أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-8-2016
668
التاريخ: 1-9-2016
982
التاريخ: 9-8-2016
200
التاريخ: 9-8-2016
461
|
...ان الحاجة إلى علم الاصول حاجة تاريخية[فـ] نستطيع أن نفسر الفارق الزمني بين ازدهار علم الاصول في نطاق التفكير الفقهي السني وازدهاره في نطاق تفكيرنا الفقهي الامامي، فإن التأريخ يشير إلى أن علم الاصول ترعرع وازدهر نسبيا في نطاق الفقه السني قبل ترعرعه وازدهاره في نطاقنا الفقهي الامامي، حتى إنه يقال:
إن علم الاصول على الصعيد السني دخل في دور التصنيف في أواخر القرن الثاني، إذ ألف في الاصول كل من الشافعي المتوفي سنة (182) ه ، ومحمد بن الحسن الشيباني المتوفي سنة (189) ه ، بينما قد لا نجد التصنيف الواسع في علم الاصول على الصعيد الشيعي إلا في اعقاب الغيبة الصغرى أي في مطلع القرن الرابع بالرغم من وجود رسائل سابقة لبعض أصحاب الائمة (عليهم السلام) في مواضيع أصولية متفرقة.
وما دمنا قد عرفنا أن نمو التفكير الاصولي ينتج عن الحاجة إلى الاصول في عالم الاستنباط ، وأن هذه الحاجة تاريخية تتسع وتشتد بقدر الابتعاد عن عصر النصوص، فمن الطبيعي أن يوجد ذلك الفارق الزمني وأن يسبق التفكير الاصولي السني إلى النمو والاتساع، لان المذهب السني كان يزعم انتهاء عصر النصوص بوفاة النبي (صلى الله عليه وآله)، فحين اجتاز التفكير الفقهي السني القرن الثاني كان قد ابتعد عن عصر النصوص بمسافة زمنية كبيرة تخلق بطبيعتها الثغرات في عملية الاستنباط الامر الذي يوحي بالحاجة الشديدة إلى وضع القواعد العامة الاصولية لملئها.
وأما الامامية فقد كانوا وقتئذ يعيشون عصر النص الشرعي، لان الامام (عليه السلام) امتداد لوجود النبي (صلى الله عليه وآله)، فكانت المشاكل التي يعانيها فقهاء الامامية في الاستنباط أقل بكثير إلى الدرجة التي ل تفسح المجال للإحساس بالحاجة الشديدة إلى وضع علم الاصول.
ولهذا نجد أن الامامية بمجرد أن انتهى عصر النصوص بالنسبة إليهم ببدء الغيبة أو بانتهاء الغيبة الصغرى بوجه خاص تفتحت ذهنيتهم الاصولية وأقبلوا على درس العناصر المشتركة، وحققوا تقدم في هذا المجال على يد الرواد النوابغ من فقهائنا من قبيل الحسن بن علي بن أبي عقيل ومحمد بن أحمد بن الجنيد الاسكافي في القرن الرابع.
ودخل علم الاصول بسرعة دور التصنيف والتأليف، فألف الشيخ محمد ابن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد المتوفي سنة (413) ه ، كتابا في الاصول واصل فيه الخط الفكري الذي سار عليه ابن أبي عقيل وابن الجنيد قبله، ونقدهما في جملة من آرائهما.
وجاء بعده تلميذه السيد المرتضى المتوفي سنة (436) ه ، فواصل تنمية الخط الاصولي وأفرد لعلم الاصول كتابا موسعا نسبيا سماه الذريعة وذكر في مقدمته أن هذا الكتاب منقطع النظير في إحاطته بالاتجاهات الاصولية التي تميز الامامية باستيعاب وشمول.
ولم يكن السيد المرتضى هو الوحيد من تلامذة المفيد الذين واصلوا تنمية هذا العلم الجديد والتصنيف فيه، بل صنف فيه أيض عدد آخر من تلامذة المفيد، منهم سلار بن عبد العزيز الديلمي المتوفي سنة (436) ه ، إذ كتاب كتابا باسم التقريب في أصول الفقه.
ومنهم الشيخ الفقيه المجدد محمد بن الحسن الطوسي المتوفي سنة (460) الذي انتهت إليه الزعامة الفقهية بعد أستاذيه الشيخ المفيد والسيد المرتضى، فقد كتب كتابا في الاصول باسم العدة في الاصول وانتقل علم الاصول على يده إلى دور جديد من النضج الفكري، كما انتقل الفقه أيضا إلى مستوى أرفع من التفريع والتوسع.
وكان يقوم في هذا العصر إلى صف البحث الاصولي عمل واسع النطاق في جمع الاحاديث المنقولة عن أئمة أهل البيت (عليهم السلام) ودمج المجاميع الصغيرة في موسوعات كبيرة، فما انتهى ذلك العصر حتى حصل الفكر العلمي الامامي على مصادر أربعة موسعة للحديث، وهي الكافي لثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني المتوفي سنة (329) ه ، ومن لا يحضره الفقيه للصدوق محمد بن علي بن الحسين المتوفي سنة (381) ه ، والتهذيب للشيخ الطوسي ألفه في حياة الشيخ المفيد والاستبصار له أيضا. وتسمى هذه الكتب في العرف الامامي بالكتب الاربعة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|