المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



رعايَة مقتَضَيات الزمان  
  
2244   12:55 مساءاً   التاريخ: 23-12-2016
المؤلف : محمد الريشهري
الكتاب أو المصدر : التنمية الاقتصادية في الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : ص218-220
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-05-24 622
التاريخ: 21-1-2016 1657
التاريخ: 21-1-2016 2507
التاريخ: 11-2-2018 2246

635ـ سفيان الثوري: قلت لأَبي عَبد الله (عليه السلام): أنتَ تَروي أن عَلي بنَ أبي طالب (عليه السلام) كانَ يَلبَس الخَشنَ، وأنتَ تَلبَس القوهي‏(1) وَالمَروي؟!

قالَ: وَيحَكَ! إن عَلي بنَ أبي‏ طالب (عليه السلام) كانَ في زَمان ضيق، فَإذَا اتسَعَ الزمان فَأَبرار الزمان أولى‏ به(2).

636ـ دعائم الإسلام: إن سفيانَ الثوري دَخَلَ عَلَيه [أي الإمام الصادق(عليه السلام)] فَرَأى‏ عَلَيه ثيابا رَفيعَة، فَقالَ: يَابنَ رَسول الله، أنتَ تحَدثنا عَن عَلي (عليه السلام) أنه كانَ يَلبَس الخَشنَ منَ الثياب وَالكَرابيس، وأنتَ تَلبَس القوهي وَالمَروي؟!

فَقالَ: وَيحَكَ يا سفيان، إن عَليا (عليه السلام) كانَ في زَمَن ضيق، وإن اللهَ قَد وَسعَ عَلَينا، ويستَحَب لمَن وَسعَ الله عَلَيه أن يرى‏ أثَر ذلكَ عَلَيه(3).

637ـ سفيان الثوري: دَخَلت عَلى‏ جَعفَر بن محَمد وعَلَيه جبة خَز دَكناء وكساء خَز، فَجَعَلت أنظر إلَيه تَعَجبا، فَقالَ لي: يا ثَوري، ما لَكَ تَنظر إلَينا ؟ لَعَلكَ تَعجَب مما تَرى ‏! فَقلت لَه: يابن رَسول الله، لَيسَ هذا من لباسكَ ولا لباس آبائكَ!

قالَ: يا ثَوري، كانَ ذلكَ زَمانَ افتقار وإقتار، وكانوا يَعمَلونَ عَلى‏ قَدر إقتاره وَافتقاره، وهذا زَمان قَد أسبَلَ كل شَي‏ء عَزاليَه. ثم حَسَرَ ردنَ جبته، فَإذا تَحتَها جبة صوف بَيضاء يَقصر الذيل عَن الذيل وَالردن عَن الردن، وقالَ: يا ثَوري، لَبسنا هذا لله‏ وهذا لَكم، فَما كانَ لله‏ أخفَيناه، وما كانَ لَكم أبدَيناه(4).

638ـ حماد بن عثمان: حَضَرت أبا عَبد الله (عليه السلام) وقالَ لَه رَجل: أصلَحَكَ الله! ذَكَرتَ أن عَلي بنَ أبي طالب (عليه السلام) كانَ يَلبَس الخَشنَ؛ يَلبَس القَميصَ بأَربَعَة دَراهمَ وما أشبَهَ ذلكَ، ونَرى‏ عَلَيكَ اللباسَ الجَديدَ!

فَقالَ لَه: إن عَلي بنَ أبي طالب (عليه السلام) كانَ يَلبَس ذلكَ في زَمان لا ينكَر (عَلَيه)، ولَو لَبسَ مثلَ ذلكَ اليَومَ شهرَ به؛ فَخَير لباس كل زَمان لباس أهله، غَيرَ أن قائمَنا أهلَ البَيت (عليهم السلام) إذا قامَ لَبسَ ثيابَ عَلي(عليه السلام)، وسارَ بسيرَة عَلي(عليه السلام)(5).

639ـ أحمد بن عمر: سَمعت بَعضَ أصحاب أبي عَبد الله (عليه السلام) يحَدث: أن سفيانَ الثوري دَخَلَ عَلى‏ أبي عَبد الله (عليه السلام) وعَلَيه ثياب جياد، فَقالَ: يا أبا عَبد الله، إن آباءَكَ لَم يَكونوا يَلبَسونَ مثلَ هذه الثياب!

فَقالَ لَه: إن آبائي (عليهم السلام) كانوا في زَمان مقفر مقتر، وهذا زَمان قَد أرخَت الدنيا عَزاليَها، فَأَحَق أهلها بها أبرارهم(6).

640ـ الإمام الرضا (عليه السلام): إن أهلَ الضعف من مَوالي يحبونَ أن أجلسَ عَلَى اللبود وألبَسَ الخَشنَ، ولَيسَ يَتَحَمل الزمان ذلكَ(7).

_____________

1ـ القوهي: ضرب من الثياب بيض (الصحاح: 6 / 2246).

2ـ مكارم الأخلاق: 1/218/642، رجال الكشي: 2/690/739 عن سفيان بن عيينة نحوه، بحار الأنوار: 47/62.

3ـ دعائم الإسلام: 2/155/550.

4ـ مطالب السؤول: 82؛ بحار الأنوار: 47/221/7.

5ـ الكافي: 1/411/4 وج 6/444/15 وفيه «الجيّد» بدل «الجديد»، بحار الأنوار: 40/336/18 وج 47/54/92.

6ـ رجال الكشي: 2/691/740، بحار الأنوار: 47/354/63 وج 79/315/27.

7ـ مكارم الأخلاق: 1/220/748 عن محمد بن عيسى عمن أخبره، بحار الأنوار: 79/309/13.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.