أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-2-2017
2775
التاريخ: 10-2-2017
3233
التاريخ: 10-2-2017
3339
التاريخ: 3-2-2017
16725
|
قال تعالى : {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً} [النساء : 37] .
{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ} : أي يمنعون ما أوجب الله عليهم من الزكوات وغيرها ، واختاره الجبائي ، وأبو مسلم . وقيل : معناه الذين يبخلون بإظهار ما علموه من صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، عن ابن عباس ، ومجاهد ، والسدي ، وابن زيد ﴿ويأمرون الناس بالبخل﴾ ويأمرون غيرهم بذلك . وقيل : يأمرون الأنصار بترك الإنفاق على رسول الله ، وعلى أصحابه ، عن ابن عباس . وقيل : يأمرون بكتمان الحق ﴿ويكتمون ما آتاهم الله من فضله﴾ : أي ويجحدون ما آتاهم الله من اليسار والثروة ، اعتذارا لهم في البخل . وقيل : معناه يكتمون ما عندهم من العلم ، ببعث النبي ومبعثه . والأولى أن تكون الآية عامة في كل من يبخل بأداء ما يجب عليه أداؤه ، ويأمرون الناس به ، وعامة في كل من كتم فضلا آتاه الله تعالى من العلم وغيره من أنواع النعم التي يجب إظهارها ، ويحرم كتمانها . وقد ورد في الحديث : " إذا أنعم الله تعالى على عبد نعمة ، أحب أن يرى أثرها عليه " ﴿وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا﴾ : أعددنا للجاحدين ما أنعم الله عليهم ، عذابا يهانون فيه ، ويذلون ، فأضاف الإهانة إلى العذاب ، إذ كان يحصل به .
____________________
1. تفسير مجمع البيان ، ج3 ، ص 84-85 .
{الَّذِينَ يَبْخَلُونَ ويَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} . بعد أن أمر سبحانه في الآية السابقة بالبذل والإحسان هدد في هذه الآية من يبخل ، ويأمر غيره بالبخل . .
وكل بخيل يأمر الناس بالبخل ، بل كل مسيء يود أن يجد له أقرانا وأمثالا ، لكي تتوزع المسؤولية على الجميع : ويتقي ألسنة القدح والذم . . وبديهة ان كثرة اللصوص لا تبرر اللصوصية ، وتجعلها حلالا ، بل تضاعف من جرمها وجريرتها .
وما رأيت كلاما تستجيب له النفس كالأمر بالبخل والإمساك ، ذلك ان المال عزيز يعادل الروح ، ولا تسخو بشيء منه - في الغالب - إلا بعد جهد جهيد ، والأمر بالإمساك يصادف هوى في النفس ، فتستجيب له بيسر وسهولة . .
قال الشيخ محمد عبده عند تفسير هذه الآية : ان للآمرين بالبخل شبهة قوية ، وقد أثرت في نفسي ، فكنت أرد الدراهم إلى جيبي بعد إخراجها ، لأن المنفرين من الإنفاق كانوا يقولون لي : ان هذا غير مستحق ، وإعطاؤه إضاعة ، فإذا وضعت المال في مكان آخر يكون خيرا وأولى .
والصحيح ما قلناه : ان الأمر بالبخل إنما يؤثر على المرء حين يجد هوى في نفسه ، لا لقول المنفرين وشبهتهم ، ومهما يكن ، فان العظيم هو الذي يتغلب على هوى نفسه ، ويرغمها على تقبل الشاق العسير ، ان كان فيه خيرها وصلاحها .
قال الإمام علي (عليه السلام) : أفضل الأعمال ما أكرهت نفسك عليه . وفي الحديث : أفضل الأعمال أحمزها ، أي أشقها .
{ويَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ} . وفضل اللَّه سبحانه يشمل كل نعمة ، ومنها المال والعلم . وكتمان العلم محرم ، ونشره واجب ، ولكن بأسلوب يبشر ولا ينفر ، ويقرب ولا يبعد ، لأن العلم وسيلة ، والعمل هو الغاية .
وقال بعض العلماء : ان الغني إذا كتم غناه ، وتفاقر أمام الناس فقد فعل محرما ، واستدل بهذه الآية ، وبقوله تعالى : { وأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ - 11 الضحى } . وفي الحديث : إذا أنعم اللَّه على عبد نعمة أحب ان يرى أثر نعمته عليه .
{وأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً} . سياق الآية يدل على ان المراد بالكافرين هنا الذين كتموا فضل اللَّه ونعمته ، وعن الإمام موسى بن جعفر الصادق (عليه السلام) انه قال : التحدث بنعم اللَّه شكر ، وترك ذلك كفر . وفي الآية 7 من سورة إبراهيم : { لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ولَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ } . وعلى هذا يحمل الكفر في الآية على كفران النعم ، لا على الكفر بمعنى جحود الألوهية .
_____________________
1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 323 – 324 .
قوله تعالى : { الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ } الآية أمرهم الناس بالبخل إنما هو بسيرتهم الفاسدة وعملهم به سواء أمروا به لفظا أو سكتوا فإن هذه الطائفة لكونهم أولي ثروة ومال يتقرب إليهم الناس ويخضعون لهم لما في طباع الناس من الطمع ففعلهم آمر وزاجر كقولهم ، وأما كتمانهم ما آتاهم الله من فضله فهو تظاهرهم بظاهر الفاقد المعدم للمال لتأذيهم من سؤال الناس ما في أيديهم ، وخوفهم على أنفسهم لو منعوا وخشيتهم من توجه النفوس إلى أموالهم ، والمراد بالكافرين الساترون لنعمة الله التي أنعم بها ، ومنه الكافر المعروف لستره على الحق بإنكاره .
_______________________
1. تفسير الميزان ، ج4 ، ص 301 .
الإنفاق رياء والإنفاق قربة :
[هذه الآية فيها] إشارة إلى المتكبرين إذ تقول : {الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ} هذا مضافا إلى أنّهم يسعون دائما أن يخفوا عن الآخرين ما تفضل الله عليهم به من الخير كيلا يتوقع المجتمع منهم شيئا {وَيَكْتُمُونَ ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ}.
ثمّ يقول عن نهاية هذا الفرق من الناس وعاقبة أمرهم : {وَأَعْتَدْنا لِلْكافِرِينَ عَذاباً مُهِيناً} ولعل السرّ في استخدام هذا التعبير في حق هذه الطائفة هو أن «البخل» ينبع في الغالب من الكفر ، لأنّ البخلاء لا يمتلكون الإيمان الكامل بالمواهب الربانية المطلقة والوعود الإلهية العظيمة للمحسنين. إنّهم يتصورون أنّ مساعدة الآخرين وتقديم العون إليهم يجرّ إليهم التعاسة والشقاء .
وأمّا الحديث عن الخزي في عذاب هؤلاء ، فلأن الجزاء المناسب للتكبر والاستكبار هو العذب المهين .
ثمّ إنّه لا بدّ من الالتفات إلى أنّ البخل لا يختص بالأمور المالية ، بل يشمل كل نوع من أنواع الموهبة الإلهية ، فثمّة كثيرون لا يعانون من صفة البخل الذميمة في المجال المالي ، ولكنّهم يبخلون عن بذل العلم أو الجاه أو الأمور الاخرى من هذا القبيل .
__________________________
1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص 132-133 .
|
|
لتجنب "بكتيريا قاتلة".. تحذير من أطعمة لا يجب إعادة تسخينها
|
|
|
|
|
الهند تنجح بإطلاق صاروخ باليستي من غواصة نووية
|
|
|
|
|
شعبة فاطمة بنت أسد تقيم برنامج زينة الحياة القرآني للأطفال
|
|
|