أقرأ أيضاً
التاريخ: 26-7-2019
1910
التاريخ: 26-10-2019
8618
التاريخ: 10-7-2019
1986
التاريخ: 5-12-2016
3533
|
لما انصرف رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) من الخندق ودخل المدينة واللواء معقود، أراد أن يغتسل من الغبار، فناداه جبرئيل: عذيرك من محارب، واللّه ما وضعت الملائكة لامتها، فكيف تضع لامتك؟ ان اللّه يأمرك أن لا تصلّي العصر إلا ببني قريظة، فإني متقدّمك ومزلزل بهم حصنهم.
فخرج رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وقال: ادعوا لي علياً، فجاء علي (عليه السلام) فقال له: ناد في الناس أن لا يصلينّ أحد العصر إلا في بني قريظة، فنادى فيهم، فخرج الناس، فبادروا إلى بني قريظة، وخرج رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وعلي (عليه السلام) بين يديه مع الراية العظمى في ثلاثة آلاف رجل وثلاثين فرساً، وذلك يوم الأربعاء لسبع بقين من ذي القعدة.
وكان حييّ بن أخطب لما انهزم الأحزاب جاء فدخل حصن بني قريظة، فجاء علي (عليه السلام) فأحاط بحصنهم، فأشرف عليهم كعب بن أسد من الحصن يشتمهم ويشتم نبيّهم.
فأقبل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وأنزل العسكر حول حصنهم فحاصرهم ثلاثة أيام، فنزل بعدها أحدهم إليه وقال: يا محمد تعطينا ما أعطيت إخواننا من بني النضير؟
فقال: لا، أو تنزلون على حكمي.
فرجع، واستمر الحصار خمساً وعشرين ليلة.
فلما اشتد عليهم ذلك وأيقنوا انّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) غير منصرف عنهم، قام سيّدهم كعب بن أسد وعرض عليهم ثلاث خصال: اما الإسلام، وإما قتل ذراريهم ونسائهم ثم القتال حتى يموتوا، وإما تبييت النبي (صلى الله عليه وآله) وأصحابه ليلة السبت، فإن المسلمين قد أمنوا منهم.
فأبوا كل ذلك، فأرسلوا إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) أن يبعث إليهم أبا لبابة بن عبد المنذر أخا بني عمرو بن عوف، وكانوا حلفاء الأوس، ليستشيروه في أمرهم، فأرسله إليهم.
زلة أبي لبابة وتوبته:
فلما جاء أبو لبابة إلى بني قريظة أحاطوا به وقالوا له: يا أبا لبابة، أترى أن ننزل على حكم محمد؟
قال : نعم، وأشار بيده إلى حلقه أنه الذبح.
قال أبو لبابة: فواللّه ما زالت قدماي من مكانهما حتى عرفت أني قد خنتُ اللّه ورسوله.
ثم انطلق أبو لبابة على وجهه فلم يأت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) حتى ارتبط في المسجد إلى عمود من عمده وقال: لا أبرح من مكاني هذا حتى يتوب اللّه عليَّ مما صنعت، وعاهد اللّه أن لا يطأ بني قريظة أبداً، ولا يراه اللّه في بلد خان اللّه ورسوله فيه أبداً.
فلما سمع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) خبره وكان قد استبطأه قال: أما لو جاءني لاستغفرتُ له، وأما إذ فعل ما فعل فما أنا بالذي أطلقه من مكانه حتى يتوب اللّه عليه.
فنزلت توبة أبي لبابة على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله)، فتولّى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) إطلاقه بيده الكريمة، فنزلت بنو قريظة على حكم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله).
حكمية سعد بن معاذ:
فلما نزلت بنو قريظة على حكم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) قالت الأوس: يا رسول اللّه قد فعلت في بني قينقاع ما قد فعلت وهم حلفاء إخواننا الخزرج، وهؤلاء موالينا.
فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) : ألا ترضون يا معشر الأوس أن يحكم فيهم رجل منكم؟
قالوا: بلى فمن هو؟
قال (صلى الله عليه وآله): فذلك سعد بن معاذ.
قالوا: قد رضينا بحكمه.
وكان رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) قد جعل سعد بن معاذ لما به من الجراح الذي أصابه من وقعة الأحزاب في خيمة في المسجد تسكنها رفيدة امرأة صالحة تقوم على المرضى وتداوي الجرحى تحتسب بذلك الأجر، ليعوده من قريب، فأرسل رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) إلى سعد ليؤتى به ليحكم في بني قريظة، فآتى به في محفّة وهو سرير يحمل عليه المريض، وأحاط به قومه وهم يقولون: يا أبا عمرو، أحسن في مواليك، فإنما ولاّك رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) ذلك لتحسن فيهم.
فقال : لقد آن لسعد أن لا تأخذه في اللّه لومة لائم، فأحسّ قومه من كلامه هذا، انه يريد أن يحكم فيهم بما حكم به اليهود أنفسهم: من الحكم بقتل المحاربين وسبي ذراريهم ونسائهم ومصادرة أموالهم إذا كان الفتح لهم، وبما عاهد اليهود أنفسهم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): من انهم لو نقضوا عهدهم معه كان له الحق في قتلهم ومصادرة أموالهم وسبي ذراريهم ونسائهم، ولذلك قالوا: وا قوماه ذهب واللّه بنو قريظة.
فلما استقرّ بسعد المجلس، التفت إلى اليهود وقال لهم: يا معشر اليهود أرضيتم بحكمي فيكم؟
قالوا: بلى قد رضينا بحكمك، فأعاد عليهم القول.
فقالوا: بلى يا أبا عمرو.
عندها التفت سعد إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وقال اجلالاً له: بأبي أنت واُمّي يا رسول اللّه ما ترى؟
قال (صلى الله عليه وآله): احكم فيهم يا سعد، فقد رضيت بحكمك فيهم.
فقال سعد : قد حكمت يا رسول اللّه أن تقتل رجالهم، وتسبي نساءهم وذراريهم، وتقسّم غنائمهم وأموالهم بين المهاجرين والأنصار.
فنفّذ المسلمون حكم سعد فيهم فساقوا الاُسارى إلى المدينة، وأمر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بأن يحفروا حفراً في البقيع، فلما أمسى أمر بإخراج رجل رجل، فاُخرج كعب بن أسد، فلما نظر إليه رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) قال له: يا كعب أما نفعك وصية ابن حواش الحبر الذي أقبل من الشام وقال: تركت الخمر والخمير، وجئت إلى البؤس والتمور، لنبي يبعث، هذا أوان خروجه، يكون مخرجه بمكّة، وهذه دار هجرته، وهو الضحوك الذي يجتزئ بالكسرة والتميرات، ويركب الحمار العاري، في عينيه حمرة، وبين كتفيه خاتم النبوّة، يضع سيفه على عاتقه لا يبالي من لاقى منكم، يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر؟
فقال كعب : قد كان ذلك يا محمد، ولولا أن اليهود يعيّروني اني جزعت عند القتل لآمنتُ بك وصدقتك، ولكني على دين اليهود عليه أحيا وعليه أموت.
فأمر رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بضرب عنقه، فضربت.
ثم قدّم حييّ بن أخطب فضربت عنقه، ثم ضربت أعناق الباقين، وكانوا قليلين جداً.
ويؤيّد ذلك سيرة الرسول (صلى الله عليه وآله) في التقليل من القتل حسب الإمكان.
واصطفى (صلى الله عليه وآله) لنفسه من نسائهم ريحانة بنت عمرو ثم قسم رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) بين المسلمين الأموال والنساء والذراري، وذلك بعد أن أخرج خمسها.
شهداء الخندق وقريظة:
وكان قد استشهد من المسلمين يوم الخندق وقريظة: سعد بن معاذ، فإنه بعد أن حكم في بني قريظة، انفجر جرحه بالدم فأرجعوه إلى خيمته الذي ضربت عليه في المسجد، فما لبث أن نزل جبرئيل على رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وقال: من هذا العبد الصالح الذي مات، فقد فتحت له أبواب السماء وتحرك له العرش.
فخرج رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) إلى المسجد فإذا بسعد بن معاذ قد قبض.
وممن استشهد يوم الخندق وقريظة: الطفيل بن النعمان، وأنس به اوس، وعبداللّه بن سهل، وثعلبة بن غنمة، وكعب بن زيد، وخلاد بن سويد الذي طرحت عليه امرأة من بني قريظة رحى فقتلته به، ومات في الحصار أبو سنان بن محصن أخو عكاشة بن محصن.
مع ابن باطا:
وكان لابن باطا وهو من رؤساء بني قريظة يد عند ثابت بن قيس، فأتى ثابت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وقال: يا رسول اللّه كان لابن باطا عندي يد وقد أحببتُ أن أجزيه بها فهب لي دمه.
فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله): هو لك.
فأتاه فأخبره بذلك.
فقال ابن باطا : شيخ كبير لا أهل له ولا ولد فما يصنع بالحياة؟
فأتى ثابت إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وقال: يا رسول اللّه أهله وولده.
قال (صلى الله عليه وآله): هم لك.
فأتاه فأخبره بذلك.
فقال: أهل بيت بالحجاز لا مال لهم فما بقاؤهم على ذلك؟
فأتى ثابت إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) وقال: ماله يا رسول اللّه.
قال (صلى الله عليه وآله): هو لك.
فأتاه فأخبره بأنّ ماله له وفاءاً.
عند ذلك قال ابن باطا لثابت: أين كعب بن أسد؟
قال ثابت : قتل.
قال: فما فعل حييّ بن أخطب؟
قال : قتل.
قال: وما هي حال غزال بن شمول؟
قال : قتل.
فلما سمع ابن باطا بقتل هؤلاء قال لثابت: أسألك بيدي عندك يا ثابت إلاّ ما ألحقتني بالقوم، فواللّه ما في العيش بعد هؤلاء من خير، فما أنا بصابر حتى ألقى الأحبّة، فلمّا رأى ثابت هذه اللجاجة من ابن باطا مع ما منّ عليه رسول اللّه(صلى الله عليه وآله) من العفو عنه وعن أهله وأولاده وماله غضب وقال: لا بأس، ثم قدمه وضرب عنقه.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|