أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-11-27
991
التاريخ: 2023-08-04
989
التاريخ: 20-6-2016
7215
التاريخ: 31-12-2015
3103
|
ظاهرة المعاومة
هي ظاهرة وراثية فيزيولوجية معقدة جداً تتدخل فيها عدة عوامل منها: التغذية، وديناميكية التفرع، وعناصر المناخ والصنف والحالة الصحية للشجرة. وهي ايضاً ظاهرة كمية تتمثل في حمل الأشجار في احدى السنوات محصولاً غزيراً يليها حمل ضعيف او يكاد يكون معدوماً في السنة التالية. الجدير بالذكر انه من الصعب بمكان تحديد السبب المباشر لهذه الظاهرة، ولكنها فسرت فيزيولوجياً باستنفاد معظم المواد الكربوهيدراتية اكثر مما ينقص من النتروجين الكلي، هذه المواد تدخل في تكوين المحصول الغزير الذي يعقد في العام الأول، مما سبب اختلالاً في التوازن الغذائي داخل الشجرة، ولاسيما العلاقة C/N أي التوازن بين المجموع الخضري وتصنيع المواد الكربوهيدراتية وقدرة الجذور على امتصاص العناصر الغذائية الازوتية من التربة، تكون نتيجة هذا الاختلال قلة في تكوين طرود جديدة خلال موسم الإنتاج (بالتالي البراعم الزهرية) تضمن المحصول للسنة التالية. لذا فالاشجار ذات المخزون القليل من النتروجين تبدو فيها ظاهرة المعاومة بشكل اسوا بكثير من ذات المخزون الجيد. كما ان صغر المسطح الورقي في الأشجار الفقيرة بالآزوت يؤدي الى تقليل كمية الغذاء الذي تصنعه الأوراق او الذي تستمده الشجرة. كما ان هذه الظاهرة تتعزز بتقدم الأشجار بالسن وسوء خدمتها.
أسباب ظاهرة المعاومة:
بينت أبحاث عدة بوضوح ان اهم الظواهر المسؤولة عن تبادل الحمل هي:
- عدم قدرة الشجرة على الازهار، إذ ان انطلاق الازهار مرتبط بالمستوى الغذائي في الأوراق والبراعم، كما ان ندرة العناصر الغذائية يؤثر جدياً في تشكل الأجزاء الزهرية، وبالتالي يؤدي الى ظاهرة اجهاض المبايض. كما ان حلول شتاء دافئ يؤدي الى فشل تمايز البراعم الزهرية بسبب عدم توافر ساعات البرودة الكافية.
- تميز بعض الأصناف بظاهرة عدم التوافق الذاتي الكلي او الجزئي رغم انتاجه لأزهار كاملة، ويتحدد المحصول عندئذ بمدى ما تتعرض أشجار الصنف للتلقيح الخلطي بحبوب طلع من سنف آخر متوافق معه.
- وجود نسبة عالية من الازهار المذكرة.
تعود أسباب هذه الظواهر الى مجموعة من العوامل:
* عوامل وراثية:
فهناك أصناف معاومة اكثر من غيرها، مثل الصنف الزيتي والدعيبلي. هذه العوامل تحدد عدداً من عناصر الإنتاج على مستوى الازهار مثل:
- متطلبات الصنف من ساعات البرودة الضرورية للتحريض الزهري.
- معاناة بعض الأصناف من ظاهرة عدم التوافق الذاتي.
- عدم تحمل الازهار لبعض العوامل المناخية.
* عوامل بيئية:
تُلحق بعض العوامل البيئية غير الملائمة (كالحرارة، الرطوبة، الرياح) اضراراً بالغة بالبراعم والازهار والاثمار، فالعوامل المحيطة بالشجرة قبل الازهار وبعده يكون لها اكبر الأثر في كمية المحصول ونوعيته، ومن هذه العوامل:
- عوامل التربة: ان المواد الغذائية الموجودة في التربة لها تاثير واضح في النبات، اذ ان نقص أي عنصر او مادة غذائية مهمة يؤثر في تكوين الأعضاء الزهرية ونموها وبالتالي في كمية المحصول، ويعتبر الآزوت من اهم العناصر المحددة نظراً لاستهلاكه بكميات كبيرة في عمليات النمو المختلفة ولذا يجب توافره اثناء الازهار والعقد، ولكن يجب عدم الاسراف لان ذلك قد يؤدي لعدم الاثمار لتشجيعه النمو الخضري بدرجة كبيرة مما يعمل على استهلاك المواد الكربوهيدراتية في بناء انسجة جديدة، كما ان زيادة الرطوبة او نقصها بدرجة كبيرة تسبب تساقط الكثير من الازهار والثمار.
- عوامل مناخية: تؤثر الحرارة في تكوين المحيطات الزهرية كما تؤثر في نضج المآبر والمياسم وفي انبات حبوب الطلع ونمو الانبوبة الطلعية، وفي حال ارتفاع درجات الحرارة تسقط الازهار والثمار كما يسبب الصقيع موت البراعم الزهرية. إضافة الى ان انخفاض الرطوبة يسبب زيادة نسبة التبخر مما يؤدي الى تساقط الازهار والثمار. اما الرياح متوسطة السرعة فهي ضرورية لانتقال حبوب الطلع لان تلقيح ازهار الزيتون خلطي بالرياح.
* عوامل فيزيولوجية:
تتعلق بالتركيب الكيماوي (لاسيما كمية المواد الكربوهيدراتية وتوازن نسبة C/N) لأنسجة النبات وبالغذاء المخزن فيه، إذ ان حالة النبات الغذائية قبل الازهار وبعده لها تأثير في عدد الازهار المتكونة وعدد الثمار التي تعقد وتستمر على الشجرة حتى النضج.
*عوامل تتعلق بالخدمات الزراعية: لهذه الخدمات اثر كبير في تبادل الحمل مثل التقليم الجائر والقطاف بالعصا فهما يسهمان كثيراً في تدني الحمل واحياناً انعدامه.
خلاصة: ان هذه الظاهرة معزوة للتفاعل المعقد للعوامل الخارجية (التربة، الطقس، علميات الخدمة) وللعوامل الداخلية الفيزيولوجية وتأثيرهما في بيولوجيا الشجرة وللصنف ايضاً.
أنواع المعاومة:
- معاومة منتظمة: يكون فيها الحمل حسب وتيرة واحدة مميزة بتتابع منتظم لسنة ذات حمل غزير يعقبها سنة ذات حمل قليل.
- معاومة شاذة: إذ يلاحظ ازدياد في المردود ثم انتاج عال جداً يعقبه ازهار واثمار قليلين جداً لمدة سنتين او ثلاثة سنوات.
واخيراً يطرح بعض الباحثين ومزارعي الزيتون نقاطاً يمكن ان تقلل من حدة ظاهرة المعاومة:
• اختيار الصنف الملائم: وفي حالة اختيار صنف ضعيف التوافق الذاتي مثل الصنف الزيتي فلابد من زراعة صنف ملقح بجواره مثل الصنف الصوراني او القيسي.
• تنفيذ الخدمات الزراعية الضرورية وفي مواعيدها المناسبة مثل:
- خف الازهار في موسم الازهار الغزير ببعض منظمات النمو المتخصصة مثل NAA بتركيز 100-125 جزء بالمليون في فترة 2-4 أسابيع بعد الازهار الكامل.
- ريّ مزارع الزيتون في سنة الحمل الغزير لتحسين حالة الشجرة. ان الري مهم اثناء مراحل النمو المختلفة ولاسيما خلال المراحل الأولى لشكل الأجزاء الزهرية (في الربيع) اذ يؤدي ذلك الى رفع نسبة الازهار الكاملة على طول الطرود وكذلك الري الخريفي، والري خلال شهري تموز وآب اثناء فترة تصلب النواة وامتلاء الخلايا، مما يحسن من مواصفات الثمار كماً ونوعاً.
- التسميد الجيد والمتوازن من NPK ولاسيما النتروجين قبل موسم الزيتون الغزير وذلك خلال الفترة الواقعة بين الازهار وعقد الثمار مما يساعد على تثبيت عقد الثمار ويقلل من عدد الازهار المتساقطة، وهذا يؤمن امداد الثمار العديدة وتشجيع النموات الحديثة التي ستضمن محصول العام القادم. ومن المهم التحري عن نقص العناصر النادرة مثل المغنزيوم والبورون والحديد والمنغنيز واضافتها عند اللزوم مع خلائط الأسمدة او بالرش الورقي.
- التقليم السنوي المنتظم، (يشمل إزالة الفروع غير المفيدة، وتوزيع للفروع المثمرة، وإزالة الفروع المعمرة والمشوهة) ولاسيما قبل موعد الازهار في سنوات الحمل الغزير للتقليل من عدد ازهار هذه السنوات ومن ثم ثمارها. ويستجيب الزيتون للتقليم ويسمح بتوجيه نموه الى الاثمار السريع وتنظيم انتاجه ولاسيما ظاهرة المعاومة، كما يؤدي الى حدوث تغيرات فيزيولوجية في الشجرة، قليلة او كثيرة حسب شدة التقليم، هذه التغيرات لها انعكاسات على بيولوجية الشجرة. ان تقليم الاثمار يجدد الطرود التمرية مما يقلل من حدة التبادل، إذ ان من اهم أهدافه توجيه الشجرة لإعطاء فروع جديدة حيث انها ستزهر في السنة التالية وبالتالي فان تطبيقه بأنواعه المختلفة يؤمن استمرارية إنتاجية الشجرة مثل تطبيق تقليم الاستبدال الذي يسمح بالمحافظة على التوازن بإزالة الفروع المعمرة، وتشجيع نمو طرود مثمرة جديدة. اما تقليم التفريد فيؤمن تهوية المجموع الخضري والمحافظة على الشجرة بحالة توازن جيد من خلال التوزيع الجيد للنسغ، وبالتالي تغذية مناسبة للطرود التمرية للمحافظة على انتاجها المتوازن، وتقليم التجديد مكمل لتقليم التفريد.
- اجراء فلاحات سطحية تحسن من نوعية التربة ولا تخل بالتوازن المائي بين امتصاص الماس من التربة والنتح عن طريق المجموع الخضري مما ينتج عنه علائم الذبول والعطش وكرمشة الثمار.
- مكافحة الامراض والحشرات بشكل ناجح وفعال بتطبيق المكافحة المتكاملة ترشيد استعمال المبيدات للحافظة على الأعداء الحيوية في الطبيعة.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|