المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24

خالطو العمل الصالح بالسيّء
29-09-2015
استديو الخدع البصرية
22-11-2021
Magnification
4-1-2021
معنى كلمة نسو
10-1-2016
تموجات من حافة الزمان
2023-03-10
Cotangent
18-8-2018


التأمين العاطفي  
  
1914   09:55 صباحاً   التاريخ: 1-1-2017
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص220ـ221
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /

 إن حل كثير من المشاكل وأسرار الطفل يجب البحث عنه في الحنان والمحبة وتعبير الوالدين والمعلم عن حبهم له. ما أكثر الأطفال المتعطشين لمحبة الأب وابتسامة الأم وملاطفة المعلم له مما يجعله مستعداً للتنازل عن كل انواع التمرد والمشاغبة وان يكون منطقياً ومؤدبا. ثم ما أكثر الأطفال المتمارضين من أجل استمالة الوالدين واستقطاب حنانهما.

تعتبر المحبة عاملاً كبيراً في عملية التربية، فهي تستميل الجميع نحوها وتمهد لبروز حالة الاعتدال والتوازن في الأشخاص وتكون سبباً في نشوء الالفة والتواصل بين بني البشر حتى الذين لا يعرف بعضهم الآخر ولذا كان من الضروري استثمار هذا العامل لبناء شخصية الطفل.

ـ الحاجة الى المحبة :

ليس الطفل وحده بحاجة الى المحبة بل إن كل إنسان يستشعر الحاجة الى المحبة غير ان الطفل أكثر حاجة لها من غيره حتى يمكن القول بأنها من اهم متطلبات تكامل الشخصية. إن شخصية الإنسان تجد نفسها في ظل المحبة ويتأثر بها بشدة وان وجودها وعدمه ربما يكون سبب مواصلة الطريق الصحيح أو الانحراف عن الجادة.

الطفل المحروم من محبة العائلة يسعى بكل الوسائل الى لفت نظر الآخرين والتقرب اليهم، فقد يظهر بمظهر المظلوم أو ان يستسلم لمطاليب الآخرين غير المشروعة وهو سر كثير من حالات الانحراف في الأشخاص.

وبهذه الصورة يتعين على المربين من الوالدين وأولياء الأمور والمعلمين ان يتصرفوا بما لا يشعر الطفل بالحرمان في هذا المجال إذ يجب إشباعه بالمحبة دوماً وامتلاك قلبه بهذه المحبة كي لا يرتمي في احضان الآخرين أو يحس بالنقص.

ـ المحبة وحل المشاكل :

إن ذرة من المحبة تزيح أحياناً مشاكل كبيرة عن الطفل وتنقذه من حالة العصيان الممقوتة والانحراف وتخلصه من العقد وتمنحه الشهامة والشجاعة.

يحتاج الطفل عادة الى يد دافئة تمسد رأسه برأفة وتزيل عن قلبه وذهنه الهموم الناجمة عن العراك والنقص والصراع وتطمئن قلبه الصغير بحنو الوالدين والمربين.

إن الطفل الذي اختار العزلة في ركن من البيت بسبب حرمانه من الغذاء أو وسائل اللعب أو عدم القدرة على شراء ما يهوى بماذا تريده ان يفكر؟ لا بد انه يفكر بأنه لا قيمة للحياة في نظره ويجب ان ينقذ نفسه من هذه المعضلة.. إنه يفكر بأن والديه ظلماه وعليه فلا بد ان ينتقم منهما وبما أنه لا يملك القدرة على مواجهتهما فإنه يعمد الى المشاغبة والاذية و.. ولو مرر الأب والأم يديهما في هذه الحالة ومسدا على رأس الطفل فسيهدأ خاطره وتبدد كله مخططاته.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.