أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-11-2014
2147
التاريخ: 6-10-2014
2358
التاريخ: 23-10-2014
2212
التاريخ: 10-10-2014
2140
|
قال تعالى : {وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعًا} [الرعد : 31].
ان هذه الآية تصور الطريقة التي يفكر بها الطغاة الذين تقوم حياتهم على استغلال الضعفاء واستعبادهم . . فلا الفطرة والعقل ، ولا الحس والمشاهدة ، ولا الخوارق والمعجزات ، ولا شيء يغير من عتو الطغاة المستغلين وضراوتهم . . والدافع الأول والأخير هو إخلاصهم لوجودهم وكيانهم الذي يقوم على السلب والنهب . . ومع هذا يريدهم محمد (صلى الله عليه واله) أن يعترفوا به وبالقرآن . . ولماذا يعترفون ؟ . ألان الجبال تسير - بكتاب من السماء - بلا عجلات ، وتكلمهم الأموات ؟ . ثم ماذا ؟ . وأية جدوى لهم في ذلك ، بل وفي رؤية اللَّه وجها لوجه ؟ . هل تزداد أرباحهم ، وتكثر أموالهم ؟ .
هذا هو تفكيرهم ، وهذه هي اللغة التي يفهمونها ويصغون إليها ، ولا يستمعون إلى غيرها . . لغة الكسب والربح الجنيه والدولار ، اما الحق والعدل ، اما المنطق والعقل فحديث خرافة يصدقه الأطفال ، ويؤمن به الجهال . . وهل بعد هذا يسأل سائل : كيف لم يؤمن الطغاة بمحمد ، ودعوته دعوة العدل والإحسان ؟ .
وأي ذنب أعظم من هذه الدعوة التي تستأصل الظلم والفساد من الجذور ؟ . وأي عاقل يوقع بيده الحكم بإعدامه ؟ .
بهذه الطريقة وحدها يفكر الذين تقوم حياتهم على السلب والنهب في كل زمان ومكان . . فكر بها أبو جهل وأبو سفيان في عهد محمد (صلى الله عليه واله) ، وفكر بها في عصرنا هتلر وموسوليني ، وتفكر بها اليوم وفي عصر الفضاء الدول الاستعمارية بقيادة أمريكا ، وكفى دليلا على ذلك انها تضغط بكل قواها على أعضاء الأمم المتحدة كي يتجاهلوا أية قضية تمت إلى العدالة بسبب ، فإذا فشلت في هذا الميدان وقفت موقفا صريحا ومعاديا لكل شعب يطلب العدل والانصاف من المعتدين عليه ، وناصرت الظلم والطغيان أينما كان ويكون ، وسواء أجاء من إسرائيل أم البرتغال أم الحكومة العنصرية في روديسيا وجنوب إفريقيا ، أو غيرها . . والسر هو اخلاص الولايات المتحدة لطبيعتها أو لنظامها كقائد للاستعمار الحديث في هذا العصر ، ومصير هذه القيادة تماما كمصير النازية الهتلرية وغيرها ، وقد ظهرت الدلائل في فيتنام ، أما الاستياء من سياسة المستعمرين فقد عم الشرق والغرب ولن يمر هذا الاستياء دون أن يترك أثره الفعال .
وكنت من قبل أعجب من بعض الناس كيف يستهينون بالطيبين المخلصين ، ولا يقدرونهم حق قدرهم ، وكيف يرونهم كغيرهم من الأناس العاديين ، حتى ولو أتوا بالعجب العجاب ، وضحوا بأعز ما يملكون من أجل احقاق الحق ، عجبت من ذلك حتى وصلت بالتفسير إلى هذه الآية فأدركت ان هذا التفكير ليس مقصورا على من أفسد وطغى بالفعل ، فإن كثيرا من الناس قد أسقطوا من حسابهم جميع الفضائل والقيم ، ولم يقيموا وزنا الا للكسب والربح تماما كغيرهم من الذين حاربوا محمدا ، ووقفوا في هيئة الأمم ومجلس الأمن في جانب إسرائيل وعدوانها سوى ان هؤلاء تمهد لهم السبيل إلى الفساد والطغيان فسلكوه ، ولما عجز عنه الذين يستهينون بالخير وأهله وقفوا موقف الحياد .
( أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنْ لَوْ يَشاءُ اللَّهُ لَهَدَى النَّاسَ جَمِيعاً ) .
قال الطبري : اختلف أهل المعرفة بكلام العرب في معنى قوله تعالى : أفلم ييئس . .
ثم قال : والصواب إن تأويل ذلك أفلم يتبين ، ونقل هذا التفسير عن جماعة كثر ، منهم الإمام علي ( عليه السلام ). ونحن من الذين يؤمنون بأن أهل البيت أدرى بالذي فيه . ومهما يكن فإن المقصود بالذين آمنوا صحابة الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله) حيث تمنوا متلهفين ان يؤمن المشركون باللَّه ورسوله ، فقال لهم جلت عظمته : إلى متى تطمعون في إيمان المشركين ؟ . ألم تعلموا وتتبينوا انهم لا يؤمنون بحال حتى ولو كلمهم الموتى ، وسارت الجبال ؟ . . دعوهم وطغيانهم ، ولو شاء اللَّه أن يلجئهم إلى الايمان لفعل ، ولكن حكمته تعالى قضت بأن يترك الإنسان وما يختاره لنفسه حرصا على حريته وإنسانيته ، ولو سلبه الحرية والإرادة لم يكن شيئا مذكورا ، ولما استحق مدحا أو ذما ، ولا ثوابا أو عقابا . انظر تفسيرنا لقوله تعالى : {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ } [هود : 118] .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|