الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
التذكر بعد الغفلة
المؤلف:
محمد باقر الدلفي
المصدر:
كل ما يحتاجه المؤمن لترك الذنوب
الجزء والصفحة:
ص 282 ــ 284
2025-06-01
69
البعض يوسوس له الشيطان في ارتكاب ذنب معين ولربما يذهب أو يحاول أن يفعل هذا الذنب ولكن ينتبه إلى نفسه ويقول هذا من عمل الشيطان ويترك هذا الفعل، للعلم أن الذي يهم بذنب ولم يفعله لم تكتب عليه سيئة وهذا حسب ما ورد في بعض الأحاديث وإذا هم العبد بحسنة ولم يفعلها كتبت له حسنة وأن فعلها تكتب له عشر حسنات وتستطيع أن تبحث عن هكذا روايات كثيرة جداً.
لتكمل حديثنا: هنالك من يستيقظ من غفلته وينتبه أنه يحاول أن يفعل ذنب معين ويتأكد أنه من عمل الشيطان كما قال الله (عز وجل): {إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ} [الأعراف: 201].
أذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا أي انتبهوا فاذا هم مبصرون وهذه اشارة إلى أن الذين يمسهم طائف من الشيطان منهم يبصرون ومنهم لا يبصرون مثلهم كمثل السكران لا يفهم أو يدرك ماذا يفعل ولكن عند انتهاء مفعول السكر أو الخمر ينتبه على نفسه هنالك أشخاص بعد فعل الذنب يبصرون على أنفسهم ويندمون والبعض له سنين لم يبصر على نفسه ومنهم من يبصر ويستيقظ من غفلته بعد أشهر أو أسابيع ومنهم من ينتبه لنفسه بعد الذنب ولكن منهم من ينتبه لنفسه أثناء محاولة فعل الذنب ويتوقف عن هذا العمل لأنه أدرك أنه من عمل الشيطان، وبالتأكيد الدرجة الأعلى هم الأشخاص الذين أن وسوس لهم الشيطان لا يستمعون اليه ويتجاهلون صوته ولكن نحن الآن نركز على الذين يتذكرون أثناء محاولة الوقوع بالذنب.
أروي اليك قصة جميلة:
في يوم من الأيام تنازع أخ مع أخوه وأصبح بينهم كلام وسب إلى أن أراد الأخ الكبير أن يضرب أخوه الصغير ولكنه هرب والأخ الأكبر بدأ بالركض خلفه محاولاً أسماكه حتى يضربه ولكن الأخ الكبير يقول أنا عندما كنت أركض أردت أن أمسك باي شيء حتى أضرب به أخي وهو يركض، يقول وانا أركض خففت من سرعة ركضي وانحنيت إلى الأرض لأخذ حجراً من الأرض ولكن عندما أردت أن أمسك حجراً من الأرض لم تصل يدي إلى الحجر ولكن الحجر أرتفع الي يدي وأمسكته وأصبح الحجر بيدي دون أن تصل يدي إلى الأرض يقول تعجبت من هذا الفعل وكأن هنالك من رفع الحجر إلى يدي حتى أضرب به أخي! انتبهت إلى نفسي وعرفت أن الشيطان من قام بهذا الفعل حتى أضرب أخي ويتأذى فتعوذت من الشيطان وعدت إلى أهلي وعندما عاد أخي أخبرته بما جرى لي وتصالحت معه.
هذه القصة جميلة جداً وفيها جوانب كثيرة منها مساعدة الشيطان للإنسان في عمل الشر ومنها تذكر الأنسان أن هذا من عمل الشيطان، الكثير من الناس ينتبه إلى نفسه أن ما يقوم به من عمل الشيطان ولكن يستمر بهذا العمل وهذا من الغباء ومنهم من يتذكر وينتبه إلى نفسه ويستغفر كما أمرنا الله (عز وجل): {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [فصلت: 36].
أن أحسست بوسواس الشيطان اليك فاستعذ بالله من الشيطان ومن شره لأنه لا يريد لك الخير أبداً وعليك أن تحذر من أتباع الشيطان.
إياك أن تهمل أدراكك بوسواس الشيطان فأن أحسست أنك تحت تخدير الشيطان فاستعذ بالله من الشيطان وقم بتغير مكانك على الفور وتوضئ واستغفر وتوسل بالله وأعمل أي عمل يبعدك من الشيطان حتى لا تقع بأي ذنب وتندم وحتى لا تفقد توازنك.
واليك معلومة لربما تنفعك أن أردت أن تعرف أن الذي يحدث لك من عمل الشيطان أو لا، أن أردت أن تفعل أي عمل وشعرت بالخوف والتردد والم في بطنك فأعلم أن هذا من عمل الشيطان وأن سكن قلبك واستقر قبل أن تفعل هذا الذنب أعلم أنه من الله ولكن هذا ليس دليلاً قاطعاً هذه المعلومة لبعض الذنوب ولا تتخذها قاعدة أساسية بالتأكيد عليك أن تنتبه إلى أفعالك لأنها ربما من عمل الشيطان.