المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

Restricted Divisor Function
16-8-2020
{أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ}
2024-09-02
Occurrence and Extraction of Hg
22-1-2019
اثر فتح الاندلس
7-12-2018
تلفزيون
26-4-2020
الفور والتراخي
29-8-2016


النفقة على الغير عند تعارضهم مع نفقة أخرى  
  
1929   12:21 مساءاً   التاريخ: 23-12-2016
المؤلف : الشيخ حسان محمود عبد الله
الكتاب أو المصدر : مشاكل الاسرة بين الشرع والعرف
الجزء والصفحة : ص176-177
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /

 ... إذا تعارضت النفقة الواجبة على المعيل مع نفقة اخرى واجبة أيضا عليه, فعند ذلك يرجع الى الاولوية, فعند التعارض بين النفقة على النفس والنفقة على الغير فنفقة النفس مقدمة على نفقة الزوجة, وهي مقدمة على نفق الاقارب, ونفقة الأقرب منهم مقدمة على الأبعد, فالولد مقدم على ولد الولد  ولو تساووا في المرتبة وعجز عن الإنفاق علهم جميعا تخير بينهم لعدم الترجيح في نفس المرتبة , ويدل على هذا الأمر إضافة الى أن الدليل العقلي يدل على أنه عند التعارض بين الأهم والمهم فمن الطبيعي تقديم الأهم على المهم وهو المسمى عند الأصوليين بقاعدة التزاحم  ما ورد في الحديث الشريف عن رسول الله (صلى الله عليه واله) وهذا نصه :(روي أن رجلا جاء الى رسول الله (صلى اله عليه واله), فقال, معي دينار فقال : أنفقه على نفسك, فقال معي آخر, فقال أنفقه على ولدك, فقال : معي آخر فقال: انفقه على أهلك, فقال : معي آخر فقال: على خادمك, فال : معي آخر , فقال : أنفقه في سبيل الله)(1) .

وهذا الحديث الشريف يظهر بشكل واضح الترتيب في النفقة, وعدم وجوب النفقة على الغير إن كان لا يملك من النفقة إلا مقدار ما ينفق على نفسه, كما الذي كان لا يملك إلا دينارا في مفروض الرواية, وعندما تبين أنه يوجد لديه آخر طلب إليه الرسول (صلى الله عليه واله) أن ينفقه على زوجته وهكذا .

________________

1ـ كشف اللثام الجزء 7 ص 594 .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.