أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-4-2016
2863
التاريخ: 2024-04-06
888
التاريخ: 26-1-2016
3182
التاريخ: 1-1-2017
2230
|
يطلق الانفعال على المشاعر القوية لدى الإنسان كاللذة والألم والفرح والحزن والقلق والغيرة ويميز الباحثون بين أنواع ومستويات من الانفعال فهناك الهيجان والعاطفة والهوى, ولكل منها طابعه وخصائصه وتأثيرها في تفكير الإنسان وتصرفاته, وقد تنحرف هذه الانفعالات عن النضج والاستواء فتحتاج إلى التربية الملائمة .
والهيجان اضطراب نفسي جسدي يحدث إثر مواجهة المرء لمثير عنيف ولا يدوم طويلا ومثاله الخوف والغضب والفرح ؛ حيث يضطرب الشعور والتفكير , وتضعف المحاكمة , ويغير لون الوجه وقسماته , ويرتفع ضغط الدم أو ينخفض وتتغير سرعة التنفس عن حالتها العادية ، وقد يبطؤ الهضم ويزداد الإفراز البولي .. ويرافق هذه التغيرات سلوك إقدامي أو إحجامي يقوم به المنفعل ، فيهجم ويقاتل في الغضب ويهرب في الخوف ويضحك في الفرح .
ويتغير الهيجان في مثيراته ومشاعره , وتعابيره , حسب مراحل العمر , ويصل إلى مستوى مناسب من النضج بعد البلوغ ، وحينئذ يتميز بالاعتدال ، فلا يكون المرء ضعيف التأثر متبلدا ولا سريع التأثر ، يثور لأتفه الأسباب , كما يتميز بالواقعية في مجابهة مشاكل الحياة ؛ فيصبح الفرد موضوعيا في إدراكه للعالم المحيط به ، متحررا من الذاتية العاطفية والعقلية , ومن الاتكالية على الآخرين , ويتميز أيضا بالتوازن بين جميع الانفعالات والدوافع , فلا يوجد بينها ما هو مسيطر متحكم في الجميع , ولا يضعف بعضها لدرجة الكبت الشديد ، ويصبح الشخص قادرا على ضبط النفس واحتمال الصعوبات والحرمان , وعلى تأجيل اللذات العاجلة من اجل تحقيق أهداف أبعد . ويتسم بالرصانة , وعدم التقلب بين المرح والانقباض ، والفرح والحزن أو الضحك والبكاء والتحمس والفتور .
والنضج الانفعالي عامل أساسي للتكيف الاجتماعية السوي والصحة النفسية السليمة فاضطراب الصلات الاجتماعية والعلاقات الإنسانية ناشئ عن اضطراب الانفعالات الإنسانية ، كما أن النجاح أو الإخفاق في الحياة يتوقف إلى حد كبير على عوامل انفعالية . ويتعلق النضج الانفعالي بعدة عوامل وراثية واجتماعية وتربوية. والتربية السليمة تكون في تعليم الطفل حل مشاكله ومعالجة أموره دون أن يطلق العنان لانفعالاته, ودون إسراف في كبح جماحه أو تدليله وتحرص التربية على توجيه الانفعالات نحو المثيرات الاجتماعية المناسبة وتخليصه من أسباب الإثارة الطفولية , إذا كانت لا تناسب الانفعال الناضج , ولا تتفق مع متطلبات التكيف الاجتماعي ، فمثيرات الفرح , أو الغضب أو الخوف عند الطفل والمراهق لا تكون جميعها مقبولة عند الراشدين ؛ ولذا ينبغي جعلها ناضجة معتدلة .
أما العاطفة فهي حالة انفعالية تتميز بشعور معين نحو موضوع ما، وتتصف بالاستمرار والثبات، كما تتميز بنزعة للقيام ببعض الاستجابات والتصرفات ، وبقابلية لإثارة الهيجان بما يتضمنه من حدة الشعور والسلوك ومن أمثلتها: الحب والكره والحقد والاحترام والإعجاب والاحتقار .
وقد تكون العاطفة هادئة معتدلة, وقد تكون قوية جياشة تسيطر على بقية العواطف, وتأسر الشخص في شعوره وسلوكه, وتجعله منجرفا في تيارها، عاجزا عن مقاومة قوتها الدافعة مسخرا لما تمليه عليه ، وهذا المستوى من العاطفة يسمى هوى , ومن أمثلته هوى شرب الخمر الذي يجعل صاحبه مدمنا عليه , وهوى الرياضية الذي يجعله مندفعا نحوها ، يقضي وقته في ألعابها ، وينشغل تفكيره وشعوره بها , وهوى فتاة يراها أجمل النساء , ويجعله مندفعا في حبها منشغلا به , ضعيف المحاكمة والموضوعية والمقارنة إزاءه مستعدا للتضحية واقتحام الأخطار في سبيله .
وتنمو الحياة العاطفية كغيرها من جوانب الحياة النفسية , فتزداد غنى واكتمالا حتى تصل بعد البلوغ إلى نضج نسبي يتميز بالاستقرار والارتقاء إلى الموضوعات الأسمى , ويؤثر الوسط الاجتماعي في نشأة العواطف نحو بعض الأشخاص كالأم والأب والمعلم والزميل والزعيم ، أو نحو بعض الأشياء والأعمال والقيم ، ولمبادئ المجتمع وقيمه وتطلعاته دور كبير في توجيه دوافع الأفراد وتركيزها حول بعض المواضيع دون بعضها الآخر .
وللعوامل الشخصية تأثيرها في التوجيه العاطفي للفرد , فالشخصيات الانفعالية تتجه عواطفهم نحو الأشخاص , وأصحاب الاستعدادات الحركية تتكون لديهم ميول نحو الرياضة أو الأعمال التي تحتاج إلى نشاط جسدي غالبا ، والقابليات العقلية تسهم في تكوين الميول نحو الموضوعات التي تتطلب التعمق الفكري .
وقد يميل الفرد إلى موضوع دون أن يتوافر لديه الاستعداد أو القدرة فيه وللخبرات السابقة دورها في تكوين العواطف , لا سيما خبرات الطفولة , سواء أكانت سارّة أم مزعجة .
وتعمل العواطف على تحريض السلوك باتجاه إرضائها ويترافق إرضاؤها أو إحباطها مجالات من هيجانات اللذة أو الألم والفرح أو القلق . ولهذا تأثير في عمليات التعلم ؛ فالتعلم يستلزم القيام بسلوك هادف ، وهو يحصل بفعالية أفضل عندما ينفعل المعلم انفعالا ملائما يسهل الإقبال على موضوع التعلم والفرح به, وبالتالي استيعابه واكتساب السلوك المطلوب. والعواطف تثير في المتعلم نشاطا انفعاليا وتوجهه نحو اختيار الاستجابات الملائمة لحاجاته , والتي تنفع في إحداث التعلم ؛ وبذلك يتغلب المعلم على مواقف اللامبالاة أو السلبية لدى المتعلمين .
ومن وسائل توظيف العواطف في التعلم المدرسي تنظيم موضوعات التعلم وطرائقه بحيث ترتبط بعواطف الطلبة, وترضيها عن طريق القيام بالسلوك المطلوب لحدوث التعلم , ولذا دعا بعض المربين إلى نوع من المناهج سموه مناهج النشاط القائم على ميول التلاميذ ، حيث تنظم محتويات المنهج وطرائقه وفقا لميول المتعلمين , وهي تفيد في إثارة اهتمام المعلم لربط مادة التعليم وطريقته بميول التلاميذ حتى يحقق تعلما أفضل .
وقد حرص الإسلام على التربية الانفعالية السوية , فوجه عواطف الإنسان وانفعالاته نحو ما هو جدير بها , وجعلها معتدلة بالشكل المناسب ؛ فالمحبة الخالصة تكون لله ورسوله ، ولا يوجد من يستحق الحب الكبير سواهما ؛ فالله هو الخالق الرزاق والمنعم بكل النعم ، وهو المتفضل بكل شيء . والرسول (صلى الله عليه و آله) هو الذي هدانا إلى الصراط المستقيم ولا يصح إيمان المرء إذا منح حبه لشيء اكثر من الله ورسوله , وقال تعالى:{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}[التوبة: 24].
وعن أنس بن مالك عن النبي (صلى الله عليه و آله) قال:(لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين).
والمؤمنون الصالحون يحبهم المؤمن لوجه الله , أي لصلاحهم , لا ليحصل على نفعهم ، ويريد
لهم الخير الذي يريده لنفسه .
عن أنس عن النبي (صلى الله عليه و آله) قال:(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مثلما يحب لنفسه) .
ومن المؤمنين من يقدم لغيره ما يحتاج إليه , ويصل بذلك إلى أسمى الفضائل وأنبل التضحيات, وهذا هو الإيثار الذي أثنى الله على المتصفين به من الأنصار وغيرهم بقوله:{وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[الحشر: 9].
وقد نهى الله عنه مغالاة المرء بعواطفه وانفعالاته , وأرشد إلى ما يجعلها متوسطة الشدة متزنة. قال سبحانه:{لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ}[القصص: 76].
كما أمر الله الرسول (صلى الله عليه و آله) بالرفق والاعتدال في الحب والبغض .
فقد روي عن النبي (صلى الله عليه و آله) انه قال:(أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما) ..
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|