المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



الفقر والكفر  
  
2652   10:12 صباحاً   التاريخ: 25-7-2016
المؤلف : الشيخ ياسين عيسى
الكتاب أو المصدر : مع الشباب سؤال وجواب
الجزء والصفحة : ص83-85
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / النظام المالي والانتاج /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2016 3156
التاريخ: 1-4-2021 2891
التاريخ: 20-4-2016 3106
التاريخ: 25-7-2016 2166

ـ هل يولَّد الفقر كفرا ؟

الفقر حالة نقص في وسائل العيش يوصف بها الفرد والجماعة، وقد رافق الفقر حياة الناس وعلى مر التاريخ، ولم يخل حال كل حقبة اجتماعية من فقر وغنى وهكذا... لأن الكمال والنقص والوجدان والفقدان والموت والحياة من ماهية هذا العالم الأرضي والذي خلقنا فيه وامتحنّا فيه من أجل البلوغ إلى دار القرار والسعادة الكبرى حيث دار كرم الله تعالى.

ان الفقر والفقدان والمرض وغيرها.. من أنواع الامتحان للإنسان في تجربته في الأرض لا تستلزم كفرا ولا إيمانا لان الإيمان والكفر من الاعتقادات القلبية والعقلية التي ترتبط بخالق العالم وبالهدف الذي من أجله تمت عملية الخلق وبالمآل الذي يصير اليه الإنسان بعد موته.

ان تجربة المجتمع وعلى مر التاريخ اثبتت وجود الفقراء والاغنياء ووجود المؤمن والكافر من الصنفين معا. نعم قد تقع الشبهة للفقير، فيتصور ان فقره هو بسبب رؤيته الكونية عن خالق العالم نتيجة الشك في رحمته، كما تقع الشبهة لدى الغني فيتوهم ان غناه يدعو إلى الاستقلال عن الله تبارك وتعالى ويرى رغباته متوفرة فيلتهي بها عن ذكر الله سبحانه وهكذا حال بقية الناس على اختلاف اصنافهم ووظائفهم.

إن أسباب الفقر والغنى شيء، واسباب الكفر والإيمان شيء آخر ولا ربط بين هذه الاسباب.

ولدفع الالتباس في المقام نذكر الدوافع والعوامل للانحراف والكفر كما ذكره العلامة اليزدي حفظه الله :

1ـ الرغبة بالتحلل من المسؤولية واتباع الاهواء النفسية والخضوع لها، وهذا عامل عام لكل الناس ولكل اصنافهم.

2- الغرور والأنانية وحب النفس والاستكبار، وهذا ما يظهر كثيرا في أوساط الاشراف والاثرياء والمترفين والطبقات العليا في المجتمع.

3- العصبية والالتزام المتشدد بتقاليد الآباء والاجداد والعادات الخاطئة.

4- الحفاظ على المصالح والامتيازات الاقتصادية والمراكز الاجتماعية وهذا الدافع قوي لدى الاثرياء والحكام والعلماء.

5- الجهل وعدم الوعي المنتشر بين عامة الشعوب والذي له دور كبير في الانخداع والسقوط في شراك وفخاخ الجبابرة والطواغيت.

6- ضغط القوى الحاكمة والمتسلطة على الطبقة المحكومة والتابعة بتلبية حوائجهم من جهة وبتخويفهم من جهة اخرى(1)...

ان العاقل يفتش عن أسباب الفقر ولا تختلط عليه الامور والإمام علي (عليه السلام) يرشدنا إلى ان من أسباب الفقر هو سوء الإدارة وعدم قيام نظام التكافل والتضامن في المجتمع في قوله :

(ان الله فرض في أموال الاغنياء اقوات الفقراء، فما جاع فقير الا بما متّع به غني، والله تعالى سائلهم عن ذلك)(2).

نعم قد وصف الإمام علي (عليه السلام) الفقر بقوله :(الفقر الموت الاكبر)(3).

وهذا الوصف منه (عليه السلام) للإشارة إلى المسؤولية الكبرى الملقاة على عاتق النظام، وليرشدنا إلى المسؤولية على كل فرد في التكافل الاجتماعي.

وما دام الفقر قد يرافقه شبهة الانحراف العقائدي والوقوع في الحاجة إلى اصحاب القدرة يحتاج الفقير إلى التحلي بصفة إنسانية هي العفاف والصبر، كما قال الإمام علي (عليه السلام) : (العفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنى)(4)، هذا من جهة، ومن جهة اخرى التحلي بصفة الشجاعة في المطالبة بحقوقه سواء من النظام العام الفاسد او من المؤسسات بالطرق المناسبة.

______________

1ـ راجع دروس في العقيدة الإسلامية، ج2 ص277.

2ـ نهج البلاغة قصار الحكم، رقم 330.

3- المصدر السابق رقم 163.

4- المصدر السابق رقم 68.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.