أقرأ أيضاً
التاريخ: 15-1-2016
3591
التاريخ: 17-1-2016
2232
التاريخ: 20-4-2016
2356
التاريخ: 8-6-2022
1637
|
ثمة طرق عديدة لتعريف التأديب والحدود والعديد من الفلسفات بشان الطرق الاكثر فاعلية , الا ان ثمة مسالة واحدة لا لبس فيها وهي تلك التي تعبر عنها جاين نيلسون كالتالي : ((التواصل قبل التأديب والقصاص)). يجب ان يأتي التواصل او الارتباط اي بناء علاقة وثيقة بينك وبين ابنك قبل تصحيح سلوكه في الواقع, ان محاولات تغيير سلوك طفلك من دون ان تربطكما علاقة وثيقة اولاً ستكون محكومة بالفشل .
نعم , قد تحدثين تغييرا مؤقتا في سلوك ابنك بالعقاب او المكافأة او بفضل تقنيات اخرى لكن النتائج الطويلة الامد لن تكون على الارجح ايجابية بقدر ما تأملين . يتطلب التعليم الحقيقي بشان الشخصية ومهارات الحياة رابطا يقوم على الثقة والمحبة والانتماء غير المشروط . ستتخذين دوما قرارات افضل بشان تأديب ابنك عندما تتعلمين اولا تبني علاقة وطيدة به او ان تصححي علاقتك به .
ـ التأديب في مواجهة القصاص :
يحب ستيفان غلين , الذي يحمل شهادة دكتوراه والذي كتب العديد من الكتب في موضوع تربية الاولاد , ان يروي قصة امرأة تقدمت منه لتتحدث اليه بعد حوار عن مخاطر القصاص . قالت للدكتور غلين بحزم : ((تعرضت للعقاب والتوبيخ والصفع وانا حاليا بأحسن حال)) . التفت اليها الدكتور غلين بابتسامة وقال : ((انا واثق من ذلك . لكن ماذا لو كان مقدرا ان تصلي الى مكانة ارفع وموضع افضل يا سيدتي ؟)) .
ـ نتائج القصاص او العقاب :
القصاص هو شيء يقوم به شخص يتمتع بالسلطة والقوة لشخص اخر اقل سلطة وقوة على امل ان يحدث تغييرا في سلوكه . في الواقع , يستند نظام العدالة الجنائية لدينا الى العقاب , علما ان العقاب نادرا ما يعالج حال المجرم . يعتمد الاهل على القصاص كالصفع والضرب والاهانة والحرمان من الملكيات والامتيازات والاحتجاز والاذلال اعتقادا منهم انهم يعلمون ابناءهم ان يجنبوا الخيارات السيئة والسلوك السيء. ويبدوا ان العقاب ينجح على المدى القصير : فعندما تضرب الطفل يتوقف عن فعل ما كان يفعله لبعض الوقت على الاقل .
• معلومات ضرورية :
لا تنصح الاكاديمية الامريكية لأطباء الاطفال بالصفع مهما كان السبب وذلك استنادا الى دراسات عديدة اظهرت ان الصفع لا يؤدي الى تغييرات ايجابية طويلة الامد في السلوك. لكن وعلى الرغم من هذه التوصيات, لا يعارض 72% من الاهل في امريكا استخدام العقاب الجسدي كشكل من اشكال التأديب .
ان النتائج الطويلة الامد للعقاب والسيطرة المفرطة ليست مشجعة للأسف, فقد اظهر عدد كبير من الدراسات ان العقاب يؤدي على الارجح الى عكس ما يتمناه الاهل الملتزمون والمحبون. اجرى الدكتور مراي ستراوس من مختبر الابحاث العائلية في جامعة نيوهامشير دراسة طويلة الامد تابعت عائلات يستخدم فيها الاهل, الذين يتمتعون بضمير حي والذين لا يسيئون معاملة اولادهم, الصفع لتحسين سلوك ابنائهم. اكتشف ستراوس انه على الرغم من ان العائلات اشارت في بادئ الامر الى ان الصفع ينجح , الا ان هذه العائلات نفسها عادت واشارت الى ان حوادث سوء التصرف وقلة الاحترام تزداد لدى اولادهم .
ووجدت دراسة اخرى اجرتها مؤخرا في عام 2010 جامعة تولان ان الاطفال الذين يتعرضون للصفع بشكل متكرر في السن الثالثة هم اكثر ميلا لا يتصفوا بعدائية في سن الخامسة حتى عند وجود عوامل اخرى تعلل ذلك . وتظهر ان اشكال العقاب الجسدي الطفيفة تزيد من امكانية ظهور سلوك عدائي يتضمن الجدال او الصراخ او التنمر او التكسير او الشجار او تهديد الاخرين . يعتقد بعض الخبراء ان الصفع يفشل منذ البداية لأنه يولد الخوف بدلا من الفهم .
ثمة ابحاث تشير الى ان الولد يتذكر الشعور الذي انتابه وليس الدرس الذي ينبغي ان يتعلمه عند استخدام العقاب الذي يولد الخوف او الخزي. ومع مرور الوقت, يمكن للعقاب وللسيطرة المبالغ فيها ان يولدا التحدي والعصيان والمقاومة او الجبن والسلبية. ومن المرجح ان هذه الصفات لا ترد على اللائحة التي وضعتها لابنك. يقول الدكتور دان كيندلون والدكتور مايكل تومسون : ان الصبي يفقد انفتاحه على التعاطف والوعي والتواصل مع الاخرين عندما يختبر العقاب القاسي .
ـ ماذا عن المكافآت ؟
حسن, قد يخطر لك ان العقاب ليس بالفكرة الحسنة ربما الا ان بعض المكافآت لن تضره بالتأكيد. ألا يتعلم الاطفال اسرع عندما تتاح لهم فرصة كسب مكافآت من نوع ما ؟ يشيع استخدام المكافآت في مدارسنا وفي عائلاتنا: فالأساتذة يمنحون صورة لاصقة وامتيازات خاصة والعاب صغيرة. ويرسم الاهل خططا مفصلة ويشجعون الاولاد على القيام ببعض المهام في المنزل والحصول على علامات جيدة في المدرسة والتصرف بشكل لائق وحسن ليكسبوا مكافآت. سيصدم معظم الراشدين الحسني النية حين يكتشفون ان المكافآت تعيق الاداء وتثني الاولاد عن تجربة اشياء جديدة وتعلم مهارات جديدة .
• وقائع :
تدفع السيطرة المفرطة الاولاد الى البحث عن مكان خارجي يمارسون فيه سلطتهم الخاصة ما يعني ان سلوكهم يعتمد على من يراقبهم وعلى ما اذا كان هناك عقاب او مكافاة. يدفع التأديب اللطيف والحازم الاولاد الى تنمية السيطرة الداخلية على ذواتهم والقدرة على القيام بالشيء الصحيح والمناسب لان ((السبب وجيه وواضح)) .
تعلّم المكافآت الاطفال ان يحسنوا الاداء كي يتلقوا شيئا ما في المقابل. ويكمن خطر المكافآت في ان الاطفال مع مرور الزمن يرفعون الرهان اي ان الصبي الذي يرضى بان يجز العشب لقاء دولار واحد وهو في العاشرة سيطالب بخمسة دولارات عندما يبلغ سن الثانية عشرة . يعبر الفي كوهين عن ذلك بهذه الطريقة في كتابه الرائع punished by rewards : (( ما تولده المكافآت والعقوبات هو اذعان مؤقت, وهي تشتري لنا الطاعة . اذا كان هذا ما نعنيه عندما نقول انها ناجحة فنعم انها تصنع العجائب. لكن اذا كنا مهتمين بالشخص الذي سيصبح عليه ابننا في المستقبل ... فالتلاعب السلوكي لم يساعد اي طفل يوما على تنمية حس الالتزام لديه ليصبح شخصا حنونا ومسؤولا )) . اذا كانت العقوبة والمكافآت لن تساعد ابنك على اكتساب الصفات المدرجة على لائحتك فما الذي سيفعل ذلك اذن ؟
التأديب اللطيف والحازم الذي يعلم يعتبر تعليم آداب السلوك او التأديب قرارا هاما لكافة الاهل بغض النظر عن جنس الولد. لا انه يبدو جليا ان اهل الصبي يجب ان يفكروا في ما يريدون تعليمه وفي ما سيتعلمه الولد . ان تعليم آداب السلوك في حد ذاته سهل جدا, والتأديب الفاعل سيعلم ابنك القيم الاخلاقية والقدرة على معرفة ما هو صحيح مما هو خطا والعمل الجاد وحب واحترام الاخرين فضلا عن التحلي بالنزاهة والمسؤولية والكفاءة .
يمكن للتأديب الفاعل ان يكون سهلا كالحوار او قد يتطلب نتيجة اتفقت عليها مسبقا مع ابنك . يجب ان يكون التأديب لطيفا وحازما في الوقت نفسه. فالتأديب الفاعل والمحب سيسمح لابنك بان يثق بك وان يبقى على ارتباط بك وان يحترمك وان يتعلم ما يحتاج معرفته ليحسن التصرف في العالم. يمنح التأديب الحقيقي الولد ما يحتاجه وليس ما يريده وحسب .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|