المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الاخلاق و الادعية
عدد المواضيع في هذا القسم 6234 موضوعاً
الفضائل
آداب
الرذائل وعلاجاتها
قصص أخلاقية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



ما ينبغي للمعطي‏  
  
2113   12:01 مساءاً   التاريخ: 19-7-2016
المؤلف : محمد مهدي النراقي
الكتاب أو المصدر : جامع السعادات
الجزء والصفحة : ج2 , ص 135 -140
القسم : الاخلاق و الادعية / الفضائل / الإيثار و الجود و السخاء و الكرم والضيافة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-7-2016 2657
التاريخ: 19-7-2016 1932
التاريخ: 19-7-2016 2723
التاريخ: 2024-06-14 544

 مما ينبغي للمعطي أن يستصغر العطية ليعظم عند اللّه ، و إن استعظمها صغرت عند اللّه ، قال الصادق (عليه السلام) : «رأيت المعروف لا يصلح إلا بثلاث خصال : تصغيره ، و تستيره   وتعجيله , فأنت إذا صغرته عظمته عند من تصنعه إليه ، و إذا سترته تممته ، و إذا عجلته هنأته وإن كان غير ذلك محقته و نكدته» .

واستعظام العطاء غير المن و الأذى ، إذ الصرف إلى عمارة المسجد و مثله يتأتى فيه الاستعطاء ، ولا يتأتى فيه المن و الأذى ، وأن يعطى الأجود و الأحب و الأبعد عن الشبهة لأن اللّه طيب لا يقبل إلا طيبا ، و إخراج غير الجيد سوء أدب بالنسبة إلى اللّه ، إذ إمساك الجيد لنفسه و أهله ، وإنفاق الرديء في سبيل اللّه يوجب إيثار غير اللّه و ترجيحه عليه ، ولو فعل هذا لضيف وقدم إليه أردأ طعام في البيت لانكسر قلبه و وغر به صدره.

هذا إذا كان نظره إلى اللّه بأن يتصدق لوجه اللّه ، من غير ملاحظة عوض لنفسه في دار الآخرة   و إن كان نظره إلى نفسه و ثوابه في الآخرة فلا ريب في أن العاقل لا يؤثر غيره على نفسه  وليس له من ماله إلا ما تصدق فأبقى ، و أكل فأفنى.

ولعظم فائدة إنفاق الأجود الأحب ، و قبح إنفاق الرديء الاخس ، قال اللّه تعالى : {أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ} [البقرة : 267] : أي لا تأخذونه إلا مع كراهية وحياء ، وهو معنى الإغماض  و ما هذا شأنه عندكم فلا تؤثروا به ربكم.

وقال سبحانه : {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران: 92] , وقال : {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ مَا يَكْرَهُونَ } [النحل: 62] ‏ .

وفي الخبر: «سبق درهم مائة ألف درهم».

وذلك بأن يخرجه الإنسان و هو من أحل ماله و أجوده ، فيصدر ذلك عن الرضا و الفرح بالبذل   و قد يخرج مائة ألف درهم مما يكره من ماله ، فيدل على أنه ليس يؤثر اللّه بشي‏ء مما يحبه.

ومما ينبغي له أن يغنى الفقير إذا قدر ، ففي الخبر إذا أعطيته فأغنه و أن يقبل يده بعد الإعطاء  لأنه يقع في يد اللّه تعالى أولا.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : «إذا ناولتم السائل فليرد الذي ناوله يده إلى فيه فيقبلها ، فإن اللّه عز وجل يأخذ الصدقات».

وقال النبي (صلى اللّه عليه و آله) «ما تقع صدقة المؤمن في يد السائل حتى تقع في يد اللّه ، ثم تلا هذه الآية.

{ أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ} [التوبة : 104] ؟ .

وقال الصادق (عليه السلام): «إن اللّه تعالى يقول : ما من شي‏ء إلا و قد وكلت به من يقبضه غيري ، إلا الصدقة ، فإني أتلقفها بيدي تلقفا ، حتى أن الرجل ليتصدق بالتمر أو بشق تمرة  فأربيها له كما يربي الرجل فلوه و فصيله ، فتأتي يوم القيامة و هي مثل أحد و أعظم من أحد».

وأن يلتمس الدعاء من الفقير، لأن دعاءه يستجاب فيه‏ كما روي : «أن علي بن الحسين (عليه السلام) كان يقول للخادم : أمسك قليلا حتى يدعو، فإن دعوة السائل الفقير لا ترد».

وأنه (عليه السلام) كان يأمر الخادم إذا أعطى السائل ، أن يأمره أن يدعو بالخير.

وعن أحدهما (عليهما السلام) : «إذا أعطيتموهم فلقنوهم الدعاء ، فإنه يستجاب لهم فيكم ، ولا يستجاب لهم في أنفسهم».

وما قيل من أن أرباب القلوب لا يتوقعون الدعاء من القابض ، لأنه شبيه المكافاة ، وكانوا يقابلون الدعاء بمثله ، ولو أرسلوا معروفا إلى فقير، قالوا للرسول أحفظ ما يدعو به ليردوا عليه مثل قوله ، خلاف طريقة أئمتنا الراشدين (عليهم السلام) فلا اعتبار به عندنا.

ومما ينبغي له أيضا أن يصرف الصدقات إلى من يكثر بإعطائه الأجر كأهل الورع و العلم ، و أرباب التقوى و الصدق ، والكاملين في الإيمان و التشيع.

قال رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله) : لا يأكل طعامك إلا تقي» ، وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «اطعموا طعامكم الأتقياء» , وقال (صلى اللّه عليه و آله) : «أضف بطعامك من تحبه في اللّه».

ولكن يرفعهم من الزكاة الواجبة والصدقات ، لأنها أوساخ الأموال ، و يوسع عليهم بالهدايا و الصلاة ، ففي الخبر: «مستحقوا الزكاة المستضعفون من شيعة محمد وآله : الذين لم تقو بصائرهم ، وأما من قويت بصيرته و حسنت بالولاية لأوليائهم و البراءة من أعدائهم معرفته  فذاك أخوكم في الدين ، أمس بكم رحما من الآباء و الأمهات المخالفين ، فلا تعطوه زكاة و لا صدقة فإن موالينا و شيعتنا منا كالجسد الواحد ، تحرم على جماعتنا الزكاة و الصدقة و ليكن ما تعطونه إخوانكم المستبصرين البر، و ارفعوهم عن الزكاة و الصدقات و نزهوهم عن أن تصبوا عليهم أوساخكم.

أيحب أحدكم أن يغسل وسخ بدنه ثم يصبه على أخيه المؤمن؟ إن وسخ الذنوب أعظم من وسخ البدن فلا توسخوا إخوانكم».

ولا ينبغي أن يصرف إلى من نظره إلى الوسائط ، بل ينبغي الصرف‏ إلى من بلغ مقام التوحيد  ويرى النعمة من اللّه ، ولا ينظر إلى الوسائط إذ من لم يصف باطنه عن رؤية الوسائط إلا من حيث أنهم وسائط ، فغير خال من نوع من الشرك الخفي.

قال الصادق (عليه السلام) في قول اللّه تعالى : {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف : 106] ‏ .

«هو قول الرجل : لو لا فلان لهلكت أو لو لا فلان لما أصبت كذا و لو لا فلان لضاع عيالي! ألا ترى أنه قد جعل اللّه شريكا في ملكه ، يرزقه أو يدفع عنه؟».

فقال الراوي يجوز أن يقال : لو لا أن اللّه من علي بفلان لهلكت؟ , قال «نعم! لا بأس بهذا».

ومن أهل المزية و الاختصاص بالبذل إليه ، من كان مستترا ساترا للحاجة ، كائنا من أهل المروة ، متغشيا في جلباب التجمل ، محصورا في سبيل اللّه ، محبوسا في طريق الآخرة بعيلة أو مرض أو ضيق معيشة أو إصلاح قلب أو سبب آخر من الأسباب ، والأولى من الكل الأقارب و أولو الأرحام من أهل الاحتياج ، فإن الإنفاق عليهم صدقة و صلة. و في صلة الرحم من الثواب ما لا يخفى ، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : «لأن أصل أخا من إخواني بدرهم أحب إلي من أتصدق بعشرين درهما ، و لأن أصله بعشرين درهما أحب إلي من أن أتصدق بمائة درهم ، و لأن أصله بمائة درهم أحب إلي من أعتق رقبة».

وفي خبر آخر : «لا صدقة و ذو رحم محتاج ، الصدقة بعشرة و القرض بثمانية عشر، و صلة الإخوان بعشرين ، و صلة الرحم بأربعة و عشرين».

وفي الخبر: «إن أفضل الصدقات و الصلاة الإنفاق على ذي الرحم الكاشح» : يعني المبغض  وكأنه لمخالفة الهوى و صدوره عن الخلوص و التقوى .




جمع فضيلة والفضيلة امر حسن استحسنه العقل السليم على نظر الشارع المقدس من الدين والخلق ، فالفضائل هي كل درجة او مقام في الدين او الخلق او السلوك العلمي او العملي اتصف به صاحبها .
فالتحلي بالفضائل يعتبر سمة من سمات المؤمنين الموقنين الذين يسعون الى الكمال في الحياة الدنيا ليكونوا من الذين رضي الله عنهم ، فالتحلي بفضائل الاخلاق أمراً ميسورا للكثير من المؤمنين الذين يدأبون على ترويض انفسهم وابعادها عن مواطن الشبهة والرذيلة .
وكثيرة هي الفضائل منها: الصبر والشجاعة والعفة و الكرم والجود والعفو و الشكر و الورع وحسن الخلق و بر الوالدين و صلة الرحم و حسن الظن و الطهارة و الضيافةو الزهد وغيرها الكثير من الفضائل الموصلة الى جنان الله تعالى ورضوانه.





تعني الخصال الذميمة وهي تقابل الفضائل وهي عبارة عن هيأة نفسانية تصدر عنها الافعال القبيحة في سهولة ويسر وقيل هي ميل مكتسب من تكرار افعال يأباها القانون الاخلاقي والضمير فهي عادة فعل الشيء او هي عادة سيئة تميل للجبن والتردد والافراط والكذب والشح .
فيجب الابتعاد و التخلي عنها لما تحمله من مساوئ وآهات تودي بحاملها الى الابتعاد عن الله تعالى كما ان المتصف بها يخرج من دائرة الرحمة الالهية ويدخل الى دائرة الغفلة الشيطانية. والرذائل كثيرة منها : البخل و الحسد والرياء و الغيبة و النميمة والجبن و الجهل و الطمع و الشره و القسوة و الكبر و الكذب و السباب و الشماتة , وغيرها الكثير من الرذائل التي نهى الشارع المقدس عنها وذم المتصف بها .






هي ما تأخذ بها نفسك من محمود الخصال وحميد الفعال ، وهي حفظ الإنسان وضبط أعضائه وجوارحه وأقواله وأفعاله عن جميع انواع الخطأ والسوء وهي ملكة تعصم عما يُشين ، ورياضة النفس بالتعليم والتهذيب على ما ينبغي واستعمال ما يحمد قولاً وفعلاً والأخذ بمكارم الاخلاق والوقوف مع المستحسنات وحقيقة الأدب استعمال الخُلق الجميل ولهذا كان الأدب استخراجًا لما في الطبيعة من الكمال من القول إلى الفعل وقيل : هو عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ.
وورد عن ابن مسعود قوله : إنَّ هذا القرآن مأدبة الله تعالى ؛ فتعلموا من مأدبته ، فالقرآن هو منبع الفضائل والآداب المحمودة.