لقد تحدث رسول الله عن الامتحانات والفتن التي ستحصل من بعده. فقال: (يا عَلِيَّ إِنَّ الْقَوْمَ سَيُفْتَنُونَ بِأَمْوَالِهِمْ، وَيَمُنُونَ بِدِينِهِمْ عَلَى رَبِّهِمْ، وَيَتَمَنُوْنَ رَحْمَتَهُ، وَيَأْمَنُون سطوته، وَيَسْتَحلُونَ حَرَامَه بِالشَّبُهَاتِ الكاذبة والأهواء الساهية، فيستحلون الخمر بالنبيذ، والسُّحْتَ بالهدية، والربا بالبيع) (1).

يخبر النبي (صلى الله عليه وآله) عن أولئك الذين يعتبرون الشراب حلالا، وفي تسويغهم لذلك الفعل يقولون: إن الشراب الحرام هو المأخوذ من العنب، أما شراب الزبيب (النبيذ) أو الفواكه الأخرى فهو حلال، كذلك رغم أنهم يعلمون أن الرشوة حرام يقدمون مالا بعنوان الهدية للقضاة أو موظفي الحكومة، كي ينجز عملهم بنحو أسرع، أو يتم العمل الذي يعود بالنفع عليه أو كي يصدر حكما لصالحهم لكنهم بذلك يكونون قد دفعوا في الواقع رشوة، وبتغيير الاسم والعنوان لا تتغير ماهية الشيء وعلى الرغم من أنهم يعلمون أن الربا واحد من أسوأ الذنوب وأقبحها، ورغم انه اعتبر في بعض الروايات أقبح بسبعين مرة من الزنا بالمحارم في جوف الكعبة (2)، ورغم أنه ذكر في القرآن على اله بمثابة الحرب مع الله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} [البقرة: 278، 279]، إلا انهم يرتكبونه باسم التجارة والمعاملة، وكنموذج يقوم بعض المرابين اليوم - من خلال إلباس عملهم لباس الحلية - بإقراض المستلم مليون تومان نقدا مع مقدار من قطع الحلوى، ويطلبون منه أن يردها لهم بعد عام مليونا وخمسمائة ألف تومان، وكأن الخمسمائة ألف تومان هي قيمة تلك القطع من الحلوى ولا شك في أن هذا التظاهر لا يبذل ماهية الربا، وهذا النوع من التجارة يشمله حكم الربا، وهو حرام.

واود أن أذكر بأن التعاليم الدينية تشدّد كثيرا على محاربة أصحاب البدع في الدين ومن ذلك قول الإمام الصادق (عليه السلام): مَنْ مَشَى إلى صَاحِب بِدْعَةٍ فَوَقَرَهُ فَقَدْ مَشى فِي هَدم الإسلام) (3).

كذلك قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (إِذا ظَهَرَتِ الْبِدْعُ فِي أَمْتي فَلْيُظْهِر الْعَالِمُ عِلْمَهُ، فَمَنْ لَمْ يَفْعَلْ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ) (4).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج 32، الباب 4، ص 241، ح 191.

2ـ محمد بن الحسن الحر العاملي، وسائل الشيعة، ج 18، الباب 1، ص 117.

3ـ محمد باقر المجلسي، بحار الأنوار، ج 2، الباب 24، ص 304، ح 45.

4ـ المصدر السابق: ج 108، ص 15. 

اخر الاخبار

اخبار العتبة العباسية المقدسة

المجمع العلمي يجري اختبار القبول للمتقدمين إلى دورة ربيع القرآن في كربلاء

وفد الهيأة العُليا لإحياء التراث يزور السيد موسى الزنجاني بمدينة قم المقدّسة

لتعزيز الشراكات المعرفية.. وفد قسم شؤون المعارف يلتقي عددًا من أعلام مدينة النجف الأشرف

قسم التربية والتعليم: حفل تكريم الطلبة المتفوّقين يمثل ترسيخًا لثقافة الاعتراف بالتميّز

المزيد

الآخبار الصحية

كنز غذائي على طبقك.. ماذا تفعل السبانخ بجسمك؟

ما لا يتوقعه أحد.. "سر غذائي" في الجبن الدسم

لتحسين الهضم والنوم.. هذا أفضل وقت لتناول العشاء

10 طرق بسيطة وغير مألوفة لحرق المزيد من السعرات يوميا

المزيد

الآخبار التكنلوجية

سابقة بعالم الطيران.. طائرة تقرر الهبوط بنفسها بعد ظرف طارئ

"الإنفلونزا الخارقة" تكتسح دول العالم.. وتثير قلقا كبيرا

مرحلة ما قبل الأعراض.. دواء جديد يستهدف "شرارة" الزهايمر

إزالة ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي.. ما دور المحيطات والبحار؟

المزيد

مواضيع ذات صلة

المستضعفون

شر الناس

الشراك المخادعة للمتظاهرين بالعلم

ظاهرة الكذب عند الأطفال

التمييز بين الآراء المذمومة وغير المذمومة

كيفية التعامل مع الكذب حسب المراحل العمرية للطفل

ذم التعلق بالدنيا وملذّاتها

ظاهرة القلق والإضطراب عند الأطفال

جزاء الاعتماد على النفس والحرمان من الهداية الإلهية

ظاهرة العناد والتمرد عند الأطفال

الانعكاس السلبي للتعلق بالدنيا على نفسية الإنسان وتصرفاته

طرق معالجة ظاهرة الكذب عند الأطفال