المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24
الكاهن الأعظم «لآمون» (رعمسيس نخت) وأسرته
2024-11-24

شـهادة الايزو
12-6-2018
تطبيق مبادئ تحديد الاختصاص الضريبي بالنسبة إلى الأشخاص المعنوية (شركات الأموال)
11-4-2016
Polarizers
27-12-2020
قانون نيوتن الثاني
31-8-2017
Atomic Emission Detectors
4-2-2020
قدم الاجسام وحدوثها
1-08-2015


شعب أبي طالب وعام الحزن  
  
3410   11:08 صباحاً   التاريخ: 12-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : موسوعة أمير المؤمنين علي بن ابي طالب
الجزء والصفحة : ج1 ، ص211-212
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله / حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله) /

أجمع رأي وجوه القرشيّين وساداتهم على حبس النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) وأهل بيته في شعب أبي طالب وفرض الإقامة الجبرية عليهم حتى لا يختلطوا بالناس فيغيّروا عقائدهم ويغسلوا أدمغتهم من براثن الجاهلية وقد اتّخذوا من القرارات ما يلي :

١ ـ أن لا يزوّجوا هاشميّا بامرأة منهم.

٢ ـ لا يتزوّج أحد منهم بهاشمية.

٣ ـ لا يبايعون هاشميا ولا يشترون شيئا منهم.

وكتبوا في ذلك وثيقة علّقوها في جوف الكعبة وأقام الرسول (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) ومن آمن به من الهاشميّين في شعب أبي طالب وهم يعانون أشقّ وأقسى ألوان الاضطهاد والضيق وقد أمدّتهم بجميع ما يحتاجون إليه أمّ المؤمنين خديجة الكبرى رضي الله عنها حتى نفد ما عندها من الثراء العريض فما أعظم عائدتها على الإسلام والمسلمين!

بقي النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) معتقلا في السجن سنتين أو ما يزيد عليهما وقد سلّط الله تعالى الأرضة على صحيفة قريش فأتت عليها فأخبر النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) عمّه أبا طالب بذلك فهرع إليهم وأخبرهم بالأمر فخفّوا مسرعين إلى الصحيفة فوجدوها كما أخبر النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) فذهلوا ووجموا وانبرى جماعة من قريش فطالبوا قومهم برفع الحصار عن الهاشميّين فعارضهم أبو جهل إلاّ أنّ معارضته لم تجد شيئا فقد أطلقوا سراح النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) مع من آمن به وخرجوا من الشعب وهم في أقصى ما يتصوّر من الجهد والعناء  وخرج النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) من الشعب وهو يدعو الناس إلى الإيمان بالإسلام ونبذ الجاهلية ولم يحفل بتهديد القرشيّين وإجماعهم على مناهضته فقد احتمى بعمّه أبي طالب شيخ البطحاء ومؤمن قريش فكان مع أبنائه سدّا حصينا وقوّة ضاربة يحتمي بها وقد شجّعه على أداء رسالته ومقاومة المدّ الجاهلي قائلا له :

اذهب بنيّ فما عليك غضاضة              اذهب وقرّ بذاك منك عيونا

والله لن يصلوا إليك بجمعهم               حتّى اوسّد في التّراب دفينا

ودعوتني وعلمت أنّك ناصحي            ولقد صدقت وكنت قبل أمينا

ولقد علمت بأنّ دين محمّد                 من خير أديان البريّة دينا

فاصدع بأمرك ما عليك غضاضة        وابشر بذاك وقرّ منك عيونا

ودلّ هذا الشعر على إيمان أبي طالب وتفانيه في الولاء لابن أخيه وتصديقه لرسالته ؛ وعلى أي حال فقد ورمت قلوب القرشيّين غيظا على النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) وحسدا له وممّا زاد في بغضهم للنبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) ما يعلنه من التنديد بالأصنام التي اتّخذوها آلهة يعبدونها من دون الله تعالى وقد ازداد حسد الطغاة من قريش للنبيّ حينما كانت الأندية تتحدّث عن سموّ أخلاقه وعظيم ما جاء به من هدى ورحمة وخير إلى الناس وإيمان بعض الناس برسالته ; ورزء النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) بكارثة كبرى وهي وفاة عمّه أبي طالب حامي الإسلامي وأقوى مدافع عنه كما ورزئ بوفاة زوجته أمّ المؤمنين خديجة التي كانت من أقوى المناصرين له فقد وهبت جميع ما تملكه من الثراء العريض في سبيل الإسلام وكانت وفاتها بعد وفاة عمّه أبي طالب بثلاثة أيام وبلغ الحزن من النبيّ (صلى‌ الله‌ عليه‌ وآله‌) أقصاه فقد عمّه وزوجته الرؤوم وقد سمّي ذلك العامّ عام الحزن فلم يجد بعد عمّه ركنا شديدا يأوي إليه وبقي في أرباض مكّة تسايره الهموم والأحزان خوفا من بطش القرشيّين وكيدهم .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.