تعرف اليمين بأنها (قول يتخذ فيه الحالف الله شاهداً على صدق ما يقول او على انجاز ما يعد، ويستنزل عقابه اذا ما حنث)(1). او هي (اخبار عن امر مع الاستشهاد بالله تعالى على صدق الخبر)(2). فاليمين وسيلة يلجأ إليها الخصم عندما يعوزه الدليل لاثبات ما له من حقوق في ذمة خصمه، او لاثبات ايفائه لحقوق مدعى بها للخصم في ذمته سبق ان وفاها دون الحصول على دليل لا ثباتها، او يلجأ إليها القاضي لتعزيز بينة ضعيفة، وهي بذلك تعطي معنى الاحتكام الى ذمة الخصم وضميره (3). وقد شرعت اليمين بالقرآن الكريم والسنة النبوية والاجماع، فمن الآيات القرآنية الكريمة التي وردت فيها كلمة اليمين (لا يؤاخذكم الله باللغو في ايمانكم ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الايمان)(4). وقوله تعالى : (ان الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمنا قليلا اولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر اليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم)(5). وورد في الحديث النبوي الشريف (من كان حالف فليحلف بالله او ليصمت)(6). وانعقد اجماع فقهاء المسلمين على مشروعية اليمين كوسيلة من وسائل الاثبات، مقتدين بحديث رسول الله (ص) (البينة على من ادعى واليمين على من انكر) .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1-السنهوري، ج2 فقرة 264 ص514.

2-مرقس، من طرق الاثبات ج2 ص113.

3-مالك جابر حميد الخزاعي، حجية اليمين في الدعوى المدنية، رسالة ماجستير، كلية القانون بجامعة بغداد 1988 ص13.

4-سورة المائدة الآية (89).

5-سورة آل عمران الآية (77).

6-ابن حجر، الحافظ شهاب الدين ابي الفضل العسقلاني، فتح الباري بشرح البخاري، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده، القاهرة 1959 ص530.