أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-06-10
616
التاريخ: 29-01-2015
3495
التاريخ: 22-10-2015
3673
التاريخ: 29-01-2015
3471
|
أرسل الامام الى الخوارج الحارث بن مرة العبدى يسألهم عن ترويعهم للآمنين ونشرهم للخوف وعن الفساد الذي أحدثوه فى الأرض فحينما انتهى إليهم قتلوه ولما جاء خبر قتله الى الامام قام إليه فريق من اصحابه فقالوا له : يا أمير المؤمنين علام تدع هؤلاء وراءنا يخلفوننا في اموالنا وعيالنا سربنا الى القوم فاذا فرغنا مما بيننا وبينهم سرنا الى عدونا من أهل الشام ؛ فاستصوب الامام رأيهم ورأى ان الخطر الناجم من هؤلاء أشد وأعظم من خطر معاوية وذلك لقربهم من عاصمته وهم لا شك سيحدثون الاضطراب والقلق فيما لو نزح لجرب معاوية فأزمع الامام على الرحيل إليهم ونادى مناديه في الجيش : الرحيل عباد الله الرحيل .
وتحركت قوات الامام تحدوها العقيدة الى محاربة هؤلاء المارقين عن الدين والعابثين بالأمن فلما انتهوا إليهم بعث الامام لهم رسولا يطلب منهم قتلة عبد الله بن خباب ومن كان معه وقتلة رسوله الحارث بن مرة فاندفعوا مجيبين بجواب واحد : إنا كلنا قتلناهم وكلنا مستحل لدمائكم ودمائهم ؛ فأقبل (عليها السلام) بنفسه إليهم فوجه لهم خطابا مشفوعا بالنصح والارشاد وحب الخير قائلا : أيتها العصابة إني نذير لكم أن تصبحوا تلعنكم الأمة غدا وانتم صرعى بازاء هذا النهر بغير برهان ولا سنة ألم تعلموا أني نهيتكم عن الحكومة واخبرتكم أن طلب القوم لها مكيدة وانبأتكم ان القوم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن وأني أعرف بهم منكم قد عرفتهم اطفالا وعرفتهم رجالا فهم شر رجال وشر أطفال وهم أهل المكر والغدر وانكم إن فارقتموني ورأيي جانبتم الخير والحزم فعصيتموني وأكرهتموني حتى حكمت فلما أن فعلت شرطت واستوثقت واخذت على الحكمين أن يحييا ما أحيا القرآن وأن يميتا ما أمات القرآن فاختلفا وخالفا حكم الكتاب والسنة وعملا بالهوى فنبذنا أمرهم ونحن على أمرنا الاول فما نبؤكم ومن أين أتيتم؟
لقد بين (عليها السلام) فى خطابه اجبارهم وإكراههم له في بادئ الامر على التحكيم وإنه ما قبله إلا وهو مكره مخاطر على حياته منهم وانه قد شرط على الحكمين أن يحكما بما وافق كتاب الله وسنة نبيه ولما لم يحكما بذلك ولم يتبعا الحق كان حكمهما مردودا ولكن هؤلاء العتاة الذين لم يفهموا من المنطق شيئا اجابوا الامام بجواب دل على تماديهم في الجهل قائلين : إنا حيث حكمنا الرجلين أخطأنا بذلك وكنا كافرين وقد تبنا من ذلك فان شهدت على نفسك بالكفر وتبت كما تبنا واشهدنا فنحن معك ومنك وإلا فاعتزلنا وإن أبيت فنحن منابذوك على سواء فأجابهم الامام منكرا عليهم ذلك قائلا : أبعد إيماني بالله وهجرتي وجهادى مع رسول الله (صلى الله عليه واله) أبوء وأشهد على نفسي بالكفر لقد ضللت إذن وما أنا من المهتدين ويحكم بم استحللتم قتالنا والخروج من جماعتنا إن اختار الناس رجلين فقالوا لهما : انظرا بالحق فيما يصلح العامة ليعزل رجل ويوضع آخر مكان آخر. أحل لكم أن تضعوا سيوفكم على عواتقكم تضربون بها هامات الناس وتسفكون دماءهم إن هذا لهو الخسران المبين , ولما علموا أنهم لا يستطيعون أن يناقشوا الامام في كلامه نادى بعضهم بعضا : لا تخاطبوهم ولا تكلموهم تهيئوا للقاء الحرب الرواح الرواح إلى الجنة .
ولما يئس الامام من ارشادهم وإرجاعهم الى طريق الحق عبأ جيشه وأمر بان لا يبدؤوهم بقتال حتى يقاتلوهم ولما نظر الخوارج الى هذا التهيؤ استعدوا وتهيئوا وكانت نفوسهم مترعة بالشوق الى الحرب وقلوبهم تتحرق الى القتال تحرق الظمآن الى الماء وهتف بعضهم فيهم : هل من رائح الى الجنة؟
فأجابوه جميعا الرواح الى الجنة ثم حملوا حملة منكرة وهم يهتفون بشعارهم لا حكم إلا لله فانفرجت لهم خيل الامام فرقين فرق تمضي الى الميمنة وفرق تمضي الى الميسرة والخوارج يندفعون بين الفريقين فتلقاهم أصحاب الامام بالنبل وما هي إلاّ ساعة حتى قتلوا عن آخرهم ولم يفلت منهم الا تسعة
ولما وضعت الحرب أوزارها طلب الامام من اصحابه أن يلتمسوا له ذا الثدية في القتلى فبحثوا عنه بحثا دقيقا فلم يظفروا به فعادوا إليه يخبرونه بعدم ظفرهم به فأمرهم أن يلتمسوه له مرة اخرى قائلا : ما كذبت ولا كذبت ويحكم!! التمسوا الرجل فانه في القتلى .
فانطلقوا يفتشون عنه فظفر به رجل من اصحابه بين القتلى فمضى يهرول فأخبر الامام به فقال : الله اكبر!! ما كذبت على محمد وإنه لناقص اليد ليس فيها عظم في طرفها حلمة مثل ثدي المرأة عليها خمس شعرات أو سبع رؤوسها معقفة ؛ وأمر باحضار جثته فأحضرت له فتبين عضده فاذا على منكبه ثدى كثدي المرأة وعليه شعرات سود تمتد حتى تحاذي بطن يده الأخرى فاذا تركت عادت الى منكبه فلما رأى ذلك خرّ لله ساجدا ثم قسم بين اصحابه سلاح الخوارج ودوابهم ورد الأمتعة والعبيد الى أهليهم وبذلك انتهت حادثة النهروان .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|