المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الخرشوف Artichoke (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24
ميعاد زراعة الجزر
2024-11-24
أثر التأثير الاسترجاعي على المناخ The Effects of Feedback on Climate
2024-11-24
عمليات الخدمة اللازمة للجزر
2024-11-24
العوامل الجوية المناسبة لزراعة الجزر
2024-11-24
الجزر Carrot (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-24

قصة أورفيس ويوريديكي.
2023-11-27
محمود بن حمزة بن نصر الكَرماني
13-08-2015
نخيل واشنطونيا
2023-04-10
حفظ السر
6-12-2017
egocentric speech
2023-08-19
مـصـادر التـمـويـل الدولـي الرسـميـة
22-1-2023


سوء الخلق والتمرد  
  
2520   10:22 صباحاً   التاريخ: 15-4-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الأطفال واليافعين وإعادة تأهيلهم
الجزء والصفحة : ص10ـ11
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-09-23 1225
التاريخ: 30-1-2017 2434
التاريخ: 7-2-2018 3287
التاريخ: 2024-04-26 734

 نواجه اليوم في رقعة واسعة أفراداً متمردين خُلُقهم سيء، يرتكبون الجرائم والمعاصي، همهم بلوغ رغباتهم غير المشروعة، يتناسون الهدف من أجل حفظ وضعهم الحالي، يتحركون خلافاً لمصلحة المجتمع، معاشراتهم تخرج عن الضوابط المقبولة إجتماعياً ودينياً، لا يمكن الاطمئنان الى أقوالهم وافعالهم. كل ذلك لأن شخصياتهم مهزوزة، وبناءهم التربوي ضعيف.

نجد على المستوى الدولي، وأحياناً على المستوى المحلي وجود تنافس خطر، تسابق خطر جداً، حرب باردة وحامية، وعلى مستوى واسع جداً، بحيث لم تعد تترك لمن يريدون أن يعيشوا بهدوء وسكينة اعصاباً سالمة وفكراً هادئاً، ولا ان يجدوا حلولاً لآلامهم وآلام مجتمعهم.

إن كل مسألة مما ذكرنا تكفي لإيجاد الاضطراب والإنزعاج، وسلب الهدوء والسلامة الروحية لدى الأفراد.

ومن منّا اليوم لا يعلم بوجود كل هذه التجاوزات الأخلاقية المنتشرة في الساحة العالمية، وما هو نصيب مجتمعنا منها، فالصحف والمجلات ووسائل الإعلام الأخرى تعج كل يوم بالأخبار المؤسفة، مما يفرض على المسؤولين والمعلمين الإحساس بتعاظم مهامهم، ويضاعف من مسؤولياتهم التربوية.

ويبدو ان التحرك والمواجهة والتصدي التي يفترض بها ان تكون من الأمور العارضة والطارئة في المجتمع، أصبحت اليوم جزاء من ضروريات حياتنا، وهي في تزايد يومي وتوسع دائم. وفي المقابل فإن حظها من تفكير المسؤولين وتدبرهم من أجل حل تلك المسائل والقضاء عليها ما يزال قليلاً، مما يجعل تلك الاضطرابات تنمو وتتسع بإستمرار.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.