المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
المناخ في مناطق أخرى
2024-11-24



القَصد في المعيشة ـ بحث روائي  
  
2867   10:14 صباحاً   التاريخ: 25-7-2016
المؤلف : محمد الريشهري
الكتاب أو المصدر : التنمية الاقتصادية في الكتاب والسنة
الجزء والصفحة : ص228-233
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /

ـ الكتاب :

{وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء:29].

ـ الحديث :

677ـ عن رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): الاقتصاد في النفَقَة نصف المَعيشَة، وَالتوَدد إلَى الناس نصف العَقل، وحسن السؤال نصف العلم(1).

678ـ عنه (صلى الله عليه واله وسلم): رَحمَ الله مؤمنا كَسَبَ طَيبا، وأنفَقَ قَصدا، وقَدمَ خَيرا(2).

679ـ عنه (صلى الله عليه واله وسلم): كلوا وَاشرَبوا وتَصَدقوا وَالبَسوا، ما لَم يخالطه إسراف أو مَخيلَة (3)(4).

680ـ عنه (صلى الله عليه واله وسلم): الاقتصاد في المَعيشَة نصف العَيش؛ تُكفى‏ نصفَ النفَقَة(5).

681ـ عنه (صلى الله عليه واله وسلم): مَن اقتَصَدَ في مَعيشَته رَزَقَه الله، ومَن بَذَّرَ حَرَمَه الله(6)

682ـ عنه (صلى الله عليه واله وسلم): لا مَنعَ ولا إسرافَ، ولا بخلَ ولا إتلافَ(7)

683ـ عنه (صلى الله عليه واله وسلم): التقدير في النفَقَة نصف العَيش(8).

684ـ الإمام علي (عليه السلام): الاقتصاد نصف المَؤونَة(9).

685ـ الإمام زين العابدين (عليه السلام): لينفق الرجل بالقَصد وبلغَة الكَفاف، ويقَدم منه فَضلا لآخرَته؛ فَإن ذلكَ أبقى‏ للنعمَة، وأقرَب إلَى المَزيد منَ الله، وأنفَع في العافيَة(10).

686ـ عنه (عليه السلام)- من دعائه في المَعونَة عَلى‏ قَضاء الدين -: اللهم صَل عَلى‏ محَمد و آله، وَاحجبني عَن السرَف وَالازدياد، وقَومني بالبَذل وَالاقتصاد، وعَلمني حسنَ التقدير، وَاقبضني بلطفكَ عَن التبذير(11).

687ـ الإمام الصادق (عليه السلام)- لرَجل -: اتق اللهَ، ولا تسرف ولا تَقتر، ولكن بَينَ ذلكَ قَواما؛ إن التبذيرَ منَ الإسراف، قالَ الله:{وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا }[الإسراء: 26] (12).

688ـ عنه (عليه السلام)- في قَوله:{وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا }[الإسراء: 26]-: اتق اللهَ، ولا تسرف ولا تَقتر، وكن بَينَ ذلكَ قَواما؛ إن التبذيرَ منَ الإسراف، وقالَ الله وَلَا تبَذر تَبذيرا)، إن اللهَ لا يعَذب عَلَى القَصد (13).

689ـ عنه (عليه السلام): عَلمَ الله(عز وجل) نَبيه(صلى الله عليه واله وسلم) كَيفَ ينفق، وذلكَ أنه كانَت عندَه اوقية منَ ‏الذهَب، فَكَرهَ أن يَبيتَ فَتَصَدقَ بها، فَأَصبَحَ ولَيسَ عندَه شَي‏ء، وجاءَه مَن يَسأَله فَلَم يَكن عندَه ما يعطيه، فَلامَه السائل، وَاغتَم هوَ حَيث لَم يَكن عندَه ما يعطيه، وكانَ رَحيما رَقيقا، فَأَدبَ الله تَعالى‏ نَبيه(صلى الله عليه واله وسلم) بأَمره فَقالَ: وَلَا تَجعَل يَدَكَ مَغلولَة إلَى‏ عنقكَ وَلَا تَبسطهَا كل البَسط فَتَقعدَ مَلوما محسورا)؛(14) يَقول: إن الناسَ قَد يَسأَلونَكَ ولا يَعذرونَكَ، فَإذا أعطَيتَ جَميعَ ما عندَكَ منَ المال كنتَ قَد حُسِرتَ منَ المال(15).

690ـ عنه (عليه السلام): إن القَصدَ أمر يحبه الله (عز وجل)، وإن السرَفَ أمر يبغضه الله،

حَتى‏ طَرحَكَ النواةَ؛ فَإنها تَصلح للشيء، وحَتى‏ صَبكَ فَضلَ شَرابكَ(16).

691ـ عبد الملك بن عمرو الأحول: تَلا أبو عَبد الله(عليه السلام)هذه الآيَةَ:{وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}[الفرقان: 67] ، قالَ: فَأَخَذَ قَبضَة من حَصى وقَبَضَها بيَده فَقالَ: (هذَا الإقتار الذي ذَكَرَه الله في كتابه)، ثم قَبَضَ قَبضَة اخرى‏ فَأَرخى‏ كَفه كلها ثم قالَ: (هذَا الإسراف)، ثم أخَذَ قَبضَة اخرى‏ فَأَرخى‏ بَعضَها وأمسَكَ بَعضَها وقالَ: (هذَا القَوام) (17).

692ـ أبان بن تغلب: قالَ أبو عَبد الله (عليه السلام): أتَرَى اللهَ أعطى‏ مَن أعطى‏ من كَرامَته عَلَيه ومَنَعَ مَن مَنَعَ من هَوان به عَلَيه؟! لا، ولكن المالَ مال الله يَضَعه عندَ الرجل وَدائعَ، وجَوزَ لَهم أن يَأكلوا قَصدا، ويَشرَبوا قَصدا، ويَلبَسوا قَصدا، ويَنكحوا قَصدا، ويَركَبوا قَصدا، ويَعودوا بما سوى‏ ذلكَ عَلى‏ فقَراء المؤمنينَ ويَلموا به شَعَثَهم؛ فَمَن فَعَلَ ذلكَ كانَ ما يَأكل حَلالا، ويَشرَب حَلالا، ويَركَب حَلالا، ويَنكح حَلالا؛ ومَن عَدا ذلكَ كانَ عَلَيه حَراما. ثم قالَ:{وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}[الأعراف: 31]، أتَرَى اللهَ ائتَمَنَ رَجلا عَلى‏ مال خَولَ لَه أن يَشتَريَ فَرَسا بعَشَرَة آلاف درهَم ويَجزيه فَرَس بعشرينَ درهما، ويَشتَريَ جاريَة بأَلف دينار ويَجزيه جاريَة بعشرينَ دينارا؟! وقالَ: {وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}[الأنعام: 141].

693ـ الإمام الكاظم (عليه السلام)- في قَول الله:{وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}[الفرقان: 67] : القَوام هوَ المَعروف؛{عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 236] : عَلى‏ قَدر عياله ومَؤونَتهم التي هيَ صَلاح لَه ولَهم؛ {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا}[الطلاق: 7] (18).

694ـ عبد الله بن أبان: سَأَلت أبَا الحَسَن الأَولَ (عليه السلام) عَن النفَقَة عَلَى العيال، فَقالَ: ما بَينَ المَكروهَين: الإسراف وَالإقتار(19).

695ـ محمد بن عمرو بن سعيد عن بعض أصحابه: سَمعت العَياشي وهوَ يَقول: استَأذَنت الرضا (عليه السلام) في النفَقَة عَلَى العيال، فَقالَ: بَينَ المَكروهَين. قالَ: فَقلت: جعلت فداكَ! لا وَالله ما أعرف المَكروهَين. قالَ: فَقالَ: بَلى‏ يَرحَمكَ الله! أما تَعرف أن اللهَ كَرهَ الإسرافَ وكَرهَ الإقتارَ فَقالَ:{وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا}[الفرقان: 67] ؟!(20).

_________________

1ـ شعب الإيمان: 5/255/6568، مسند الشهاب: 1/55/33 وفيه «العيش» وكلاهما عن ابن عمر، كنز العمال: 3/49/5434 وراجع تاريخ بغداد: 12/11/6370 والفردوس: 1/122 /420.

2ـ دعائم الإسلام: 2/66/184.

3ـ المخيلة: الكبر (النهاية: 2 / 93).

4ـ سنن ابن ماجة: 2/1192/3605، سنن النسائي: 5/79 وليس فيه «وتصدقوا»، مسند ابن حنبل: 2/600/6707 كلها عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده، صحيح البخاري: 5/2181 وفيه «في غير إسراف» بدل «ما لم يخالطه إسراف»، كنز العمال: 6/644/17197.

5ـ شعب الإيمان: 6/255/8061 عن أنس، كنز العمال: 15/916/43581 وفيه «يبقي» بدل «تكفى».

6ـ الكافي: 2/122/3 عن عبد الرحمان بن الحجاج عن الإمام الصادق (عليه السلام) وج 4/54/12 عن عبدالله بن سنان عن الإمام الصادق (عليه السلام) عنه (صلى الله عليه واله وسلم)، تحف العقول: 46، الزهد للحسين بن سعيد: 55 / 148 عن عبد الرحمان بن الحجاج عن الإمام الصادق (عليه السلام) عنه (صلى الله عليه واله وسلم) ، بحار الأنوار : 75 / 126 / 25 وج‏77/149/82.

7ـ عوالي اللآلي: 1/296/198، بحار الأنوار: 77/166/2.

8ـ كنز الفوائد: 2/190، بحار الأنوار: 1/224/14.

9ـ غرر الحكم: 565.

10ـ الكافي: 4/52/1 عن بريد بن معاوية عن الإمام الباقر(عليه السلام).

11ـ الصحيفة السجادية: 121 الدعاء 30.

12ـ الكافي: 3/501/14، تفسير العياشي: 2/288/56 وفيه «وكن» بدل «ولكن» وكلاهما فعن عامر بن جذاعة، بحار الأنوار: 75/302/3.

13ـ تفسير العياشي: 2/288/55 عن علي بن جذاعة، بحار الأنوار: 75/302/3 و 4.

14ـ الكافي: 5/67/1 عن مسعدة بن صدقة، تحف العقول: 351 وفيه «رفيقا» بدل «رقيقا» و«خسرت» بدل «حسرت»، بحار الأنوار: 47/235/22 وج 70/125/13.

15ـ الكافي: 4/52/2، الخصال: 10/36، ثواب الأعمال: 221/1 كلها عن داود الرقي، بحار الأنوار: 71/346/10.

16ـ الكافي: 4/54/1، بحار الأنوار: 69/261 نقلا عن تفسير مجمع البيان.

17ـ تفسير العياشي: 2/13/23، بحار الأنوار: 75/305/6 وج 79/304/17.

18ـ الكافي: 4/56/8 عن محمد بن سنان.

19ـ الكافي: 4/55/2.

20ـ الخصال: 54/74، روضة الواعظين: 499 عن العباس، بحار الأنوار: 71/347/11.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.