المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



تأثيرات النزاع على الأولاد  
  
2590   01:10 مساءاً   التاريخ: 21-4-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الاب في التربية
الجزء والصفحة : ص337ـ339
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-10-2021 2461
التاريخ: 23-3-2021 2128
التاريخ: 16-5-2022 1715
التاريخ: 12-1-2023 1366

للنزاع بين الوالدين أعراض خطيرة تؤثر على الاولاد ولا يمكن لنا ان نشير إلى جميعها لكننا سنذكر فيما يلي بعضها :

1ـ اختلال عملية الانضباط : عندما يحصل النزاع بين الوالدين فإنه يؤثر على انضباط الاطفال وعدم اكتراثهم بأوامر الوالدين، وتعتبر هذه اساءة كبيرة للزوجين.

وثمة خطر آخر يهدد الاسرة ايضا ألا وهو انقسامها إلى معسكرين او صفين حيث سيتبنى كل طفل موقفا معينا فيكون إلى جانب امه او ابيه، ويدافع عنه. وهذا ليس في صالح أي من الوالدين.

2ـ اساءة الظن بالوالدين : قد يكون احد الوالدين محقا في هذا النزاع ولديه ادلة قوية وكثيرة، إلا أن الطفل يحمل تصورا مختلفا عن هذا الموضوع.

إنه ينظر نظرة خاصة تقوم على ادراكه وتفكيره فيدين مثلا طرفاً معيناً. وقد يلجأ الاب للإساءة إلى الام ويحاول اقناع الطفل بانه على حق في ذلك النزاع، لكن هذا لا يعني ان الطفل سيقبل بوجهة نظر ابيه رغم سكوته الظاهري، بل سيعتبر الاب مذنبا فيسيء الظن به بمجرد ان يشاهد بكاء امه وتوددها اليه.

3ـ توقف عملية النمو : أشارت بعض الدراسات في المجتمعات الغربية ان نزاع الوالدين في محيط الاسرة يؤدي إلى توقف عملية نمو الطفل وظهور مشاكل جدية في هذا المجال.

وقد تقل شهية الطفل للطعام او يحصل تباطؤ في علمية الهضم بسبب حدوث خلل في افرازات بعض الغدد. وهذا كله بسبب شعور الطفل بالغم والحزن.

ويؤدي نزاع الوالدين ايضا في حال مرض الطفل إلى تباطؤ عملية شفائه واستعادته لصحته وسلامته، او قد يؤدي إلى مضاعفة المرض بسبب ازدياد غمّه.

4ـ السلوك الاجتماعي المنحرف : يؤدي نزاع الوالدين وعدم توافقهما، بل وحتى سلوكهما الغير متزن وكلامهما الغير منسجم، إلى تمهيد الاجواء لان يسلك الطفل سلوكا اجتماعيا منحرفا فيلجأ إلى الجريمة مثلا، ويمكن ان تشاهدوا اثار ذلك في سلوك الطفل وعمله.

فالحجم الذي يؤججه بعض الاباء لأولادهم في الاسرة يكون سببا للعديد من حالات الاضطراب التي تؤثر بشدة على حياة الافراد الحالية والمستقبلية. وعندنا نماذج كثيرة لجأ فيها الاولاد إلى الفساد والانحراف والاجرام.

تحطيم المعنويات : واخيراً، يؤدي النزاع إلى تحطيم معنويات الاولاد ويُجذِّر في نفوسهم حالات القلق والاضطراب.

فما اكثر الاولاد الذين يشعرون بالقلق بسبب ذلك، او انهم يشعرون بالاثم جراء نزاع الوالدين.

وبسبب شعورهم بالقلق هو احساسهم بان امنهم في خطر، ويتوقعون بان عواقب سيئة تنتظرهم. اما سبب شعورهم بالاثم فهو خوفهم من ان تكون اخطاؤهم هي السبب في ظهور هذه الحوادث.

اذ سيتعرّض نموه الجسمي للخطر وتضعف معنويات ذلك الطفل الذي يشاهد باستمرار حدوث نزاع بين والديه، ويرتجف دائما بسبب خوفه، وانه سيكون قاصراً عن التعامل مع شؤون الحياة المختلفة مما يزيد الطين بلة.

وأخيراً :

فإن السلوك الخاطئ للوالدين واضطراب الأسرة، وضعف الأواصر بين الزوجين يدفع الطفل إلى

الشعور بفقدان الامن، وينظر إلى الحياة نظرة متشائمة. ويتصف الاطفال الذين ينمون ويترعرعون في ظل هذه الاسرة بالهزال، واصفرار البشرة وانهيار المعنويات والاصابة بتخلف دراسي، والتخلف بسلوك سيء في التعامل مع الآخرين.

وانهم لا يشعرون بالحيوية ابدا، ولا ينامون نوما مريحا، وتنعدم رغبتهم في الكلام، بل سيصابون بتأخر في النطق لمن هم دون الثالثة من العمر كما اشارت إلى ذلك التجارب العلمية...




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.