المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



بعيداً عن الخوف والاضطراب  
  
2024   01:26 مساءً   التاريخ: 12-2-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص229ـ231
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-05-15 1678
التاريخ: 30-12-2020 2719
التاريخ: 22-9-2019 2192
التاريخ: 1-1-2017 2402

إن النجاح سيكون حليف عملية تأهيل أولادنا متى استطعنا إزالة التناقضات التربوية والعقبات التي تقف حجر عثرة امام حياتهم، وتنظيم الاضطرابات المعيشية والحياتية، وتخليصهم من الضغوط والآلام وتذليل العقبات والتغلب على النقص الذي يحز في نفوسهم.

وبغية تحقيق مثل هذا الهدف لا بد من تحديد الجذور والعوارض في الطفل ونعرف ممَ يتألم الطفل وما هو الذي يثير قلقه وضجره؟ إن حالات الخوف والاضطراب التي تتغلغل في الطفل تجعله يتألم من الداخل وهي بحد ذاتها عقبة في حياته ومعها لا يمكن توجيه الطفل الوجهة التي ننشدها له.

ـ الطفل والشعور بالأمن :

من بين الاسس المهمة التي من الضروري جداً الاهتمام بها تربية الأطفال وتأهيلهم وتوفير الأمن لهم في مقابل الاخطار التي قد تحدق بهم أحياناً من كل جانب.. ومن أجل ان تكون للطفل حياة متوازنة ومتعادلة فلا بد من ان يكون آمناً مما يخيفه ويجعله يشعر بفقدان الأمن، إذ لا ينبغي أن يعيش أيامه في أجواء مليئة بالاضطراب والخوف وهي نقطة يجب الاهتمام بها حتى في عملية الانضباط وتطبيق المقررات.

إن الحاجة إلى الملجأ والأمن ضرورية في كل عمر لكنها لدى الطفل أكثر ضرورة وانعدامها يولد الاضطراب للشخص مما قد يلجئه لارتكاب الحماقات وكل ما هو مذموم ظناً منه بأنها السبيل الى الحصول عليها، فقد يلجأ الطفل الى الكذب من أجل ذلك وقد يرائي وأحياناً يتملق.. ومعروف اليوم ان كثيراً من الأمراض العصبية أو النفسية ناجمة عن الخوف وعدم الشعور بالأمن.

ـ مؤشرات الخوف والاضطراب :

للخوف في الإنسان علامات يصاحب اغلبها اضطرابات ظاهرية وباطنية؛ فعلى صعيد البعد الظاهري تكون علامات الخوف على شكل اصفرار اللون والعرق وضيق النفس والإحساس بالاختناق وتسارع نبضات القلب وفقدان القدرة على التحرك اما على صعيد البعد الباطني فيلحظ فيه الاضطراب الفكري وضعف في التركيز واختلال في الجوانب الإرادية.

إن الخوف قد يمهد الأرضية لتبلور حالة الهجوم والجسارة لدى الشخص بالشكل الذي قد يجعله ينتفض بكل قواه للحفاظ على سلامة بدنه ويستجمع كافة قواه لتوجيه الضربة للشخص.

يظهر الخوف والاضطراب في الطفل أحياناً على شكل الخجل أو الحياء المفرط أو التبول في الفراش أو الثقل في الكلام أو الاهتمام غير الطبيعي بالتقاليد والاعراف؛ فما أكثر الأطفال الذين يكتمون احاسيسهم الحقيقية ولا يظهرون شيئاً من الألم الذي يعانون منه وهذا بحد ذاته يعد عقبة يعتد بها في مسيرة التربية.

وقد يظهر الخوف والاضطراب بشكل آخر كأن يكون بصورة قلقة الشهية فلا يميل الطفل حتى الى تناول أكلته المفضلة، وربما يولد لدى الطفل ردود فعل من الصعب التغلب على آثارها أو معالجتها.

وخلاصة القول إن الطفل المضطرب والمفتقد للأمن لا يمكن ان يكون له وضع طبيعي؛ فيقوم

بأعمال تخريبية مثل كسر الأواني والمشاغبة وأذية الآخرين بقصد الانتقام وعض صديقه وغير ذلك مما يعد من الأعمال التخريبية.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.