المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تعويد الأولاد على المستحبات وأثره
2024-11-06
استحباب الدعاء في طلب الولد بالمأثُورِ
2024-11-06
المباشرة
2024-11-06
استخرج أفضل ما لدى القناص
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / الطلاق.
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / النكاح.
2024-11-06

الفكر الجغرافي عند العرب قبل الاسلام
13-6-2017
الخضار الورقية مع الثوم والمشروم
2024-09-22
الزمكان في تصور منكوفسكي
2024-08-09
عقيدة القضاء والقدر.
2023-08-03
ضوابط العلاقات العامة الدولية
18-7-2022
Rolling Circles Are Used to Replicate Phage Genomes
7-4-2021


كلمة التوحيد لا اله الا الله  
  
3851   07:30 مساءاً   التاريخ: 23-11-2014
المؤلف : محمد اسماعيل المازندراني
الكتاب أو المصدر : الدرر الملتقطة في تفسير الايات القرآنية
الجزء والصفحة : ص154-164.
القسم : القرآن الكريم وعلومه / العقائد في القرآن / أصول / التوحيد /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-09-2014 1908
التاريخ: 23-11-2014 2039
التاريخ: 27-11-2015 1443
التاريخ: 11-12-2015 1521

قال تعالى : {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ } [الأنبياء : 87 ، 88] في كتاب التوحيد باسناده المتصل الى ابن عباس عن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ انه قال : ما من الكلام كلمة احب الى الله عز وجل من قول لا اله الا الله ، وما من عبد يقول لا اله الا الله يمد بها صوته ، فيفرغ الا تناثر ذنوبه تحت قدميه ، كما يتناثر ورق الشجر تحتها (1).

أقول : وانما صارت هذه الكلمة احب الكلمات الى الله عز وجل ، لأنها اعلى كلمة واشرف لفظة نطق بها في التوحيد ، دالة على وجوده تعالى مفهوماً ، وعلى وحدته منطوقاً ، وعلى استجماعه جميع صفات الكمال ، وتنزهه عن جميع النقائض.

وليس في الاذكار ما يدل على ذلك دونها ؛ لأنها : اما تمجيد ، او تنزيه ، بخلاف هذه الكلمة فانها جامعة بينهما ، منطبقة على جميع مراتب التوحيد ، توحيد الذات والصفات والافعال.

او يقال : لما كان الشريك وهو من يمنع صاحبه ان يتصرف فيما اشتركا فيه على ما يريد ، وهذا ينافي السلطنة والملك ابغض الاشياء اليه تعالى ، ولذا لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء.

كان احب الاشياء اليه نقيضه ، وهو التوحيد المدلول عليه بـ « لا اله الا الله » فكانت احب الكلمات اليه تعالى.

وبما قررناه ظهر وجه ما في خبر آخر نبوي : ما قلت ولا قال القائلون قبلي مثل لا اله الا الله (2).

وفي آخر عنه ـ صلى الله عليه وآله : قال الله جل جلاله لموسى : يا موسى لو ان السموات وعامريهن والارضين السبع في كفة ، ولا اله الا الله في كفة ، مالت بهن لا اله الا الله (3).

وفي آخر عنه ـ صلى الله عليه وآله ـ ايضا : الايمان بضع وسبعون شعبة ، افضلها قول لا اله الا الله (4).

وفي آخر علوي : ما من عبد يقول لا اله الا الله الا صعدت تخرق كل سقف ، لا تمر بشيء من سيئآته الا طلستها ، حتى تنتهي الى مثلها من الحسنات فتقف (5).

وفي آخر باقري : ما من شيء اعظم ثواباً من شهادة ان لا اله الا الله (6).

وفي آخر صادقي : قول لا اله الا الله ثمن الجنة. (7) ونظائرها في الاخبار كثيرة.

وبالجملة احسن افراد الذكر قول لا اله الا الله ، لانها رأسها ، فينبغي الاكثار من قولها. وقد وردت في فضلها وشرفها واسرارها وخواصها من طريق الخاصة والعامة ما لا يكاد يحصى.

ولذا اختاره اهل السلوك لتربية السالكين ، وتهذيب المريدين ، وقد جمعت بين نفي الوهية ما سوى الله واثبات الوهيته ، وهي متعلقة بالجنان واللسان.

ومتفاوتة فيه ، فمنها : ما يكون باللسان وحده من غير حضور القلب ، وهي اضعف المراتب. ومنها : ما يكون به مع استقرار واستيلاء بحيث يغفل عما عدا المذكور ، وهي المرتبة العليا والدرجة القصوى ، واليه الاشارة بقوله تعالى {وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ} [العنكبوت : 45].

ثم لا يذهب عليك ان قوله ـ صلى الله عليه وآله ـ « يمد بها صوته » يدل على صحة مذهب من قال بأن تطويل المدة في لا اله الا الله مندوب اليه مستحسن.

لان المكلف في زمان التمديد يستحضر في ذهنه جميع ما سوى الله من الاضداد والانداد وينفيها ، ثم يعقب ذلك بقوله « الا الله » فيكون ذلك اقرب الى الكمال والاخلاص.

ومن الناس من يقول بأولوية ترك التمديد ، مستدلا بأنه ربما مات في زمان التلفظ بـ « لا » قبل الانتقال الى « الا ».

اقول : وهذا القول مع كونه مخالفا لقواعد التجويد ، ومناقضا لصريح الرواية. مدفوعة بأن من مات في زمن التلفظ بـ « لا » قبل الوصول الى « الا » لا شك انه مات مؤمناً ، لانه عقد بهذه الكلمة قلبه ، ثم اراد ان يخبر بما في ضميره ليكون ذلك دليلاً عليه ، فلم يجد مهلة ، فلم يلزم منه كفره ، وخاصة اذا كان المتلفظ بها مؤمناً.

وانما يلزم كفره او عدم انتقاله منه الى الايمان ان لو وجد من الفرصة ما امكنه ان يقول « الا الله » ثم لم يقل ومات.

وأما ما فصله الفخر الرازي ، واستحسنه الصدر الشيرازي ، واثنى عليه في رسالته المعمولة لتفسير آية الكرسي ، من ان المتلفظ بهذه الكلمة ان كان يتلفظ بها لينتقل من الكفر الى الايمان ، فترك التمديد اولى ، حتى يحصل الانتقال من الكفر الى الايمان بأسرع الوجوه.

وان كان مؤمناً وانما يذكرها للتجويد ، فالتمديد اولى ، لتحصل في زمانه سورة الاضداد في الخاطر وينفيها ، ثم يعقبها بقوله « الا الله » فيكون الاقرار بالإلهية اصفى واكمل.

فهو مع كونه غير دافع لما سبق من اولوية ترك التمديد ، فما ذكره من أولويته معارض به. وانما يدفعه ما ذكرنا مخالف لمذهبه ، فان الانتقال من الكفر الى الايمان على مذهبه قد حصل بمجرد التصديق القلبي ، كما هو مذهب الاشاعرة وهو منهم « وانما جعل اللسان على الجنان دليلاً ».

فهو على مذهبه كاشف عن ايمانه السابق على زمن التلفظ بهذه الكلمة لا مصحح له ومتمم.

نعم ما ذكره يصح على مذهب من قال : ان التصديق وحده ليس بإيمان ، بل الايمان هو التصديق بالقلب مع الاقرار بالشهادتين ، كما هو المنقول عن ابي حنيفة ، واليه مال صاحب التجريد.

وبالجملة فالتمديد بها مطلقاً ، كما هو ظاهر الرواية ، حيث رتب تناثر الذنوب على قول لا اله الا الله لا مطلقا بل مقيدا بمد الصوت بها ، ليشعر بعليته للحكم ، مستحسن اليه مندوب.

بل الظاهر عندي ان الغرض من التمديد مجرد اللفظ وتحسينه على ما تقتضيه القوانين التجويدية ، لا لاستحضار المذكور.

فان المتلفظ بالكلمة ان كان عالما بوضع الفاظها ، يستحضر الاضداد وينفيها ، ويثبت الاله الحق بمجرد الالتفات الى معانيها ، مد صوته في « لا » ام لا.

وان لم يكن عالماً ، او كان ولم يكن ملتفتا ، فلم يتسير له الاستحضار ، مد ام لم يمد ، فان المدة لا توجب الاستحضار ، كما لا يخفى علي ذوي الابصار.

واعلم ان ترتب الثواب على قول « لا اله الا الله » مشروط بشروط لا يتحقق بدونها. منها : ان يكون قلبه مواطئا للسانه ، كما ورد في خبر آخر نبوي : ان لا اله الا الله كلمة عظيمة كريمة على الله عز وجل من قالها مخلصاً استوجب الجنة ، ومن قالها كاذباً عصمت ماله ودمه ، وكان مصيره الى النار (8).

فمن آمن بالله واليوم الاخر وبما جاء به الرسل ، ثم قال : لا اله الا الله ، ترتب عليه ثوابه. فالمطلق مقيد ، او العام مخصص.

وهذا مما انعقد عليه اجماع الامة ، ودل عليه الكتاب والسنة ، قال الله تعالى {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا } [الإسراء : 19].

وفي صحيح البخاري : عن وهب بن منبه قيل له : اليس لا اله الا الله مفتاح الجنة ، قال : بلى ولكن ليس مفتاح الا وله اسنان ، فان جئت بمفتاح له اسنان فتح لك والا لم يفتح.

ومنها : الولاية لأهل الولاية ، كما يدل عليه قول الرضا ـ عليه السلام ـ بعد ان روى عن جده عن جبرئيل عن الله جل جلاله : لا اله الا الله حصني ، فمن دخل حصني امن من عذابي ، بشروطها وانا من شروطها (9).

وقال ابو سعيد الخدري : كان رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ ذات يوم جالسا وعنده نفر من اصحابه فيهم علي بن ابي طالب ـ عليه السلام ـ اذ قال : من قال لا اله الا الله دخل الجنة ، فقال رجلان من اصحابه : فنحن نقول لا اله الا الله ، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ : انما تقبل شهادة ان لا اله الا الله من هذا وشيعته الذين اخذ ربنا ميثاقهم (10).

وفي الكافي عن ابان بن تغلب عن الصادق ـ عليه السلام ـ قال : يا أبان اذا قدمت الكوفة فارو هذا الحديث من شهد ان لا اله الا الله وجبت له الجنة.

قال قلت : انه يأتيني من كل صنف من الاصناف ، أ فأروي لهم هذا الحديث؟

قال : نعم يا أبان ، انه اذا كان يوم القيامة وجمع الله الاولين والاخرين فيسلب لا اله الا الله منهم الا من كان على هذا الامر (11).

ومنها ومن نظائرها يظهر ان من لم يكن موالياً لصاحب الولاية جعلت له الفداء ومن بعده من الائمة سلام الله عليهم ، تسلب منه ثمرة لا اله الا الله ، ويكون توحيده وتهليله في الدنيا مجرد تحريك لسان لا ينتفع به في الاخرة.

فلا اشكال ولا منافاة بين الاخبار المطلقة الدالة على ان من قال لا اله الا الله فله الجنة ، او دخل الجنة. والدالة على عدم دخول مخالفينا الجنة ، وان بذلوا جهدهم وبالغوا في العبادات بين الركن والمقام ، حتى صاروا كالشن البالي ، فانهم ليسوا من اهل التوحيد المنتفعين بتوحيدهم في الاخرة ، لما فاتهم من الولاية ، الشديدة الحاجة اليها في تحقق الايمان ، الموجب لدخول الجنة ، فالمطلق بهذا الوجه ايضا مقيد.

ومنها : ان يكون الموحد تاركا للدنيا وزاهدا عنها ، فعن حذيفة عن النبي عليه وعلى آله السلام قال : لا يزال لا اله الا الله ترد غضب الرب جل جلاله عن العباد ما كانوا لا يبالون ما انتقص من دنياهم اذا سلم دينهم ، فاذا كانوا لا يبالون ما انتقص من دينهم اذا سلم دنياهم ثم قالوها ردت عليهم ، وقيل : كذبتم ولستم بها صادقين (12).

وهذا بعينه حال ابناء دهرنا هذا ، نعوذ بالله منهم اجمعين.

ومنها : الموافاة على التوحيد ، كما تدل عليه رواية ابي ذر عن النبي ـ صلى الله عليه وآله : ما من عبد قال لا اله الا الله ، ثم مات على ذلك الا دخل الجنة (13).

وبالجملة المراد بالموحد الذي لا يعذب بالنار اذا كان محسناً ، بأن يكون توحيده يحجزه عما حرم الله ، وهو علامة اخلاصه ، او يدخل الجنة ولو بعد تعذيب برزخي اذا كان مسيئاً ، هو من كان موالياً ثم مات على ذلك ، والا فتسلب عنه فوائد لا اله الا الله.

فالأخبار المطلقة الواردة في هذا الباب ، كقوله ـ صلى الله عليه وآله : من مات ولم يشرك بالله شيئا احسن او اساء دخل الجنة. (14) وقول الصادق ـ عليه السلام : ان الله حرم اجساد الموحدين على النار. (15) وما شاكل ذلك مقيدة بما ذكرنا. فلا اشكال ولا تدافع.

ثم لما كان مبدأ الكمالات وجوب الوجود ، كما ان منشأ النقائص امكان الوجود ، فالمعبود بالحق هو الذي ثبت له وجوب الوجود وانتفى عنه الامكان.

فمعنى « لا اله الا انت » لا واجب الوجود الا انت ، فحينئذ يصح تقدير الممكن والموجود في خبر « لا » النافية للجنس.

اما الاول ، فلان مفهومه ان الله يمكن ان يكون واجب الوجود ، فحينئذ يندفع فساده المشهور ، وهو ان اللازم امكان وجوده تعالى لا ثبوت وجوده ، فلا يتم التوحيد ، بأن ما يمكن ان يكون واجب الوجود ، فهو واجب الوجود ، والا يكون : اما ممتنع الوجود او ممكنه ، وعلى التقديرين لا يكون واجب الوجود ، والا لزم الانقلاب.

وأما الثاني ، فلان فساده وهو ان اللازم نفي وجود الشريك لا نفي امكانه ، مندفع بأن نفي وجوب الوجود عما سواه يستلزم نفي امكان وجوب الوجود ايضا ، والا لثبت له نقيضه ، وهو امكان وجوب الوجود ، فيثبت له وجوب الوجود كما سبق ، هذا خلف.

وأما ما قيل من عدم الحاجة الى الخبر وان « الا الله » مبتدأ وخبره « لا اله » اذ كان اصل الله اله ، فلما اريد الحصر زيد لا والا ، ومعناه الله معبود بالحق لا غيره.

ففيه انه مع كونه مخالفا لما عليه النحاة من وجوب تقدير الخبر ، يرد عليه ان الاعتراض باق على حاله ، اذ لا معنى لرفع ذات الاله ، بل لا بد من نفي وجوده او امكانه.

ومنهم من قال : ان هذه الكلمة نقلت شرعا الى نفي الامكان والوجود عن اله سوى الله ، مع الدلالة على وجوده تعالى ، وان لم يدل عليه لغة.

وفيه ان هذه الكلمة مشهورة بكلمة التوحيد ، فمن قالها فهو موحد ، وان لم يعلم او يثبت عنده الحقائق الشرعية ، وكذا تقدير مستحق للعبادة لا يدل على نفي التعدد مطلقا ، بل على نفي المستحق فقط.

والصوفية لما رأوا دلالتها مفهوما على وجود غيره تعالى وراموا التفصي عنه اولوها بحمل كلمة « الا » على معنى الغير ، وجعلوها بدلاً عن محل اله المنفي ، فصار المعنى : انتفى غيره تعالى مطلقا لا في صفة الالوهية.

وهذا هو التوحيد العامي الذي هو نفي الشرك الاعظم الجلي ، المثبت بالدليل المعقول والمنقول ، قالوا : والمناقشة بأنه لا يلزم من انتفاء غيره ثبوته ، مندفعة ؛ اذ لا شك في وجود موجود ما.

وما ذهب اليه السوفسطائية ، من انه لا موجود في الحقيقة ، بل هو خيال ووهم. فهو خيال موهوم ، وامر بطلانه معلوم.

وأنت وكل من له ادنى بصيرة اذا صرف بصيرته نحو هذا الكلام يعرف ان الغرض منه نفي الوهية ما سوى الله واثبات الوهيته ، لا نفي ما سواه بالكلية واثبات وجوده فقط.

وهل يليق بالحكيم العليم ان يقول في كتابه العزيز الى رسوله الكريم

{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ } [محمد : 19] ويريد به وحدته في الوجود؟! وهو يفيد وحدته في الالوهية.

وهم بمثل هذا التأويل المستكره يضلون ويضلون ، فطوبى للذين هم كما قال رسول الله ـ صلى الله عليه وآله : يحمل هذا العلم من كل خلف عدول ينفون عنه تحريف الغالين ، وانتحال المبطلين ، وتأويل الجاهلين (16).

وعلى تأويلهم هذا ، فمعنى كون هذه الكلمة توحيد انها تفيد ان الوجود واحد ، ويلزم منه ان يكون الاله واحداً ، فتكون دلالتها على وحدة الوجود مطابقة ، وعلى وحدة الاله التزاماً.

وهذا كما ترى صرف للكلام عن وجهه ، بل ابطال له بالكلية. وانما صرفوه الى ذلك ، وهم يعلمون قطعاً انه ليس المراد به ذلك ، لتغرير الناس في دعوتهم الى مذاهبهم الفاسدة وآرائهم الكاسدة ، فنزلوا القرآن على طبق رأيهم ومذهبهم ، وفسروه بأهوائهم واشتهائهم ، على علم منهم قطعاً انه غير مراد به ، فذرهم وما يشتهون.

ومنهم من رام ان يصرف عنه ، ويذب ما يرد عليه ، وهو يقول بالوحدة ، فقال : اعلم ان الذكر القلبي من اعظم علامات المحبة ، لان من احب احداً ذكره دائماً أو غالباً.

وان اصل الذكر عند الطاعة والمعصية سبب لفعل الطاعة وترك المعصية ، وهما سببان لزيادة الذكر ورسوخه ، وهكذا يتبادلان الى ان يستولي المذكور ، وهو الله سبحانه على القلب ويتجلى فيه.

فالذاكر حينئذ يحبه حباً شديداً ، ويغفل عن جميع ما سواه حتى نفسه ، اذ الحب المفرط يمنع عن مشاهدة غير المحبوب.

وهذا المقام يسمى مقام الفناء في الله ، والواصل الى هذا المقام لا يرى في الوجود الا هو ، وهذا معنى وحدة الوجود ، لا بمعنى انه تعالى متحد مع الكل ، لانه محال وزندقة ، بل بمعنى ان الموجود في نظر الفاني هو لا غيره ، لانه تجاوز عن عالم الكثرة ، وجعله وراء ظهره وغفل عنه فافهم انتهى.

ولنا على ابطال وحدة الوجود رسالة مفردة وجيزة ، نقلنا فيها زبدة اقوالهم وعمدة ما تشبثوا به عليها ، واشرنا فيها الى ما فيه وعليه ، فليطلب من هناك.
___________________

(1) التوحيد : 21 ـ 22

(2) التوحيد : 18 ح 1.

(3) التوحيد : 30 ح 34.

(4) كنز العمال : 1 / 35 ح 52.

(5) التوحيد : 21 ح 12.

(6) التوحيد : 19 ح 3.

(7) التوحيد : 21 ح 13.

(8) التوحيد : 23 ح 18.

(9) التوحيد : 25 ح 23.

(10) بحار الانوار : 93 / 202 ح 40 ، عن ثواب الاعمال.

(11) أصول الكافي : 2 / 520 ـ 521.

(12) بحار الانوار : 93 / 197 ح 23 ، عن ثواب الاعمال.

(13) كنز العمال : 1 / 46 ح 120 و ص : 57 ح 183.

(14) التوحيد : 30 ح 32.

(15) التوحيد : 20 ح 7.

(16) اختيار معرفة الرجال : 1 / 10.




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .