الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
أهمية البحث العلمي
المؤلف:
أ. د. عبد الكريم بكَار
المصدر:
حول التربية والتعليم
الجزء والصفحة:
ص 273 ــ 275
2025-07-13
22
يقول (جونيور): إن البحث العلمي عبارة عن (دراسة أو اختبار ناقد للكشف عن حقائق جديدة، أو لتنقيح نتائج مسلم بها، أو لإعادة النظر فيها).
وتعرفه ثريا عبد الفتاح تعريفاً إجرائياً، فتقول: (إنه محاولة لاكتشاف المعرفة والتنقيب عنها، وتنميتها وفحصها وتحقيقها بتقصٍ دقيق ونقد عميق، ثم عرضها عرضاً كاملاً بذكاء وإدراك) (1).
يصنف البحث العلمي عادة تحت نوعين، هما: البحث الأساسي والبحث التطبيقي والحدود بينهما ليست واضحة دائماً.
وتعرف (اليونسكو) البحث الأساسي بأنه (نشاط بحثي موجه نحو زيادة المعرفة العلمية، أو اكتشاف حقول علمية جديدة دون الاهتمام بأي هدف تطبيقي).
أما البحث التطبيقي فتعرفه بأنه: (نشاط بحثي موجه نحو زيادة المعرفة العلمية أو اكتشاف حقول علمية متقدمة بهدف تطبيقي مباشر) (2).
في ظل حياة شديدة التعقيد، ونظم حضارية يزداد تداخلها باطراد صار تصور المشكلات والعثور على حلول لها يعتمد أكثر فأكثر على البحث العلمي؛ فالتقدم الحضاري، جعل إدراك ما ينبغي عمله من أجل (حياة طيبة) بحاجة إلى فيوض من البحوث والدراسات في ميادين الحياة المختلفة، كما أنه إلى جانب ذلك أوجد مشكلات هائلة تجب مواجهتها، وإيجاد حلول لها، وإلا انحبس التقدم الحضاري وتفاقمت الأزمات من إبداع حلول جديدة، ومواجهة مشكلات متجددة، تتكون فيزياء التقدم العلمي والحضاري، وهذه الفيزياء تجعل الدول الضعيفة في مجال البحث العلمي في مأزق مزدوج فهي تعتمد على بحوث الدول المتقدمة في تحسين حياتها، كما تعتمد عليها في مواجهة مشكلاتها أيضاً!
إن الثورة الصناعية في الغرب لم تعتمد في البداية على البحث العلمي، ولا على القوانين العلمية المتقدمة، لكن التقدم التقني فيما بعد صار يعتمد على نحو مطرد على كفاءة البحث العلمي، وكثرة العاملين فيه والإمكانات التي تهيأ له. وعن طريق التقدم التقني تمكنت الدول الاستعمارية من السيطرة على الدول المتخلفة، ونهب خيراتها وتغيير عقول أبنائها.... وهي مضطرة أن تنفق المزيد من الأموال على البحث العلمي حتى تضمن استمرار التقدم التقني والسيطرة على الأمم الضعيفة؛ ولذا صار حجم ما يتم إنفاقه على البحث العلمي في أي بلد أحد المؤشرات المهمة على تقدم البلد وقوته ورفاهية أبنائه.
إن الأموال التي تنفق على البحث العلمي، تؤتي ثمارها أضعافاً مضاعفة، حيث عن طريقه يتم استثمار المواد الخام والقوانين التي بثها الخالق - جل وعلا - في الكون، بالإضافة إلى الإمكانات العقلية التي وهبها لبني البشر، وقد أثبتت دراسة شهيرة أن الأبحاث في الزراعة أعطت ربحية على مدى 45 عاماً، تزيد على 700 % في العام في دولة متقدمة مثل (أمريكا)، وما يقرب من 290 % في بلد نامٍ مثل (المكسيك) (3).
يذكر أحد الباحثين أن اليابان تستورد الطن الخام من (الألمنيوم) من دولة البحرين بـ (800) دولار، وبعد تصنيعه تصدره، وتقبض ثمناً له نحواً من مئة ألف دولارا وهذا الفارق الضخم بين سعر الشراء والبيع، يأتي من ثمار البحوث التطبيقية في مجال التصنيع.
إن البحث العلمي، يعد ضمانة للاستمرار في الانتعاش الاقتصادي، ومن غيره سيكون كل ما تم إنجازه معرضاً للخطر، أن دول جنوب شرق آسيا، حققت في العقدين الماضيين مؤشرات تنموية مذهلة، لكن ذلك لم يتم من خلال إسهام البحث العلمي فيها، ولذا فإنها مستظل مهددة بزوابع اقتصادية حادة (4).
إن ضآلة البحث العلمي في العالم الإسلامي، والتي نتج عنها ضمور شديد في التقدم التقني، تعد من الأسباب الرئيسة التي ساعدت على انتشار الفقر الشديد بين سكانه، فمن بين 36 دولة (معدمة) في العالم هناك 25 دولة إسلامية، يبلغ فيها إجمالي دخل الفرد أقل من مئة دولار في السنة، ونسبة الأمية تزيد على 80 % (5).
لكن علينا بعد كل هذا أن نقول: إن البحث العلمي لن يقدم حلولاً خارقة، إنه يقدم معرفة منظمة أكثر، ولكن لا يمكنه أن يقدم حلولاً فورية للمشكلات الأكثر عمقاً. البحث الجيد يقدم معلومات، وتحليلات أفضل. ولكنها دائماً غير كاملة. إنه يقدم عنصراً صغيراً ولكن لا يمكن إهماله، إنه يساعد على تحديد مدى الاختيارات، لكنه لا يصنع هذه الاختيارات (6).
إضاءة: إن البداية الصحيحة لكل نهضة حضارية، تتمثل في الارتقاء بالعلاقة بين العبد وربه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ التنمية التكنولوجية: 156.
2ـ المصدر السابق: 157.
3ـ تشجيع البحث العلمي: 43، والتعليم مشروع اقتصادي: 14.
4ـ أثناء كتابة هذا البحث تمكن بعض الغربيين ـ ولا سيما اليهودي الأمريكي جورج سیروس - من خلال المضاربة بعملات عدد من دول شرق آسيا من إحداث زلزال كبير في اقتصادها، وهبطت أسعار عملاتها أكثر من 30 %.
5ـ على مشارف القرن الحادي والعشرين: 315.
6ـ دور الجامعات في عالم متغير: 65.
الاكثر قراءة في التربية العلمية والفكرية والثقافية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة

الآخبار الصحية
