أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-11-2021
1954
التاريخ: 2024-02-21
918
التاريخ: 30-1-2022
1756
التاريخ: 18-8-2016
3407
|
هو ثبات النفس و عدم اضطرابها في الشدائد و المصائب ، بأن تقاوم معها ، بحيث لا تخرجها عن سعة الصدر و ما كانت عليه قبل ذلك من السرور و الطمأنينة ، فيحبس لسانه عن الشكوى واعضاءه عن الحركات الغير المتعارفة.
وهذا هو الصبر على المكروه ، و ضده الجزع , وله اقسام اخر لها أسماء خاصة تعد فضائل اخر : كالصبر في الحرب ، و هو من أنواع الشجاعة ، و ضده الجبن , و الصبر في كظم الغيظ وهو الحلم ، و ضده الغضب , و الصبر على المشاق ، كالعبادة ، و ضده الفسق ، أي الخروج عن العبادات الشرعية , و الصبر على شهوة البطن والفرج من قبائح اللذات ، وهي العفة ، و إليه أشير في قوله - سبحانه -: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى } [النازعات : 40، 41] .
وضده الشره , و الصبر عن فضول العيش ، و هو الزهد ، و ضده الحرص , و الصبر في كتمان السر، و ضده الاذاعة ، و الأولان ، كالصبر على المكروه من فضائل قوة الغضب , و الرابع ، من نتائج المحبة و الخشية.
والبواقي ، من فضائل قوة الشهوة.
وبذلك يظهر : أن من عد الصبر مطلقا من فضائل القوة الشهوية أو القوة الغضبية إنما أراد به بعض أقسامه.
ويظهر من ذلك : أن أكثر أخلاق الايمان داخل في الصبر, و لذلك لما سئل رسول اللّه (صلى الله عليه واله) عن الايمان ، قال : «هو الصبر، لأنه أكثر أعماله و أشرفها»، كما قال : «الحج عزم».
وقد عرّف مطلق الصبر بأنه مقاومة النفس مع الهوى ، و بعبارة أخرى : أنه ثبات باعث الدين في مقابلة باعث الهوى .
والمراد بباعث الدين هو العقل النظري الهادي إلى طريق الخير و الصلاح ، و العقل العملي المنفذ لأحكامه المؤدية إلى الفوز و الفلاح .
والمراد بباعث الهوى هو قوة الشهوة الخارجة عن إطاعة العقل , و القتال دائما بين الباعثين قائم ، و الحرب بينهما أبدا سجال ، و قلب العبد معركته ، و مدد باعث الدين من الملائكة الناظرين لحزب اللّه ، و مدد باعث الهوى من الشياطين الناصرين لأعداء اللّه ، فان ثبت باعث الدين بأمداد الملائكة حتى قهر باعث الهوى واستمر على مخالفته ، غلب حزب اللّه والتحق بالصابرين ، و إن تحاول و ضعف حتى غلب باعث الهوى بأمداد الشياطين ولم يصبر على دفعه ، التحق باتباع الشياطين , وعمدة ما يثبت به باعث الدين هي قوة المعرفة ، أي اليقين بكون الهوى عدوا قاطعا لطريق الوصول إلى اللّه مضادا لأسباب السعادات في الدنيا و الاخرة. ثم باعث الدين اما يقهر داعي الهوى بالكلية ، بحيث لا تبقى له قوة المنازعة ، فيدوم الصبر، و تستقر النفس في مقام الاطمئنان ، و تنادي من وراء سرادقات الجمال بخطاب : {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} [الفجر : 27، 28] , فتدخل في زمرة الصديقين السابقين ، و تنسلك في سلك عباده الصالحين , أو يغلب داعى الهوى و ينقهر باعث الدين بحيث لا تبقى له قوة المنازعة ، و ييأس عن المجاهدة و المقاومة ، فتسلم نفسه الشريفة الملكوتية التي هي سر اللّه و وديعته إلى حزب الشيطان , و مثله مثل من أخذ أعز أولاده المتصف بجميع الكمالات ، و يسلمه إلى الكفار من اعدائه ، فيقتلونه لديه ، و يحرقونه بين يديه بل هو أسوا حالا منه بمراتب .
إذ لا يكون لأحدهما الغلبة التامة ، بل يكون بينهما تنازع و تجاذب ، فتارة يغلب هذا ، و تارة يغلب ذاك ، فتكون النفس في مقام المجاهدة إلى أن يغلب أحد الباعثين ، فتدخل في حزب اللّه أو حزب الشيطان .
ثم غلبة أحد الباعثين على الآخر إما أن تكون في جميع مقتضياته أو بعضها ، و تخرج من القسمين ثلاثة أحوال :
الأولى- أن يغلب باعث الدين على جميع الشهوات في جميع الأوقات.
الثانية - أن يغلب عليه الجميع في الجميع.
الثالثة - أن يغلب على بعض دون بعض في الجميع ، أو يغلب عليها كلا أو بعضا دون بعض.
وقد أشير إلى أهل الحالة الأولى في الكتاب الإلهي بقوله - تعالى - : {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً } [الفجر : 27، 28].
وإلى الثانية بقوله : {وَلَكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [السجدة: 13] .
وإلى الثالثة بقوله : {خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ } [التوبة : 10].
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مستشفى العتبة العباسية الميداني في سوريا يقدّم خدماته لنحو 1500 نازح لبناني يوميًا
|
|
|