المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



التدرج في تعليم الطفل العمل  
  
2690   01:30 مساءً   التاريخ: 11-2-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص176ـ179
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية العلمية والفكرية والثقافية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2016 3218
التاريخ: 24-1-2021 2453
التاريخ: 26-7-2016 2497
التاريخ: 19-7-2020 7709

ـ استمارات الشغل :

إن الأعمال التي ينبغي للطفل أن ينشغل بها تتدرج من بسيطة وسهلة الى صعبة وبما يتناسب مع عمر ونمو الطفل.

فمثلاً يستطيع الطفل ان يطعم الدجاج أو ان يسقي الزهور والنباتات في البيت أو الحديقة أو ان يحرث في الحديقة أو المزرعة أو ان يزرع الخضروات أو ان يرتب الصور في الالبوم أو ان يضع وسائل اللعب والكتب في أماكنها المخصصة لها أو ان يغسل جواربه ومنديله أو ان يشتري ما كلفه به والده من البقال المجاور أو ان يشترك في مناقشات ومحادثات العائلة...

على كل حال يمكن توفير شغل ما ينشغل به الطفل حسب عمره ونموه وفهمه وبما يتناسب أيضاً مع إمكانات المناطق والمدن والقرى، ثم لا ننسى ان عدم انشغال الطفل بشيء ما واستنفاد طاقاته سيزيد من تصرفاته المعروفة بالتمرد.

ـ الانشغال ذات الدخل :

يمكن للوالدين والمربين فيما لو أرادوا وخصصوا لذلك من وقتهم، أن يوفروا لأطفالهم أعمالاً ذات دخل وعائدات كحياكة الخيوط والزنبيل والحصير وصناعة الإطارات البسيطة الخاصة بالصور الفوتوغرافية وصناعة الصناديق البسيطة وغير ذلك من الأمور.

صحيح ان هذه العائدات بسيطة لكنها مدعاة لتشجيع الطفل على العمل والنشاط وتنمية روح تقبل الشغل وتحمل المسؤولية لديه. ما أكثر ما ساهمت هذه الأعمال البسيطة في توجيه الطفل الوجهة الصحيحة، أو تجعله يقف على الجوانب الإيجابية والسلبية وحجم الدخل طول مدة العمل بحيث إنه يستطيع وعن علم واطلاع مسبقين ان يتخذ قراره إزاء مصيره والمهنة التي سينتخبها لنفسه، علماً أن العمل لو كان يحمل صبغة فنية فإنه مفيد أيضاً ويعد بحد ذاته حائلاً دون بروز المفاسد التي تؤدي الى التمرد والأذى.

ـ المؤاخذات :

الافعال الصادرة عن الأطفال في الوقت نفسه الذي تعد فرصة واشغالاً للوقت ينبغي تفهيم الطفل على انها واجبات ولو بسيطة وعليه القيام بها ويتحمل المسؤولية إزاءها، المسؤولية التي تصاحبها المؤاخذات بمعنى ان يؤاخذ على تساهله في اداء مهمته في وضع الحبوب امام الدجاج أو سقي الزهور فيما إذا كانت هذه مهمته.

إن عدم وجود ضمانات تنفيذية في مجال ما يؤدي الى التساهل والتهاون في العمل بل وأحياناً الى الوقاحة وبالتالي عدم بلوغ الهدف المنشود على أن ذلك لا يعني ان يكون الأمر الصادر للطفل وكأنه أمر صادر من ضابط الى جنديه وأن يكون البيت بمثابة المعسكر بالنسبة إليه.

الاسلوب المستبد في التربية غير ممدوح، صحيح ان الحزم من الخصائص الضرورية في المربي لكن التعامل ينبغي ان يكون منطلقاً من مفهوم الحرية المصحوب بالتخطيط والاسلوب المحبذ الى جانب التصدي لكل حالة تساهل وتهاون.

حدود الاشغال:ـ

الأعمال التي توكل الى الطفل لإنجازها يجب ان لا تكون فوق طاقته وحدود إمكاناته، وإنما ينبغي ان تتناسب مع عمره ونموه.

ليس من المحبذ ان يكون العمل الموكل به الطفل متعباً أو مملاً أو ان يصنف في صنف الأعمال الشاقة بالنسبة إليه فضلاً عن ان لا يكون من المكررات في نوعيتها والا فقد الطفل الرغبة اتجاهها ومن هنا تتضح أهمية التنوع وضرورة الالتفات اليه ذلك ان كثيراً من الاضطرابات والانزعاجات التي يشعر بها الطفل ناجمة عن رتابة حياته والاحداث التي يعيشها يومياً.

لقد اظهر تحقيق بأن الطفل ذا العامين يستطيع إنجاز ساعتين من العمل المفيد في اليوم فيما يستطيع البالغ من العمر تسع سنوات ان ينجز ست ساعات من العمل المفيد يومياً شريطة أن يوجههما شخص واعٍ، ومثل هذا العمل فضلاً عن انه يمهد للبلوغ الفكري فإنه مؤثر في سلامة روح الطفل وإعداده كعضو مفيد في المجتمع.

ـ دور وسائل الإعلام :

يمكن أن تمارس الإذاعة والتلفزيون دوراً جيداً ومسلياً بالإضافة الى إمكانية تعليم الأطفال طرق الشغل واللعب وحتى طرق المعيشة والتعايش كما انها قادرة على ان تكون عاملاً لفساد الأطفال. يجب على الحكومة عبر إشرافها المباشر وغير المباشر ان تضمن حقوق الأطفال وتؤمن سعادتهم وتذلل العقبات والعوامل التي تساهم في ظهور حالات التمرد التي تترك بالتالي آثاراً سلبية على المجتمع.

تستطيع وسائل الإعلام هذه ان تبث للأطفال برامج متزنة وبناءة وافلاماً مفيدة تساعدهم على معرفة طرق الشغل والتسلية المفيدة وتساهم في بناء شخصيتهم وجعلهم اصحاب كفاءة.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.