المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تربية الماشية في جمهورية مصر العربية
2024-11-06
The structure of the tone-unit
2024-11-06
IIntonation The tone-unit
2024-11-06
Tones on other words
2024-11-06
Level _yes_ no
2024-11-06
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05



واقعة النهروان  
  
3484   10:51 صباحاً   التاريخ: 2-5-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج1, ص485-489.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

أرسل الامام الى الخوارج الحارث بن مرة العبدى يسألهم عن ترويعهم للآمنين ونشرهم للخوف وعن الفساد الذي أحدثوه فى الأرض فحينما انتهى إليهم قتلوه ولما جاء خبر قتله الى الامام قام إليه فريق من اصحابه فقالوا له : يا أمير المؤمنين علام تدع هؤلاء وراءنا يخلفوننا في اموالنا وعيالنا سربنا الى القوم فاذا فرغنا مما بيننا وبينهم سرنا الى عدونا من أهل الشام ؛ فاستصوب الامام رأيهم ورأى ان الخطر الناجم من هؤلاء أشد وأعظم من خطر معاوية وذلك لقربهم من عاصمته وهم لا شك سيحدثون الاضطراب والقلق فيما لو نزح لجرب معاوية فأزمع الامام على الرحيل إليهم ونادى مناديه في الجيش : الرحيل عباد الله الرحيل .

وتحركت قوات الامام تحدوها العقيدة الى محاربة هؤلاء المارقين عن الدين والعابثين بالأمن فلما انتهوا إليهم بعث الامام لهم رسولا يطلب منهم قتلة عبد الله بن خباب ومن كان معه وقتلة رسوله الحارث بن مرة فاندفعوا مجيبين بجواب واحد : إنا كلنا قتلناهم وكلنا مستحل لدمائكم ودمائهم ؛ فأقبل (عليها السلام) بنفسه إليهم فوجه لهم خطابا مشفوعا بالنصح والارشاد وحب الخير قائلا : أيتها العصابة إني نذير لكم أن تصبحوا تلعنكم الأمة غدا وانتم صرعى بازاء هذا النهر بغير برهان ولا سنة ألم تعلموا أني نهيتكم عن الحكومة واخبرتكم أن طلب القوم لها مكيدة وانبأتكم ان القوم ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن وأني أعرف بهم منكم قد عرفتهم اطفالا وعرفتهم رجالا فهم شر رجال وشر أطفال وهم أهل المكر والغدر وانكم إن فارقتموني ورأيي جانبتم الخير والحزم فعصيتموني وأكرهتموني حتى حكمت فلما أن فعلت شرطت واستوثقت واخذت على الحكمين أن يحييا ما أحيا القرآن وأن يميتا ما أمات القرآن فاختلفا وخالفا حكم الكتاب والسنة وعملا بالهوى فنبذنا أمرهم ونحن على أمرنا الاول فما نبؤكم ومن أين أتيتم؟

لقد بين (عليها السلام) فى خطابه اجبارهم وإكراههم له في بادئ الامر على التحكيم وإنه ما قبله إلا وهو مكره مخاطر على حياته منهم وانه قد شرط على الحكمين أن يحكما بما وافق كتاب الله وسنة نبيه ولما لم يحكما بذلك ولم يتبعا الحق كان حكمهما مردودا ولكن هؤلاء العتاة الذين لم يفهموا من المنطق شيئا اجابوا الامام بجواب دل على تماديهم في الجهل قائلين : إنا حيث حكمنا الرجلين أخطأنا بذلك وكنا كافرين وقد تبنا من ذلك فان شهدت على نفسك بالكفر وتبت كما تبنا واشهدنا فنحن معك ومنك وإلا فاعتزلنا وإن أبيت فنحن منابذوك على سواء فأجابهم الامام منكرا عليهم ذلك قائلا : أبعد إيماني بالله وهجرتي وجهادى مع رسول الله (صلى الله عليه واله) أبوء وأشهد على نفسي بالكفر لقد ضللت إذن وما أنا من المهتدين ويحكم بم استحللتم قتالنا والخروج من جماعتنا إن اختار الناس رجلين فقالوا لهما : انظرا بالحق فيما يصلح العامة ليعزل رجل ويوضع آخر مكان آخر. أحل لكم أن تضعوا سيوفكم على عواتقكم تضربون بها هامات الناس وتسفكون دماءهم إن هذا لهو الخسران المبين , ولما علموا أنهم لا يستطيعون أن يناقشوا الامام في كلامه نادى بعضهم بعضا : لا تخاطبوهم ولا تكلموهم تهيئوا للقاء الحرب الرواح الرواح إلى الجنة .

ولما يئس الامام من ارشادهم وإرجاعهم الى طريق الحق عبأ جيشه وأمر بان لا يبدؤوهم بقتال حتى يقاتلوهم ولما نظر الخوارج الى هذا التهيؤ استعدوا وتهيئوا وكانت نفوسهم مترعة بالشوق الى الحرب وقلوبهم تتحرق الى القتال تحرق الظمآن الى الماء وهتف بعضهم فيهم : هل من رائح الى الجنة؟

فأجابوه جميعا الرواح الى الجنة ثم حملوا حملة منكرة وهم يهتفون بشعارهم لا حكم إلا لله  فانفرجت لهم خيل الامام فرقين فرق تمضي الى الميمنة وفرق تمضي الى الميسرة والخوارج يندفعون بين الفريقين فتلقاهم أصحاب الامام بالنبل وما هي إلاّ ساعة حتى قتلوا عن آخرهم ولم يفلت منهم الا تسعة 

ولما وضعت الحرب أوزارها طلب الامام من اصحابه أن يلتمسوا له ذا الثدية في القتلى فبحثوا عنه بحثا دقيقا فلم يظفروا به فعادوا إليه يخبرونه بعدم ظفرهم به فأمرهم أن يلتمسوه له مرة اخرى قائلا : ما كذبت ولا كذبت ويحكم!! التمسوا الرجل فانه في القتلى .

فانطلقوا يفتشون عنه فظفر به رجل من اصحابه بين القتلى فمضى يهرول فأخبر الامام به فقال : الله اكبر!! ما كذبت على محمد وإنه لناقص اليد ليس فيها عظم في طرفها حلمة مثل ثدي المرأة عليها خمس شعرات أو سبع رؤوسها معقفة ؛ وأمر باحضار جثته فأحضرت له فتبين عضده فاذا على منكبه ثدى كثدي المرأة وعليه شعرات سود تمتد حتى تحاذي بطن يده الأخرى فاذا تركت عادت الى منكبه فلما رأى ذلك خرّ لله ساجدا ثم قسم بين اصحابه سلاح الخوارج ودوابهم ورد الأمتعة والعبيد الى أهليهم وبذلك انتهت حادثة النهروان .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.