أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-4-2016
3099
التاريخ: 18-10-2015
3402
التاريخ: 21-01-2015
3439
التاريخ: 18-10-2015
4486
|
شفت هند غليلها وانطفأت جمرة حقدها حينما علمت بمصرع الشهيد حمزة فسارعت تفتّش عن جثّته وهي مثلوجة الفؤاد ناعمة البال فلمّا أبصرتها أقبلت عليها كالكلبة فمثّلت بها شرّ تمثيل فاستخرجت كبده فلاكته ثمّ لفظته ، وجدعت أنفه واذنيه وجعلتهم قلادة لها واثر عنها من الشعر قد سجّلت فيه شكرها لوحشي قاتل حمزة وهو :
نحن جزيناكم بيوم بدر والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر ولا أخي وعمّه وبكر
شفيت نفسي وقضيت نذري شفيت يا وحشي غليل صدري
فشكر وحشي على عمري حتى ترم أعظمي في قبري
وحكى هذا الشعر خساسة طبعها ولؤم عنصرها وقد مثّلت هند بجثّة حمزة عمّ النبي شرّ تمثيل.
وسارع الجاهلي أبو سفيان نحو ساحة المعركة يتفرّس في وجوه شهداء المسلمين ليروي غليله فرأى جثّة الشهيد حمزة التي مزّقتها هند فطار سرورا وفرحا وقال بصوت تفيض منه الشماتة والأحقاد : يا أبا عمارة دار الدهر وحال الأمر واشتفت منكم نفسي ؛ ثمّ هزّ رمحه وطعن به شدق جثّة حمزة وهو يردّد : ذق عقق ؛ ذق عقق .
وولّى وهو ناعم البال قرير العين قد روى قلبه المترع بالشرك والرذائل من زعيم الهاشميّين وبطل الإسلام.
ووقف النبيّ (صلى الله عليه واله) على جثمان عمّه الذي مثّلت به هند أقسى ألوان التمثيل فذابت نفسه أسى وحزنا كأشدّ ما يكون الحزن وراح يقول مخاطبا عمّه : لن أصاب بمثلك أبدا ما وقفت موقفا قطّ أغيظ إليّ من هذا لو لا أن تحزن صفيّة ويكون سنّة من بعدي لتركته حتّى يكون في بطون السّباع وحواصل الطّيور ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن لامثّلنّ بثلاثين رجلا منهم .
وانبرى المسلمون بلوعة وأسى قائلين : والله! لئن أظفرنا الله بهم يوما من الدهر لنمثّلنّ بهم مثلة لم يمثّلها أحد من العرب ؛ ونزل جبرئيل على النبيّ (صلى الله عليه واله) يرشده إلى ما ينبغي له مع قريش وكره له التمثيل بهم بهذه السعة فقد رفع له هذه الآية : {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ * وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ } [النحل: 126، 127] فعفا رسول الله (صلى الله عليه واله) وصبر ونهى عن المثلة وقال : إنّ المثلة حرام ولو بالكلب العقور , لقد كانت معركة أحد المعركة الوحيدة التي هزم فيها المسلمون شرّ هزيمة ؛ وقد قال ابن إسحاق : إنّ يوم أحد يوم بلاء ومصيبة وتمحيص اختبر الله به المؤمنين ومحقّ به المنافقين ممّن كان يظهر الإيمان بلسانه وهو مستخف بالكفر في قلبه ويوما أكرم الله فيه من أراد كرامته بالشهادة .
وقد أخبر النبيّ (صلى الله عليه واله) الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد انتهاء المعركة أنّه لا يصيب المشركون من المسلمين مثل هذه المعركة حتى يفتح الله تعالى على المسلمين .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|