أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-9-2016
2160
التاريخ: 1-12-2016
1805
التاريخ: 19-10-2016
1621
التاريخ: 16-9-2016
6613
|
لقد كانت بداية العلاقة بين المدينتين المتنازعتين فاتحة لسلسلة من التداعيات والصراعات التي افضت لتغيير موازين القوى على الساحة. ذلك ان طموح جانجونوم والذي حكم لارسا لست وعشرين عاما، قد دفعه لانتزاع عدة مدن من مملكة ايسين، حيث بدأ نشاطه العسكري بتأديب قبائل جبال زاجروس ثم تفرغ منذ عامه الثامن لتقويض مملكة ايسين مستوليا على المدينة تلو الاخرى. فقد بدأ بمدينة اور ثم تلتها لجش ثم سوسه وربما أوروك، لينصب نفسه حاكما على بلاد سور وأكد. أو بالاحرى حاكما على النصف الجنوبي للعراق ومتحكما في تجارة البلاد الخارجية المطلة على الخليج العربي.
ولقد كانت تلك الضربة جد موجعة لمملكة لارسا التي شهد عرشها كما من الصراعات واغتصاب العرش بشكل شبه متوالي، بدأ ضد لبت عشتار نفسه الحاكم المسالم وعلى يد أور ننورتا الذي حكم لسبع وعشرين عاما اشتهر فيها بالشدة والصرامة بل وتأليه ذاته. وهي امور تتسبق وطبيعة ظروف توليه العرش وبالتالي توطيد مكانته. ولقد تبعه ثلاث حكام لا نعرف الكثير عن انجازاتهم وان كان لثالثهم ايرا – ايميتي قصة تستحق الذكر لأهميتها في فهم طبيعة ظروف حكم من اعتلوا عرش ايسين بعد لبت عشتار.
تستند القصة على مبدأ غريب في الاعراف الملكية لبلاد الرافدين يعرب بمبدأ (الملك البديل). وفيه يتم اختيار شخص من العامة لينصب على عرش المملكة لحوالي مائة يوم بدلا من الملك الاصلي وذلك في حالة استشعاره بخطر محدق به او بغصبه الهية عليه، ثم يسترجع عرشه مرة اخرى بعد قتل الملك البديل. ومن ثم، فلقد وقع الاختيار على بستاني يدعى انليل باني عوضا عن يرا إميتي.
بيد ان هذا الاخير قد لقي حتفه مغتالا بدس السم في الحساء، ليموت مسموما. وليجدها انليل باني فرصة للاستيلاء على العرش فعلا، وهو ما جعل معظم المؤرخين يشيرون إليه بأصابع الاتهام في اغتيال مليكه ليس طمعا في العرش في المقام الأول ولكن انقاذا لحياته اولا.
والواقع، فلقد اغرى اضطراب الأمور في ايسين، حاكم لارسا سموئيل ثاني حاكم بعد جانجونوم من تقليص نفوذه ايسين بالاستيلاء على مدينة نفر، لتصبح حدود المملكة مقتصرة على مدينة ايسين ومجاوراتها فحسب. وقد استمر خليفته نور آداد وسين أدينام خلال مدة حكمها، حوالي 22 عاما، على نهج ذات السياسة بالاتجاه شمالا واحتلال المدينة تلو الاخرى. وفي ذات الوقت كان انليل باني مشغولا بتأليه نفسه وتوطيد عرشه المغتصب.
ومن الأهمية بمكان ان نشير إلى ان عند هذه المرحلة من حكم كل من اسرتي ايسين ولارسا بدأت الظروف السياسية تتغير بظهور قوة بابل التي حجمت زحف لارسا شمالا، وظهور قوة الاموريين واجتياحهم المدن السومرية في كيش وأوروك بعدما تدفقوا بأعداد هائلة عبر الفرات ليزيدوا من متاعب ايسين وينجحوا حوالي عام 1894 ق.م. من اتخاذ مدينة قرب كيش مقراً لحكمهم، وهي مدينة بابل (ومعناها باب الاله) وذلك على يد شيخهم سومو آبوم.
وهكذا ظهرت على مسرح الاحداث دولة ناشئة جديدة في بابل ظل حكامها منذ نشأتها اي في مرحلة ما قبل حكم حمورابي ولحوالي قرن من الزمان – على سياسة العنف تارة واللين تارات اخرى حيال المدن السومرية، وان فشلوا في ضم مدينة نفر الدينية.
كذلك فقد كانت هناك عودة على الساحة لتهديدات العيلاميين الذين استغلوا صراع بابل مع لارسا ونجاحها في قتل سيلي آداد ملك لارسا، ليتوج زعيم العيلاميين احد اولاده واراد سين حاكما لارسا. ثم تبعه اخوه ريم سين الأول الذي نجح فيما لم ينجح فيه ملوك لارسا الأصلاء، فقد توج تصديه لبابل وهزيمتها عام 1794 ق.م. بإحتلال مدينة ايسين واسقاط عدو لارسا التقليدي في هذه المرحلة التاريخية. بيد أن مصيرها النهائي قد حسمه ظهور حمورابي على عرش بابل.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|