أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-2-2017
4460
التاريخ: 13-2-2017
5828
التاريخ: 5-2-2017
7199
التاريخ: 24-2-2017
4490
|
قال تعالى : {يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً} [النساء : 28] .
{يريد الله أن يخفف عنكم} : يعني في التكليف في أمر النساء والنكاح بإباحة نكاح الإماء عن مجاهد وطاووس ويجوز أن يريد التخفيف بقبول التوبة والتوفيق لها . ويجوز أن يريد التخفيف في التكليف على العموم وذلك أنه تعالى خفف عن هذه الأمة ما لم يخفف عن غيرها من الأمم الماضية . {وخلق الإنسان ضعيفا} في أمر النساء وقلة الصبر عنهن . وقيل : خُلق الإنسان ضعيفا يستميله هواه وشهوته ويستشيطه خوفه وحزنه .
___________________
1. تفسير مجمع البيان ، ج3 ، ص67 .
{يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ} . في تحليل من أحل لكم من النساء ، بل في غيرها أيضا ، قال تعالى : {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ ولا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ - 185 البقرة} . { وما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ - 78 الحج } . وفي الحديث الشريف : ( جئتكم بالحنيفية السهلة السمحة ) .
{وخُلِقَ الإِنْسانُ ضَعِيفاً} في مقاومة الدواعي والبواعث إلى الطيبات والملذات ، بخاصة لذة الجنس ، ومن أجل هذا أحل اللَّه التمتع بالنساء ضمن الحدود التي سبق بيانها . . وفي الأساطير ان إبليس قال لموسى (عليه السلام) : ما خلا رجل بامرأة إلا كنت صاحبه ، دون أصحابي .
وما رأيت أحدا صوّر ضعف الإنسان في نفسه وجسمه كالإمام علي (عليه السلام) حيث قال : « ان سنح له الرجاء أذله الطمع ، وان هاج به الطمع أهلكه الحرص ، وان ملكه اليأس قتله الأسف . . وان ناله الخوف شغله الحذر ، وان أصابته مصيبة فضحه الجزع ، وان عضته الفاقة شغله البلاء » . . وقال : مسكين ابن آدم مكتوم الأجل ، مكنون العلل ، محفوظ العمل ، تؤلمه البقة ، وتقتله الشرقة ، وتنتنه العرقة .
وكما صوّر الإمام جهة الضعف في الإنسان فقد صوّر أيضا جهة القوة والعظمة فيه ، من ذلك قوله : ( الإنسان يشارك السبع الشداد ) أي ان موهبته لا تقف عند حد الظروف التي تحيط به ، بل يتعداها إلى القمر والزهرة والمريخ ، وسائر ما في الكون يسخره لحاجاته وأغراضه . . لقد أشار الإمام إلى ضعف الإنسان كي لا يركن إلى قوته ويغتر بها ، فيطغى ، وأشار إلى قوته كي لا يستسلم للضعف ان أصابه ، فينصرف عن الجهاد والعمل . . والعاقل من يناضل ، وهو على حذر من المخبآت والمفاجئات .
___________________________
1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 302-303 .
قوله تعالى : { يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً } كون الإنسان ضعيفا لما ركب الله فيه القوى الشهوية التي لا تزال تنازعه في ما تتعلق به من المشتهيات ، وتبعثه إلى غشيانها فمن الله عليهم بتشريع حلية ما تنكسر به سورة شهوتهم بتجويز النكاح بما يرتفع به غائلة الحرج حيث قال : { وَأُحِلَّ لَكُمْ ما وَراءَ ذلِكُمْ } وهو النكاح وملك اليمين فهداهم بذلك سنن الذين من قبلهم ، وزادهم تخفيفا منه لهم لتشريع نكاح المتعة إذ ليس معه كلفة النكاح وما يستتبعه من أثقال الوظائف من صداق ونفقة وغير ذلك.
وربما قيل : إن المراد به إباحة نكاح الإماء عند الضرورة تخفيفا. وفيه : أن نكاح الإماء عند الضرورة كان معمولا به بينهم قبل الإسلام على كراهة وذم ، والذي ابتدعته هذه الآيات هو التسبب إلى نفي هذه الكراهة والنفرة ببيان أن الأمة كالحرة إنسان لا تفاوت بينهما ، وأن الرقية لا توجب سقوط صاحبها عن لياقة المصاحبة والمعاشرة.
وظاهر الآيات ـ بما لا ينكر ـ أن الخطاب فيها متوجه إلى المؤمنين من هذه الأمة فالتخفيف المذكور في الآية تخفيف على هذه الأمة ، والمراد به ما ذكرناه.
وعلى هذا فتعليل التخفيف بقوله : { وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً } مع كونه وصفا مشتركا بين جميع الأمم ـ هذه الأمة والذين من قبلهم ـ وكون التخفيف مخصوصا بهذه الأمة إنما هو من قبيل ذكر المقتضي العام والسكوت عما يتم به في تأثيره فكأنه قيل : إنا خففنا عنكم لكون الضعف العام في نوع الإنسان سببا مقتضيا للتخفيف لو لا المانع لكن لم تزل الموانع تمنع عن فعلية التخفيف وانبساط الرحمة في سائر الأمم حتى وصلت النوبة إليكم فعمتكم الرحمة ، وظهرت فيكم آثاره فبرز حكم السبب المذكور وشرع فيكم حكم التخفيف وقد حرمت الأمم السابقة من ذلك كما يدل عليه قوله : { رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً كَما حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنا } [ البقرة : 286 ] ، وقوله : { هُوَ اجْتَباكُمْ وَما جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ) : [ الحج : 78 ].
ومن هنا يظهر أن النكتة في هذا التعليل العام بيان ظهور تمام النعم الإنسانية في هذه الأمة.
__________________________
1. تفسير الميزان ، ج4 ، ص 240 – 241 .
{ يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسانُ ضَعِيفاً} وهذه الآية إِشارة إِلى أنّ النقطة التالية وهي أنّ الحكم السابق في مجال حرية التزوج بالإِماء بشروط معينة ما هو ـ في الحقيقة ـ إِلاّ تخفيف وتوسعة ، ذلك لأنّ الإِنسان خلق ضعيفاً ، فلابدّ وهو يواجه طوفان الغرائز المتنوعة الجامحة التي تحاصره وتهجم عليه من كل صوب وحدب أن تطرح عليه طرق ووسائل مشروعة لإِرضاء غرائزه ، ليتمكن من حفظ نفسه من الإِنحراف والسقوط .
______________________
1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص 103 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|