أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-1-2016
![]()
التاريخ: 26-7-2016
![]()
التاريخ: 12-2-2017
![]()
التاريخ: 8-6-2017
![]() |
وهو من الاساليب التربوية الخاطئة ونعني به (التحكم الزائد في الابن، التحكم في نشاطاته وأفكاره ومشاعره وطموحاته ورغباته، وإلزام الابن بمهام وواجبات تفوق قدراته، بالإضافة الى وجود قائمة من الممنوعات مثل ممنوع تلبس كذا، أو تأكل كذا، تصاحب كذا، ممنوع اللعب، ممنوع الخروج، ممنوع السهر، ممنوع التليفزيون، ممنوع الجلوس مع الضيوف، ممنوع الكلام والاكل مع الكبار، وهناك قائمة أخرى من التكاليف الاجبارية كارتداء ملابس معينة ومصاحبة أصدقاء معينين... الخ).
ـ أثر التسلط أو السيطرة والقهر على الابناء :
ومن نتائج هذا الاسلوب التربوي الخاطئ ما يلي:
1ـ الخضوع والسلبية: ان التحكم الزائد والتسلط والسيطرة على الابن، وعلى نشاطاته وافكاره ومشاعره تجعله شخصية خاضعة وسلبية لأنه لم تترك له الحرية للتعبير عن آرائه ومشاعره وممارسة هواياته المحببة، ومن يفقد جزءاً كبير من إمكانياته وقدراته.. بل ذاته، ويستمرئ التبعية الذليلة التي تصبح جزءاً لا يتجزأ من سمات شخصيته حيث يصبح كل رئيس عمل بمثابة الوالد المسيطر. وعليه الطاعة العمياء والسلبية المطلقة والخضوع.
2ـ العدوان: وتكون العدوانية في هذه الحالة كعدوان مضاد على استشعار العدوان من الوالدين.
3ـ انفجارات الغضب: ومعروف أن الكبت يولد الانفجار، فمهما طالت مدة الخضوع المذل والسيطرة والتحكم والتسلط يوماً ما سوف يتمرد الابن على هذا الاسلوب الخانق ويقوم بثورة من أجل الحرية مطالباً بالاستقلال وربما ينفجر غاضبا في وجه الوالدين وكأن لسان حاله يقول (الاستقلال أو الموت الزؤام) .
4ـ العجز عن اتخاذ أي قرار: لان الوالدين كانا ينوبان عنه في اتخاذ كافة القرارات الخاصة به.
5ـ العجز عن التفكير الناقد والابداع : لان الوالدين كانا يفكران نيابة عنه، ولم يتركا له الحرية في التعبير عن نفسه وافكاره وممارسة هواياته واكتشاف قدراته، فهو لم يكشف ذاته الحقيقية القادرة على الابداع، لان افكاره كانت (معلبة) وسابقة التجهيز، شكل له والداه عقله بأفكارهم، حتى اصبح عقله عقلهم، وتفكيره تفكيرهم، وهم من يفكرون ويبدعون وهو متلق سلبي عليه تنفيذ الافكار، لكن لا يصنعها، أو بالأحرى اصبح غير قادر على صناعة الافكار والابداع.
6ـ الخوف : من تربى على الخوف والقهر عاش خائفا مقهوراً؛ لان الخوف من الاب ينتقل الى الاشخاص والاشياء في العالم الخارجي.
7ـ عدم الثقة بالنفس: لان الثقة تنبع من تعرف الفرد على ذاته وإمكانياته وقدراته ومواهبه، ونقاط القوة والتميز لديه، ومع وجود السيطرة والقهر أصبحت ذات الشخص معتمة فهو يخشى التجربة خوفا من الفشل وذلك لعدم الثقة بالنفس أو بالأحرى لأنه لم يختبر ذاته من قبل (ذاته التي لا يعرفها).
8ـ الانطواء والخجل: لأنه كان أسيراً عند والديه ومن ثم أصبح متمركزاً حول ذاته وفقد القدرة على التواصل الفعال مع الاخرين.
9ـ الادمان: الانسان خلقه الله حراً وحينما يقف أحد في طريق حريته فإنه يحارب من أجل
الحرية ، ولكن حينما يكون الوالدان( أقرب الناس اليه) هما قاتلا حرية الابن فإنه إما أن يكون خاضعاً أو يكون عدوانياً ، او يخرج من دائرة الصراع (القهر ـ طلب الحرية ـ القتال) بالدخول في عالم متوهم يعطيه ما يريد ويحل له ذلك الصراع وهو عالم الادمان كي يخرج من حيز الصراع المستمر الى عالم خيالي واسع ليس له حدود، يرفض من خلاله القيود، ليبحر في محيط الوهم اللذيذ ناسياً تسلط وقهر الوالدين، بل ناسياً نفسه، وصراعاته الدامية، وهنا يحقق لنفسه الحرية المتخيلة التي يفتقدها في عالم الواقع، ويخرج نفسه من دائرة الحرب المباشر مع الوالدين التي لا يستطيعها بفعل قهرهم له، وينفذ عدوانه على الوالدين بشكل لا شعوري، وكأن لسان حاله يقول (وهكذا أثبت لكم أنكم فشلتم في تربيتي بالقهر والتسلط ، بل أقتل فرحتكم بي، وكذلك ادمر امتدادكم من خلالي) والمعنى الاكثر عمقاً والاشد خطورة أن الابن حينما يرد على تسلط وقهر الوالدين بدخوله عالم الادمان إنما هو يرغب لا شعوريا في الانتحار للتخلص من حياته التي اصبحت خاوية وبلا معنى، حيث فرغ والده مضمونها، وبالتالي أصبح بلا ذات، بلا وجود حينما استشعر ذلك الفراغ الوجودي قرر التخلص من حياته وكأن لسان حاله يقول (الموت بالمخدر احتمالا أفضل من الموت بالقهر حتما ، وكلاهما في النهاية موت).
|
|
لخفض ضغط الدم.. دراسة تحدد "تمارين مهمة"
|
|
|
|
|
طال انتظارها.. ميزة جديدة من "واتساب" تعزز الخصوصية
|
|
|
|
|
عوائل الشهداء: العتبة العباسية المقدسة سبّاقة في استذكار شهداء العراق عبر فعالياتها وأنشطتها المختلفة
|
|
|