المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

An overview of Babylonian mathematics
13-10-2015
حساسية للأناناس Pineapple Allergy
20-8-2019
الوجه الاعجازي في سورة المسد
23-11-2014
Manner of articulation
25-3-2022
Ramanujan Log-Trigonometric Integrals
25-8-2018
فوائد أثناء إجراء لمقابلة- د- معرفة مستوى مهارة المتحدث
21-4-2022


الشقي والسعيد  
  
6611   11:23 صباحاً   التاريخ: 11-9-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص167-169
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-4-2018 2312
التاريخ: 2024-08-03 531
التاريخ: 25-7-2016 2077
التاريخ: 29-1-2017 2487

( ما معنى قول النبي (صلّى الله عليه و آله) : الشقي من شقي في بطن أمّه والسعيد من سعد في بطن أمّه)(1).

ـ الجواب :

قد يتراءى من هذه الرواية للوهلة الأولى ان الإنسان مسيّر في اعماله وليس بمخيّر، وانه مجبور على اختيار الأعمال الشقيّة او الخيّرة إلى آخر عمره، لأنه مكتوب له ذلك منذ ان تكوّن في بطن امّه!.

والصحيح انه لا يمكن حمل هذه الرواية على طبق نظرية الجبر؛ لأنها من النظريات التي اثبت البرهان بطلانها، لأنها تستلزم نسبة الظلم الصادر من الناس إلى الله تبارك وتعالى والحال ان الله عادل لا يظلم أحدا، وأيضا تستلزم بطلان الثواب والعقاب على الأعمال، لأنه لا يثاب ولا يعاقب الا المختار، واما المجبور فعقابه ظلم وثوابه لا معنى له، ويكفي في بطلان نظرية الجبر ما نحسه بوجداننا وعلى نحو اليقين ان الإنسان صاحب ارادة واختيار في اعماله.

والصحيح هو حمل الرواية على (ما في علم الله تعالى) كما ورد عن الإمام الكاظم(عليه السلام) عندما سئل عن معنى هذه الرواية، فقال:(الشقي من علِم الله وهو في بطن امه انه سيعمل أعمال الاشقياء، والسعيد من علِم الله وهو في بطن امه انه سيعمل أعمال السعداء)(2).

وعليه فان هذه الرواية تكشف بعض جوانب علم الله سبحانه، كيف وهو العالم المطلق الذي يعلم السر واخفى وكل ما يجري في هذا العالم من الذرّة إلى المجرّة هو بعلمه تعالى؟!.

ان الله يعلم بالشقي والسعيد منذ كان في بطن امه بل قبل ذلك وهو في عالم النطف، فيعلم ان هذا الفرد هو من السعداء الذين سيختارون الأعمال السعيدة بإرادتهم واختيارهم وكذلك الحال بالنسبة إلى الفرد الشقي.

ان هذا العلم الإلهي لا يستلزم الجبر بحال من الاحوال.

ورواية الشقي والسعيد هذه تشبه إلى حد كبير قول الرسول (صلّى الله عليه و آله):(اعملوا فكلٌّ مُيسّرٌ لما خُلِق له)(3).

فان كلمة (اعملوا) ظاهرة بطلب الفعل الاختياري من المكلفين وكلمة (كل ميسر لما خلق له) تشير إلى الهدف الذي من اجله خلق الإنسان وهو العمل بعبادة الله سبحانه، ولذا ورد عن الإمام الكاظم (عليه السلام) عندما سئل عن هذا الحديث قوله :  ان الله (عزّ وجلّ) خلق الجن والانس ليعبدوه، ولم يخلقهم ليعصوه، وذلك قوله (عزّ وجلّ):{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56]، فيسّر كلا لما خلق له، فالويل لمن استحب العمى على الهدى)(4).

_________

1ـ ميزان الحكمة، ج5 ص131.

2ـ المصدر السابق.

3ـ ميزان الحكمة، ج5 ص131.

4ـ المصدر السابق.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.