أقرأ أيضاً
التاريخ: 4-10-2016
1022
التاريخ: 8-10-2016
3358
التاريخ: 8-10-2016
974
التاريخ: 21-6-2019
2134
|
طرق الاتصال بين بلاد الشام وبلاد الرافدين:
يرتبط العراق غربا مع بلاد الشام وسواحل البحر الابيض المتوسط بطريقين مهمين ينطلق الأول من مدينة سبار (ابو حبة) ويسير بموازاة نهر الفرات ماراً بمدينة هيت(1) فمدينة ماري ثم منطقة البو كمال ودير الزور ويستمر في سيره في بادية الشام ماراً بمدينة تدمر حتى يصل حمص التي ينقسم فيها الطريق الى عدة فروع تؤدي كلها الى موانئ البحر المتوسط ودمشق وفلسطين(2). وكان اصعب جزء في هذا الطريق المسافة التي يخترق فيها البادية التي يمتد طولها زهاء (500 كم تقريباً)، ولذلك فان استخدامه لم يكن أمراً سهلاً للقوافل التجارية والحملات العسكرية على حد سواء لان ذلك يتطلب حمل كميات كبيرة من المؤونة. كما ان هذا الطريق كان معرضاً للهجمات المستمرة من قبل البدو الرحل الذين يجوبون البادية(3). لذلك كان يفضل الطريق الثاني الذي يبتدئ من نينوى ويجتاز منطقة الجزيرة من الشرق الى الغرب ماراً بجملة مدن ومستوطنات مثل شوبات انليل(4) (من المحتمل انها شغار بازار) وكوزانا (تل حلف) وحران(5). ويعبر الفرات عند كركميش (الواقعة الآن ضمن الاراضي التركية) ومدينة ايمار (مسكنة الحالية)(6)،ثم يمر بحلب او بالقرب منها وينتهي بنهر العاصي (اورنتس) ثم يتشعب الى عدة طرق تؤدي الى الاجزاء الوسطى من سوريا والى سواحل البحر المتوسط. ومن الفروع المهمة لهذا الطريق ما كان يتجه الى الشمال الغربي ويؤدي الى كليكيه(7). والأجزاء الاخرى من بلاد الاناضول(8).
وهنالك مسالك ثانوية للاتصال بين العراق وسواحل البحر المتوسط الشرقية مثل طريق وادي الثرثار (ترتار) ويبدأ من وادي دجلة عند مقتربات بيج ي او مدينة أشور (قلعة الشرقاط) ويصعد مع الوادي المذكور ماراً بالحضر. وقبل ان يعبر مرتفعات العطشانة وسنجار ينقسم الى عدة طرق منها الى نصيبين وطريق يذهب الى وادي الفرات بين عنه ومصب الخابور والى حران ماراً بالحسكة عابراً الفرات عند تل بارسيب(9).
ومن الجدير بالاشارة هنا انه كان بالإمكان الوصول الى بلاد وادي النيل من الاراضي السوريه-الفلسطينية عبر سيناء وصولاً الى دلتا النيل وهو الطريق الذي اتبعه الاشوريون في حملاتهم العسكرية في القرن السابع ق.م في عهدي الملكين اسرحدون (680-669 ق.م) واشور بانيبال (668-627 ق.م)(10). وقد لعبت عدة مدن سوريا دوراً مهماً واساسياً في ربط بلاد الرافدين مع بلاد الشام، ومن أهم تلك المدن ترقا (تل العشارة)(11) التي شكلت جسر انتقال بين سوريا الداخلية واعالي الرافدين اذ سيطرت على منطقة ذات أهمية اقتصادية في الشرق القديم، كما كانت توتول تتمتع بموقع ستراتيجي عند ملتقى الفرات بالبليخ في حين شكلت كل من ايمار وكركميش المنفذين الأكبر أهمية بين بلاد الرافدين وسوريا(12).
ولابد من القول هنا ان العراق القديم ارتبط تجارياً مع بلاد الشام منذ اقدم العصور التأريخية وأهم ما جلبه منها هو الاخشاب التي كان يحتاجها في البناء وحصل عليها من جبال اما نوس في لبنان وقد وردت اشارة الى ذلك في ملحمة للكامش اذ ورد ما نصه:
((ودنت ساعة اللقاء الحاسمة لما بدأ جلجامش يقطع اشجار الارز بفأسه
اذ سمع خمبابا الصوت
فغضب وهاج وزمجر صائحاً من الداخل المتطفل
الذي كدر صفو الغابة واشجارها الباسقة في جبلي ؟
ومن ذا الذي قطع اشجار الارز ؟
وتهيأ خمبابا للهجوم على الصديقين اللذين استحوذ عليهما الرعب
وندما على هذه المغامرة ودخول غابة الارز))(13)
_________
(1) ورد اسم هذه المدينة في النصوص العراقية القديمة بلفظة tu-tu-liki
انظر:- Edzard, and others,Rep. Geogr I, P. 161
وحول أهمية هذه المدينة انظر:-
الأعظمي، محمد طه، هيت في المصادر المسمارية، بحث مقبول للنشر في مجلة كلية الاداب، (جامعة بغداد، 2001).
(2) رو، جورج، العراق القديم، ترجمة حسين علوان، (بغداد، 1984)، ص35.
(3) علي، فاضل عبد الواحد، "حضارة وادي الرافدين: طرق انتشارها وابرز تأثيراتها في بلاد الشام ومصر"، مجلة دراسات في التاريخ والآثار، العدد 6، (بغداد، 1989)، ص 5.
(4) تعتبر هذه المدينة احد العواصم الاشورية في عهد الملك شمشي-ادد الاول (1813-1781 ق.م) ويقترح فان ليري ان تل ليلان الواقع على بعد 30كم شرق تل الحميدي على نهر الجغجغ هو الموقع الحالي للعاصمة الاشورية. انظر:
ليري، فان، "العواصم والقلاع في العصر البرونزي الحديدي في سورية وعلاقاتها مع اليابسة والماء"، ترجمة فيصل الصيرفي، الحوليات السورية، م13، (دمشق 1963)، ص 214. انظر كذلك
RLA, Band 6, P. 594.
(5) تقع هذه المدينة على بعد 40 كم جنوب وجنوب شرق مدينة وارفة الحالية. انظر RL A. 4. P. 122 وقد ورد اسمها في النصوص العراقية القديمة بصيغة (Harranum) ويعني طريق القوافل والرحلات.
CAD, H., P. 106
وقد تم العثور في هذه المدينة على مسلتين تعودان الى عهد الملك نبونائيد الأولى اكتشفها العالم (H. Pognon) عام 1906 في الموقع المسمى باسكي حران (اي حران القديمة)، اما المسلة الثانية فقد اكتشفها العالم (D.Rice) سنة 1956 في أرضية المدخل الشمالي للمعبد الكبير انظر:
Gadd, G.J. “The Harran Inscriptions of Nabonidus”, AnSt. Vol 8, (London, 1958), p. 35.
(6) مدينة تجارية قديمة تقع في موقع يلتقي فيه الطريق بين حلب والموصل بالفرات، ذكرت في نصوص ماري وعثر فيها على مجموعة من الرقم الطينية وقد جاء ذكرها في العصر الروماني والبيزنطي باسم بارباليسوس (Barbalissos) وفي العصر الاسلامي باسم باليس (Balis) وهجرت نهائياً عام 1259 زمن الغزو المغولي. انظر:
غولفن، ل وآخرون، "مسكنه باليس"، معرض الاثار السوري الأوربي، (دمشق، 1996)، ص 182 وكذلك RLA, 8, 1993, P. 85 F.
(7) التسمية القديمة لهذه المنطقة هي قو (Qu). انظر
ساكز، هاري، عظمة بابل، ترجمة عامر سليمان، (باريس، 1979)، ص 115.
(8) باقر، طه، مقدمة، ج1، (بغداد، 1986)، ص 32.
(9) ألأحمد، سامي سعيد، العراق القديم، ج1، (بغداد، 1978)، ص 143.
(10) علي، فاضل عبد الواحد، مجلة دراسات في التاريخ والاثار، العدد 6، ص6.
(11) تقع هذه المدينة على ضفة الفرات اليمنى، على مسافة 80 كم جنوب دير الزور. انظر :
رووه، اوليفيه، "تل عشارة، ترقا"، معرض الاثار السوري الاوربي،(دمشق، 1996)، ص 85.
Groneberg, B, Rep. Geogr. Band 3, p 235.
(12) لوبو، مارك، "طرق الاتصال بين بلاد الرافدين العليا في الالف الثالث ق. م"، ترجمة أحمد طرقجي، الحوليات السورية، م 43، (دمشق، 1999)، ص 271.
(13) باقر، طه، ملحمة كلكامش، (بغداد، 1986)، ص 104.
دالي، ستيفاني، اساطير بلاد ما بين النهرين، ترجمة نجوى نصر، (بيروت، 1997)، ص 110 وما بعدها.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|