المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



لغة الفيلسوف وتجربة التوسط  
  
1931   12:55 مساءاً   التاريخ: 1-12-2016
المؤلف : د. جمال عبد الفتاح
الكتاب أو المصدر : مهارات الحياة
الجزء والصفحة : ص39-40
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-3-2022 2157
التاريخ: 19-9-2019 1733
التاريخ: 2024-09-23 180
التاريخ: 1-12-2016 1866

لا يتعامل الفيلسوف مع الحاضر بشكل مباشر ، فلكي يتحدث فلسفيا عن معيشه اليومي , وعن قضايا عصره ، عليه الانفلات من أسرها والتعالي عليها . فهو يلتجئ إلى لغة المفاهيم والبلاغة  إنه يصرح، يستدل، يعرف، يبني، يقارن كما أنه يشير ، يرمز ، يلمح ، يتمثل ، يتخيل  يستعير، لغتان لتجربة وجودية فريدة . بعض من لغة العلم ، وبعض من لغة الفن والأدب هذا اللجوء إلى التوسط ، دشنته الفلسفة الإغريقية ، إذ تم معها ، إخراج الكلام الشفوي ونظام القول  من مجال التواصل الوظيفي المباشر، إلى مجال قول الحقيقية واحتكار سحر الكلمة وامتلاك الحقيقة والدفاع عنها بلاغيا. ابتداء من هذه اللحظة الإغريقية (السفسطائية ثم الحوار السقراطي)، سيحل المفهوم بدل المعطى، الدال بدل المدلول، الاستعارة بدل الواقع أو الشيء المجرد بدل المشخص. ولكي يبحث الفيلسوف عن الكلام الدال ، عن قول الحقيقية ، كان لا بد له من أن يضيء علاقته باللغة، تلك العلاقة التي ظلت غامضة وملتبسة إلى اليوم, إنها ستجعل من الخطاب الفلسفي، يظهر ويتحقق، كلما (نجح) الفيلسوف في جعل اللغة ، مسكونة بذات مخصوصة . بهذا المعنى ، تعامل (دولوز) مع الخطاب الفلسفي، كخطاب منتج لتصورات ومفاهيم، هي عبارة عن  شخصيات مفهومية .

غير أن الفيلسوف , يعجز في كثير من الأحيان ، إضاءة علاقته باللغة ؛ لأن هذه الأخيرة ليست شيئا معطى قبل التفكير والكتابة . لغة الفلسفة ، ليست حقيقة منتهية ونهائية ، هي ذاتها تفكير ومشروع الفيلسوف لقول وكتابة الحقيقة ؛ إنها بحث في (الغائب الأبدي), بطرق مختلفة  وبأدوات ومفاهيم نظرية ، تعود بنا ، وهذا هو الأساس ، إلى فكرة الأصل ، والولادة  والأساس والمبدأ. لغة الفيلسوف لا تنفصل عن تفكيره في البدء والبداية، أي التفكير في لغة الوجود وسؤال الأشياء والظواهر.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.