثير السماد البلدي (زبل المزرعة) حجماً بحجم، وهو يستعمل في كل مكان بكثرة في تسميد هذا البطيخ.
وفي بلاد حلب يبنون للحمام أبراجاً ضخمة عالية يأوي إليها الحمام البري ويفرخ ويتكاثر ويملأ داخل البرج بزرقه الذي يجمع ويستعمل لتسميد البطيخ الأصفر وغيره، ونصف على سبيل المثال برجاً مبنياً في قرية ترخين (قضاء الباب) فهذا البرج من الحجر طوله 15 متراً وعرضه 12 علوه 8 أمتار، وداخله مقسوم إلى أقسام متساوية من جهة العرض، والجدران الفاصلة بين هذه الأقسام متصلة حتى السقف، وسقف بعضها مقبب ومنها مسطح، وليس في البناء منفذ في الجهة الشمالية أو الجنوبية، بل له ست نوافذ مستطيلة في أعلى الجهة الغربية تقابل كل من المعابر الشرقية الداخلية، وكل جهة من الجدران الداخلية مع الحواجز الفاصلة مكسوة بكوات غير نافذة على شكل بيوت رقعة الشطرنج مبنية بمهارة من الأسفل إلى الأعلى من حجارة الجدار ذاتها أي: بين كل حجرة وأخرى من الصف الواحد الأفقي فراغ، وعلى هذه الصورة فالبرج يحوي 8000 إلى 10000 طائر من الحمام البري مطلقة الحرية تماماً لا يعولها أحد، ترعى في الحقول والبراري المجاورة وتعود، وما يجمع منها من الزرق يبلغ في السنة 5-6 طناً تتخذ لتزبيل الأراضي.
ويقول الفلاحون: إن الحمام لا يحدث ضرراً في المزارع الكبيرة كبقية بلاد الشام، يستفيدون من أكل الفائض من حمامها ومن استعمال زرقه النافع جداً.
هذا، وإذا لم يتيسر الحصول على زرق الحمام أو زرق الدجاج يستعمل للبطيخ الأصفر بعر الغنم أو الماعز، أو زبل أو السماد البلدي مع إضافة السماد الكيماوي.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|