أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-12-2016
3245
التاريخ: 21-1-2016
2483
التاريخ: 28-4-2017
1629
التاريخ: 25-7-2016
2232
|
ـ هل يولَّد الفقر كفرا ؟
الفقر حالة نقص في وسائل العيش يوصف بها الفرد والجماعة، وقد رافق الفقر حياة الناس وعلى مر التاريخ، ولم يخل حال كل حقبة اجتماعية من فقر وغنى وهكذا... لأن الكمال والنقص والوجدان والفقدان والموت والحياة من ماهية هذا العالم الأرضي والذي خلقنا فيه وامتحنّا فيه من أجل البلوغ إلى دار القرار والسعادة الكبرى حيث دار كرم الله تعالى.
ان الفقر والفقدان والمرض وغيرها.. من أنواع الامتحان للإنسان في تجربته في الأرض لا تستلزم كفرا ولا إيمانا لان الإيمان والكفر من الاعتقادات القلبية والعقلية التي ترتبط بخالق العالم وبالهدف الذي من أجله تمت عملية الخلق وبالمآل الذي يصير اليه الإنسان بعد موته.
ان تجربة المجتمع وعلى مر التاريخ اثبتت وجود الفقراء والاغنياء ووجود المؤمن والكافر من الصنفين معا. نعم قد تقع الشبهة للفقير، فيتصور ان فقره هو بسبب رؤيته الكونية عن خالق العالم نتيجة الشك في رحمته، كما تقع الشبهة لدى الغني فيتوهم ان غناه يدعو إلى الاستقلال عن الله تبارك وتعالى ويرى رغباته متوفرة فيلتهي بها عن ذكر الله سبحانه وهكذا حال بقية الناس على اختلاف اصنافهم ووظائفهم.
إن أسباب الفقر والغنى شيء، واسباب الكفر والإيمان شيء آخر ولا ربط بين هذه الاسباب.
ولدفع الالتباس في المقام نذكر الدوافع والعوامل للانحراف والكفر كما ذكره العلامة اليزدي حفظه الله :
1ـ الرغبة بالتحلل من المسؤولية واتباع الاهواء النفسية والخضوع لها، وهذا عامل عام لكل الناس ولكل اصنافهم.
2- الغرور والأنانية وحب النفس والاستكبار، وهذا ما يظهر كثيرا في أوساط الاشراف والاثرياء والمترفين والطبقات العليا في المجتمع.
3- العصبية والالتزام المتشدد بتقاليد الآباء والاجداد والعادات الخاطئة.
4- الحفاظ على المصالح والامتيازات الاقتصادية والمراكز الاجتماعية وهذا الدافع قوي لدى الاثرياء والحكام والعلماء.
5- الجهل وعدم الوعي المنتشر بين عامة الشعوب والذي له دور كبير في الانخداع والسقوط في شراك وفخاخ الجبابرة والطواغيت.
6- ضغط القوى الحاكمة والمتسلطة على الطبقة المحكومة والتابعة بتلبية حوائجهم من جهة وبتخويفهم من جهة اخرى(1)...
ان العاقل يفتش عن أسباب الفقر ولا تختلط عليه الامور والإمام علي (عليه السلام) يرشدنا إلى ان من أسباب الفقر هو سوء الإدارة وعدم قيام نظام التكافل والتضامن في المجتمع في قوله :
(ان الله فرض في أموال الاغنياء اقوات الفقراء، فما جاع فقير الا بما متّع به غني، والله تعالى سائلهم عن ذلك)(2).
نعم قد وصف الإمام علي (عليه السلام) الفقر بقوله :(الفقر الموت الاكبر)(3).
وهذا الوصف منه (عليه السلام) للإشارة إلى المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق النظام، وليرشدنا إلى المسؤولية على كل فرد في التكافل الاجتماعي.
وما دام الفقر قد يرافقه شبهة الانحراف العقائدي والوقوع في الحاجة إلى اصحاب القدرة يحتاج الفقير إلى التحلي بصفة إنسانية هي العفاف والصبر، كما قال الإمام علي (عليه السلام) : (العفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنى)(4)، هذا من جهة، ومن جهة اخرى التحلي بصفة الشجاعة في المطالبة بحقوقه سواء من النظام العام الفاسد او من المؤسسات بالطرق المناسبة.
______________
1ـ راجع دروس في العقيدة الإسلامية، ج2 ص277.
2ـ نهج البلاغة قصار الحكم، رقم 330.
3- المصدر السابق رقم 163.
4- المصدر السابق رقم 68.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|