أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-10-2014
5749
التاريخ: 3-12-2015
1770
التاريخ: 7-10-2014
1889
التاريخ: 12-7-2016
1540
|
من المعجزات الالهية التي حيرت عقول العلماء ، ان الماء المالح في البحر ، يوجد ضمنه بعض الاحيان ينبوع للماء الحلو ازلال ، ومع ذلك يظل الماء المالح بمعزل عن الماء الحلو بدون ان يختلط به ، مما يسمح للبحارة بأن يتزودوا من الماء الحلو في الامكنة المحددة التي يعرفونها .
وهذان الماءان لا يختلطان مع بعضهما ، وكأن بينهما غشاء شفافاً يمنعهما من الامتزاج رغم تجاوزهما ، وهو ما عبر عنه القران بالبرزخ ، حيث قال عن هذه المعجزة : {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ} [الرحمن : 19، 20].
وفي هذ الصدد لا بأس ان نذكر مأثرة للعالم الطبيعي الفرنسي الشهير ميشيل كوستو ، فأثناء دراسته في البحار لاحظ الظاهرة التي ذكرناها انفاً، وهي عدم امتزاج المياه المالحة بالمياه الحلوة وكأن بينمهما غشاءً ، لكنه لم يعرف تعليلاً لذلك.
وبالصدفة كان يقرأ القران في الاذاعة ، والمقرئ يرتل آيات من سورة الرحمن ، ذات الجرس العذب الخاص ، فانجذب اليها ، وسال عن معناها ، فقالوا له ، ان القران الكريم يقول : {مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ} .
قال : ما معنى هذا ؟ قالوا : اذا التقى بحر الماء المالح مع بحر الماء العذب ، فانهما لا يختلطان ببعضهما ، وكأن بينهما برزخ [اي حاجز يمنعهما من الامتزاج] . عند ذلك سجد العالم (كوستو) لله تعالى ، وأعلن اسلامه وايمانه بالقران ، وانه منزل من عند الله تعالى ، قال : (لا اله الا الله محمد رسول الله ) .
اقول : هاتان العبارتان اللتان هما من اصول العقيدة في الاسلام ، فيهما اعجاز كبير ، فعدد حروف العبارة الاولى 19 ، وعدد حروف العبارة الثانية 19 ، وهو نفس عدد حروف آية البسملة . ويلاحظ ان حروف العبارتين كلها بدون نقط ، ثم ان العبارة الاولى كلها من مكررات ثلاثة حروف هي {اله} .
ولتقريب الاذهان حول معجزة (عدم اختلاط البحرين) نتذكر تجربة يمكن اجراؤها في المنزل ، وذلك عند تحضير الشاي بأبريقين . فاذا ملأنا كأس الشاي الى نصفه بالماء الساخن وأذبنا في السكر ، حصلنا على سائل كثيف يشبه ماء البحار ذي الكثافة العالية . ثم نصب فوق السائل السابق من ماء الشاي ببطء حتى يمتلئ النصف العلوي من الكأس ، فنجد ان الماء العلوي لم يختلط بالماء السفلي . واذا هززنا الكأس برفق نجد ان الماء في نصفي الكأس يهتز كل واحد منهما ولكن دون ان يختلط بالآخر ، كأس تحريكاً شديداً فان الماءين يمتزجان ، ويصير الجميع خليطاً متجانساً .
هذا وان هذه الظاهرة تحدث ايضا عند مصبات الانهار في البحار فان ماء النهر الذي يتوغل في البحر عدة كيلومترات يظل محافظاً على عذوبيته رغم التقائه بماء البحر ، على الرغم من حركة الماء وموجانه ، هذه الخاصية تسمح لأسماك الانهار بمغادرة النهر الى البحر والعيش فيه دون ان تلتقي بالماء المالح ، الذي يؤذيها ولا تستطيع العيش فيه لعدم تعودها عليه .
فسبحان من قدر الاشياء ورسمها ، وبر الوسائل وسخرها ليعيش الانسان والحيوان وجميع المخلوقات ، التي تكفل بحياتها ورزقها ، وحفظها ورعايتها ، فهو ربا لعالمين وخالقهم ، خلق كل شيء ولم يتركه هملاً ، بل هو يتولاه ويربيه في كل آن وحين ، فهو رب العالمين ، والمهيمن على الخلق أجمعين ، والحمد لله رب العالمين (1).
____________________________________
نشر هذ الموضوع في مجلة (الكوثر) في قم ، العدد 2 عام 1416هـ ، ثم في مجلة (نور الاسلام) البيروتية ، في زاوية [هذا خلق الله] ، العدد 61 و62 السنة السادسة عام 1996م.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
العتبة الحسينية تطلق فعاليات المخيم القرآني الثالث في جامعة البصرة
|
|
|