المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

Zymolyase
9-10-2020
الجراد المراكشي
5-4-2018
قانون مكعب درجة الحرارة المقرب ل"ديباي" Debye T3 approximation
27-7-2018
الخلافات الدستورية والقانونية
21-1-2023
أهمية الامومة
10-1-2016
قياس فعالية الدالات الحيوية
27-1-2016


التعصب للأولاد على حق , أو على باطل  
  
2112   01:15 مساءً   التاريخ: 12-2-2017
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص148-149
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /

... يقوم بعض الأهل بالتعصب لأولادهم سواء أكانوا على حق أم على باطل ، فإذا ما اختلف ابنهم مع ابن الجيران فالحق مع ابنهم حتى لو كان ابنهم هو المعتدي , وإذا ما تراجع ابنهم في المدرسة فالحق على المدرس فهو لا يتقن عملية التدريس وفاشل في مهمته , وتأثير هذا الأمر على الأولاد خطير جدا فإن الولد سيتربى على أنه دائما على حق ما ينشئه على التعصب لموقفه وعدم الرضا بالرأي الاخر, ومن جهة أخرى فإنهم لن يكشفوا أخطاء ابنهم ما يؤدي الى أن يستشري هذا الخطأ ويتحول الى مرض نفسي , أو فشل دراسي , أو فشل في الحياة بشكل عام, وهذا الامر حذر منه الله سبحانه وتعالى في غير مورد من القرآن الكريم منه ما ورد في قوله تعالى :{الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا} [الكهف: 46].

وكون الولد زينة قد تبهر الأب بحيث يتعصب له ويتحول هذا الولد من زينة الى فتنة تمنع الأهل عن رؤية الحق والصواب كما ورد في القرآن الكريم قول الله سبحانه وتعالى:{وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [الأنفال:28].

ولذلك اعتبر الإسلام الأب الذي يفرط في حبه لأبنائه بشكل يخرجه هذا الحب عن الضوابط الشرعية فيكون مع ابنه حتى لو كان على باطل بأنه شر الآباء , فقد ورد عن الإمام الباقر (عليه السلام) قوله:(إن الله رضي الآباء للأبناء , فحذرهم منهم ، ولم يرض الأبناء للآباء , فأوصاهم بهم . وإن شر الأبناء من دعاه التقصير الى العقوق . وإن شر الآباء من دعاه البر الى الإفراط)(1). والمشكلة الأكبر أن هذا التصرف سينعكس سلبا على نفس الأبوين فكما سيتعاملون مع الآخرين على أساس أن ابنهم دائما على حق فإنهم عندما يجدون أن ابنهم على خطأ فإن ابنهم انطلاقا من هذه التربية لن يرضي بأن يوجه له انتقاد في هذا المجال , وسيعتبر أيضا هنا أنه هو على صواب وأهله هم على خطأ , لذلك يجب على الأهل أن لا ينساقوا وراء حبهم وهواهم فينحرفوا عن الحق , ولو اقتصر الأمر عليهم لهان ولكن المشكلة انعكاسها على أولادهم سلبا وحرفهم عن التربية السوية .

______________

1ـ الجوهرة في نسب الإمام علي واله (عليهم السلام) ص 52 .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.