أقرأ أيضاً
التاريخ: 3-06-2015
5393
التاريخ: 27-11-2015
5625
التاريخ: 25-10-2014
6678
التاريخ: 10-05-2015
6024
|
إنّه ما يَزال مُشاهداً في كلّ وقت أنّ بعض الناس يَملكون خصائص لم يكشف العلم عن حقيقتها بعد ، لقد سُمّي بعضها بأسماء من غير أنْ يُحدّد كنهها ولا معرفة طُرقها ، هذه ظاهرة ( التيليباثي ) ـ التَخاطر من بعيد ـ ما هو ؟ وكيف يتمّ ؟ كيف يملك إنسانٌ أنْ يتلقّى فكرةً من إنسانٍ آخر على أبعاد وفواصل لا رابط بينهما سِوى هذا الاتّصال الروحي الغريب ؟! وربّما تُتلقّى الفكرة مِن كائنٍ حيٍّ وراء سِتار الغيب ، إمّا فكرة طيّبة ـ وهي نفثة روح القُدس ـ أو فكرة خبيثة تَنبثُها شياطين الجنّ ، وإلى هذا الأخير جاءت الإشارة في قوله تعالى : { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ} [الأنعام : 121] ، وهكذا تتبادل الأفكار الذميمة بين شياطين الجنّ والإنس : {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا} [الأنعام : 112].
وهذا السُبات المغناطيسي ( هبنوتزم ) أو التنويم الصناعي يَتمّ بسيطرة إرادة إنسان على إرادة آخر كان قد نوّمه بطريقة غير عادية ، قالوا : إنّ في الإنسان سيّالاً مغناطيسياً لا يُعرف كُنهه يَنبعث منه بالإرادة ويؤثّر على الأشياء أو الأشخاص تأثيراً خاصّاً ، فقد يُلقّنه بأن يُوقع في وهمه فيقتنع هذا اقتناعاً تامّاً ، أو استخراج الروح من الجسد ليأخذ بالتَجول والإطّلاع على غيوب ، وربّما استُخدم هذا السيّال المغناطيسي في الطبّ وفي معالجة قسم من الأمراض المستعصية ، لكن لم يُحدّد إلى اليوم ما هو ؟ وكيف يتمّ ؟ وكيف يقع أنْ تسيطر إرادة على إرادة ؟ أو ينفعل شيء بتأثير قوّة الإرادة ؟
وهكذا تحضير الأرواح ـ حسبما يُسمّونه اليوم ـ يقوم على أساس اتصالٍ روحيٍّ بكائنات حيّة وراء سِتار الغيب ، أمّا ما هذه الكائنات الحيّة ؟ وكيف يتمّ هذا الاتصال ؟ وهل هو اتصال بأرواح فارقت أجسادها بالموت أم هي غيرها ؟ الأمر الذي بقي مجهولاً لم يُقطع بشيءٍ منه .
حكى لي زميلنا العلاّمة الشيخ مهدي الآصفي أنّ جماعةً مِن مزاولي هذا الفنّ طلبوا إليه أنْ يشهد جلسةً يَتمّ فيها هذا العمل ، قال : وبعد أعمال وأطوار قاموا بها طلبوا إليّ رغبتي في إحضار روحٍ من الأرواح ، فرغبتُ أنْ يَحضر روح الشيخ الأعظم المحقّق الأنصاري ( قدس سره ) فلمّا حضر ـ وِفق إخبارهم ـ قالوا : ماذا تبتغي السؤال منه ؟ فطلبت إليهم أنْ يسألوه عن مسألةٍ أصوليّة عريقة كان الشيخ هو مُبدِعها وهي مسألة ( الحكومة والورود ) في دلائل الأحكام ، فرغبتُ أنْ يشرحها بنفسه ؛ حيث الاختلاف كثير في تفسيرها ، وعند ذلك قالوا : إنّ الرّوح قد سخط مِن هذا السؤال وترك الجلسة وذهب مغضباً !
نعم ، لا نَنكر إمكان ذلك إجماليّاً ، ولكن هل هذا الأمر يتمّ بهذه التوسعة ؟ وهل هذه الأرواح هي أرواح الأموات أم غيرها ؟ الأمر الذي لا يُمكن البتّ فيه ، غير أنّ هذه وأمثالها مظاهر روحيّة غريبة ، وهي في جميع أنحائها وأشكالها لا تمسّ قضية السحر حسبما كان يزعمه الأقدمون ـ من الاستعانة بأرواح الأفلاك والكواكب وتسخيرها ـ أو حسبما راج عند أوساط السُذّج الأوهام اليوم وربّما بعد اليوم مادام لم تكتمل العقول (1) .
______________________
(1) راجع في ذلك كلّه : الإنسان روح لا جسد ، للأستاذ رؤوف عبيد ، في ثلاث مجلّدات ضخام ، وغيره ممّن كتبوا في هذا الشأن وهي كثيرة جدّاً .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|