المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

لص الشراب
2024-01-07
صلح الحسن (عليه السلام)
29-11-2016
تمييز الاستنباط القضائي من الاجتهاد القضائي
2024-03-30
الوصول إلى بلاد بنت.
2024-04-03
Minimum Edge Cover
26-4-2022
ضريبة التشيّع من يتحمل مسؤوليتها؟
2024-09-24


التواصل قبل التأديب والقصاص  
  
2251   01:20 مساءاً   التاريخ: 13-12-2016
المؤلف : شيريل ايروين
الكتاب أو المصدر : دليل تربية الصبيان
الجزء والصفحة : ص120-125
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-1-2016 3591
التاريخ: 17-1-2016 2232
التاريخ: 20-4-2016 2356
التاريخ: 8-6-2022 1637

ثمة طرق عديدة لتعريف التأديب والحدود والعديد من الفلسفات بشان الطرق الاكثر فاعلية , الا ان ثمة مسالة واحدة لا لبس فيها وهي تلك التي تعبر عنها جاين نيلسون كالتالي : ((التواصل قبل التأديب والقصاص)). يجب ان يأتي التواصل او الارتباط اي بناء علاقة وثيقة بينك وبين ابنك قبل تصحيح سلوكه في الواقع, ان محاولات تغيير سلوك طفلك من دون ان تربطكما علاقة وثيقة اولاً ستكون محكومة بالفشل .

نعم , قد تحدثين تغييرا مؤقتا في سلوك ابنك بالعقاب او المكافأة او بفضل تقنيات اخرى لكن النتائج الطويلة الامد لن تكون على الارجح ايجابية بقدر ما تأملين . يتطلب التعليم الحقيقي بشان الشخصية ومهارات الحياة رابطا يقوم على الثقة والمحبة والانتماء غير المشروط . ستتخذين دوما قرارات افضل بشان تأديب ابنك عندما تتعلمين اولا تبني علاقة وطيدة به او ان تصححي علاقتك به .

ـ التأديب في مواجهة القصاص :

يحب ستيفان غلين , الذي يحمل شهادة دكتوراه والذي كتب العديد من الكتب في موضوع تربية الاولاد , ان يروي قصة امرأة تقدمت منه لتتحدث اليه بعد حوار عن مخاطر القصاص . قالت للدكتور غلين بحزم : ((تعرضت للعقاب والتوبيخ والصفع وانا حاليا بأحسن حال)) . التفت اليها الدكتور غلين بابتسامة وقال : ((انا واثق من ذلك . لكن ماذا لو كان مقدرا ان تصلي الى مكانة ارفع وموضع افضل يا سيدتي ؟)) .

ـ نتائج القصاص او العقاب :

القصاص هو شيء يقوم به شخص يتمتع بالسلطة والقوة لشخص اخر اقل سلطة وقوة على امل ان يحدث تغييرا في سلوكه . في الواقع , يستند نظام العدالة الجنائية لدينا الى العقاب , علما ان العقاب نادرا ما يعالج حال المجرم . يعتمد الاهل على القصاص كالصفع والضرب والاهانة والحرمان من الملكيات والامتيازات والاحتجاز والاذلال اعتقادا منهم انهم يعلمون ابناءهم ان يجنبوا الخيارات السيئة والسلوك السيء. ويبدوا ان العقاب ينجح على المدى القصير : فعندما تضرب الطفل يتوقف عن فعل ما كان يفعله لبعض الوقت على الاقل .

• معلومات ضرورية :

لا تنصح الاكاديمية الامريكية لأطباء الاطفال بالصفع مهما كان السبب وذلك استنادا الى دراسات عديدة اظهرت ان الصفع لا يؤدي الى تغييرات ايجابية طويلة الامد في السلوك. لكن وعلى الرغم من هذه التوصيات, لا يعارض 72% من الاهل في امريكا استخدام العقاب الجسدي كشكل من اشكال التأديب .

ان النتائج الطويلة الامد للعقاب والسيطرة المفرطة ليست مشجعة للأسف, فقد اظهر عدد كبير من الدراسات ان العقاب يؤدي على الارجح الى عكس ما يتمناه الاهل الملتزمون والمحبون. اجرى الدكتور مراي ستراوس من مختبر الابحاث العائلية في جامعة نيوهامشير دراسة طويلة الامد تابعت عائلات يستخدم فيها الاهل, الذين يتمتعون بضمير حي والذين لا يسيئون معاملة اولادهم, الصفع لتحسين سلوك ابنائهم. اكتشف ستراوس انه على الرغم من ان العائلات اشارت في بادئ الامر الى ان الصفع ينجح , الا ان هذه العائلات نفسها عادت واشارت الى ان حوادث سوء التصرف وقلة الاحترام تزداد لدى اولادهم .

ووجدت دراسة اخرى اجرتها مؤخرا في عام 2010 جامعة تولان ان الاطفال الذين يتعرضون للصفع بشكل متكرر في السن الثالثة هم اكثر ميلا لا يتصفوا بعدائية في سن الخامسة حتى عند وجود عوامل اخرى تعلل ذلك . وتظهر ان اشكال العقاب الجسدي الطفيفة تزيد من امكانية ظهور سلوك عدائي يتضمن الجدال او الصراخ او التنمر او التكسير او الشجار او تهديد الاخرين . يعتقد بعض الخبراء ان الصفع يفشل منذ البداية لأنه يولد الخوف بدلا من الفهم .

ثمة ابحاث تشير الى ان الولد يتذكر الشعور الذي انتابه وليس الدرس الذي ينبغي ان يتعلمه عند استخدام العقاب الذي يولد الخوف او الخزي. ومع مرور الوقت, يمكن للعقاب وللسيطرة المبالغ فيها ان يولدا التحدي والعصيان والمقاومة او الجبن والسلبية. ومن المرجح ان هذه الصفات لا ترد على اللائحة التي وضعتها لابنك. يقول الدكتور دان كيندلون والدكتور مايكل تومسون : ان الصبي يفقد انفتاحه على التعاطف والوعي والتواصل مع الاخرين عندما يختبر العقاب القاسي .

ـ ماذا عن المكافآت ؟

حسن, قد يخطر لك ان العقاب ليس بالفكرة الحسنة ربما الا ان بعض المكافآت لن تضره بالتأكيد. ألا يتعلم الاطفال اسرع عندما تتاح لهم فرصة كسب مكافآت من نوع ما ؟ يشيع استخدام المكافآت في مدارسنا وفي عائلاتنا: فالأساتذة يمنحون صورة لاصقة وامتيازات خاصة والعاب صغيرة. ويرسم الاهل خططا مفصلة ويشجعون الاولاد على القيام ببعض المهام في المنزل والحصول على علامات جيدة في المدرسة والتصرف بشكل لائق وحسن ليكسبوا مكافآت. سيصدم معظم الراشدين الحسني النية حين يكتشفون ان المكافآت تعيق الاداء وتثني الاولاد عن تجربة اشياء جديدة وتعلم مهارات جديدة .

• وقائع :

تدفع السيطرة المفرطة الاولاد الى البحث عن مكان خارجي يمارسون فيه سلطتهم الخاصة ما يعني ان سلوكهم يعتمد على من يراقبهم وعلى ما اذا كان هناك عقاب او مكافاة. يدفع التأديب اللطيف والحازم الاولاد الى تنمية السيطرة الداخلية على ذواتهم والقدرة على القيام بالشيء الصحيح والمناسب لان ((السبب وجيه وواضح)) .

تعلّم المكافآت الاطفال ان يحسنوا الاداء كي يتلقوا شيئا ما في المقابل. ويكمن خطر المكافآت في ان الاطفال مع مرور الزمن يرفعون الرهان اي ان الصبي الذي يرضى بان يجز العشب لقاء دولار واحد وهو في العاشرة سيطالب بخمسة دولارات عندما يبلغ سن الثانية عشرة . يعبر الفي كوهين عن ذلك بهذه الطريقة في كتابه الرائع punished by rewards  : (( ما تولده المكافآت والعقوبات هو اذعان مؤقت, وهي تشتري لنا الطاعة . اذا كان هذا ما نعنيه عندما نقول انها ناجحة فنعم انها تصنع العجائب. لكن اذا كنا مهتمين بالشخص الذي سيصبح عليه ابننا في المستقبل ... فالتلاعب السلوكي لم يساعد اي طفل يوما على تنمية حس الالتزام لديه ليصبح شخصا حنونا ومسؤولا )) . اذا كانت العقوبة والمكافآت لن تساعد ابنك على اكتساب الصفات المدرجة على لائحتك فما الذي سيفعل ذلك اذن ؟

التأديب اللطيف والحازم الذي يعلم يعتبر تعليم آداب السلوك او التأديب قرارا هاما لكافة الاهل بغض النظر عن جنس الولد. لا انه يبدو جليا ان اهل الصبي يجب ان يفكروا في ما يريدون تعليمه وفي ما سيتعلمه الولد . ان تعليم آداب السلوك في حد ذاته سهل جدا, والتأديب الفاعل سيعلم ابنك القيم الاخلاقية والقدرة على معرفة ما هو صحيح مما هو خطا والعمل الجاد وحب واحترام الاخرين فضلا عن التحلي بالنزاهة والمسؤولية والكفاءة .

 يمكن للتأديب الفاعل ان يكون سهلا كالحوار او قد يتطلب نتيجة اتفقت عليها مسبقا مع ابنك . يجب ان يكون التأديب لطيفا وحازما في الوقت نفسه. فالتأديب الفاعل والمحب سيسمح لابنك بان يثق بك وان يبقى على ارتباط بك وان يحترمك وان يتعلم ما يحتاج معرفته ليحسن التصرف في العالم. يمنح التأديب الحقيقي الولد ما يحتاجه وليس ما يريده وحسب .




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.