أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-24
932
التاريخ: 5-10-2016
2347
التاريخ: 4/9/2022
1569
التاريخ: 5-10-2016
2914
|
أن الدنيا المذمومة حظ نفسك الذي لا حاجة إليه لأمر الآخرة ، و يعبر عنه بالهوى ، و إليه أشار قوله تعالى : {وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } [النازعات : 40 ، 41] .
ومجامع الهوى هي المذكورة في قوله تعالى : {أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ } [الحديد : 20].
والأعيان التي تحصل منها هذه الأمور هي المذكورة في قوله سبحانه : {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ } [آل عمران : 14].
فهذه أعيان الدنيا ، و للعبد معها علاقتان : (علاقة مع القلب): و هي حبه لها و حظه منها و انصراف همه إليها حتى يصير قلبه كالعبد أو المحب المستهتر بها ، و يدخل في هذه العلاقة جميع صفات القلب المتعلقة بالدنيا : كالرياء ، و السمعة ، و سوء الظن ، و المداهنة و الحسد والحقد والغل ، و الكبر، و حب المدح ، و التفاخر و التكاثر.
فهذه هي الدنيا الباطنة ، و الظاهرة هي الأعيان المذكورة.
و(علاقة مع البدن) : و هو اشتغاله بإصلاح هذه الأعيان لتصلح لحظوظه و حظوظ غيره ، و هذا الاشتغال عبارة عن الصناعات و الحرف التي اشتغل الناس بها ، بحيث أنستهم أنفسهم و خالقهم و أغفلتهم عما خلقوا لأجله ، و لو عرفوا سبب الحاجة إليها و اقتصروا على قدر الضرورة ، لم يستغرقهم اشتغال الدنيا و الانهماك فيها ، و لما جهلوا بالدنيا و حكمتها و حظهم منها لم يقتصروا إلا على قدر الاحتياج ، فأوقعوا أنفسهم في أشغالها ، و تتابعت هذه الأشغال و اتصلت بعضها ببعض ، و تداعت إلى غير نهاية محدودة ، فغفلوا عن مقصودها ، و تاهوا في كثرة الأشغال.
فإن أمور الدنيا لا يفتح منها باب إلا و تنفتح لأجله عشرة أبواب أخر ، و هكذا يتداعى إلى غير حد محصور، و كأنها هاوية لا نهاية لعمقها ، و من وقع في مهواة منها سقط منها إلى أخرى و هكذا على التوالي.
ألا ترى أن ما يضطر إليه الإنسان بالذات منحصر بالمأكل و الملبس و المسكن؟ , و لذلك حدثت الحاجة إلى خمس صناعات هي أصول الصناعات : الفلاحة ، و الرعاية للمواشي ، و الحياكة و البناء و الاقتناص - أي تحصيل ما خلق اللّه من الصيد و المعادن و الحشائش و الأحطاب - و تترتب على كل من هذه الصناعات صناعات أخر، و هكذا إلى أن حدثت جميع الصناعات التي نراها في العالم ، و ما من أحد إلا و هو مشتغل بواحدة منها أو أكثر، إلا أهل البطالة و الكسالة ، حيث غفلوا عن الاشتغال في أول الصبا ، أو منعهم مانع و استمروا على غفلتهم و بطالتهم ، حتى نشأوا بلا شغل و اكتساب ، فاضطروا إلى الأخذ مما يسعى فيه غيرهم و لذلك حدثت حرفتان خبيثتان هي (اللصوصية) و (الكدية) و لكل واحد منهما أنواع غير محصورة لا تخفى على المتأمل.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|