الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أسلوب التدريس / البحث العلمي عوضاً عن الاختبارات القاسية
المؤلف:
أ. د. عبد الكريم بكَار
المصدر:
حول التربية والتعليم
الجزء والصفحة:
ص 190 ــ 191
2025-07-17
37
العلاقة بين أسلوب التدريس والمعلومات التي يقدمها المعلم خلال الدرس، هي من نوع العلاقة بين الشكل والمضمون، وقيمة الأشياء ـ على نسب متفاوتة - من الشكل والمضمون معاً، وفي الحديث: (إن من البيان لسحراً)، إن التدريس هو فن إيصال المعلومة للطالب، والنجاح فيه، وإن كان يقوم على امتلاك قدر مناسب من المعلومات إلا أن الجانب المهاري فيه؛ ذو أهمية بالغة. وقد رأينا كثيراً من المعلمين الذين يملكون من المعرفة ما هو مطلوب، لكن لم ينجحوا في عملهم، كما رأينا منهم من يعد ناجحاً مع قلة بضاعته من العلم في المواد التي يدرسها؛ لأنه يملك ما يتطلبه الموقف التعليمي من مهارة وعتاد.
إن أسلوب الرجل، هو الرجل نفسه، ولا ينطبق هذا على شيء کانطباقه على مهنة التعليم، فالبراعة في أداء الدرس، لا تعتمد على البيان وحده، كما لا تعتمد على المعلومات وحدها، ولا على شكل المدرس، أو طريقة تعامله مع طلابه، وإنما هي عصارة فكر المعلم وثقافته وروحه وأحاسيسه وذوقه وحسن تصرفه؛ ومن نوعية هذه العصارة يكون أداء المدرس في عمله.
نحن لا نريد هنا أن نلج في تفاصيل الأسلوب التعليمي الناجح، فنحن لا نكتب في هذه السلسلة لأهل الاختصاص، وإنما نريد أن نقدم بعض الإضاءات التي نظن أنها ترفع من سوية الوعي العام في المسائل التي نطرقها.
* الحاصل في أكثر مدارسنا أن الطلاب يستمعون من أساتذتهم طوال العام، ويكتبون بعض الواجبات اليومية التي لا تشغل سوى وقت قصير من يومهم، فإذا جاء وقت الامتحان هبّ الطلاب للمذاكرة المكثفة، وإفراغ ما ذاكروه على الورق، ثم ينتهي كل شيء!
هذا الأسلوب في التعليم ترك فراغاً كبيراً في حياة الطلاب، وحرمهم من تكوين شخصية علمية مستقلة. وهذا يفسر قلة الباحثين الجادين في ساحاتنا الثقافية، حيث التكوين الأولي لشخصية الباحث شبه مفقود!
إن المدخل الصحيح هو إشعار الطالب بأنه (باحث صغير)، وأن أستاذه مرشد وموجه أكثر من كونه معلماً وملقناً، فيكون في كل مادة بحث أو تجربة، ويجعل نصف الدرجة عليه، والنصف الآخر على الاختبار. وتأخذ هذه الوضعية صوراً عديدة منها:
ـ تكليف الطلاب ببعض التجارب العلمية في مجالات العلوم والكيمياء والفيزياء، وتقديم شرح نظري واسع عنها من أجل غرس حب البحث العلمي في نفوسهم واكتشاف ميولهم.
ـ تكليف الطلاب بتلخيص كتاب، أو تقديم عرض عنه بأسلوب تظهر فيه شخصية الطالب.
- تكليف الطلاب بقراءة بعض الكتب، ومحاولة نقدها، أو إضافة بعض الأفكار الجديدة إليها.
ـ أن يعهد إلى الطلاب باستعراض بعض المسائل والقضايا التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية القديمة، ومحاولة النظر إليها من زاوية جديدة، أو بطريقة جديدة، أو محاولة ترجيح بعض ما قيل فيها على غيره، أو عرض معلومات جديدة تتعلق بها.
ـ أن يقوم المعلم بعرض بعض المشكلات العلمية أو الاجتماعية أو الإدارية على الطلاب، ومطالبتهم بأن يجمعوا معلومات وإحصاءات واستبانات حولها، ثم محاولة الإسهام في إيجاد حلول لها.
إن المقصود الأساسي من كل هذا ليس إثراء الساحة العلمية بالمعارف والكشوفات، وإنما تدريب الطلاب على المعالجة المستقلة للمعرفة، وتأسيس شخصية الباحث العلمي؛ فالارتحال نفسه أهم من المكان الذي سيصلون إليه. بهذا نستطيع أن نوجه التعليم توجيهاً جديداً، وأن نكتب له تاريخاً ناصعاً، يستحقه أبناؤنا!.
الاكثر قراءة في التربية العلمية والفكرية والثقافية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
